باسيل «سعيد» لوجوده في دافوس «ممثلاً لرئيس الجمهورية»

أدارت مذيعة شبكة «سي إن بي سي» هادلي غامبل جلسة حول «عودة عدم الاستقرار العربي» في المنتدى الاقتصادي العالمي، باستفتاء الحضور حول فرص نجاح الحكومة اللبنانية الجديدة. ولم تجد إلا متفائلا وحيدا.
وتوجّهت غامبل إلى وزير الخارجية اللبناني السابق، جبران باسيل، بسؤاله «كيف وصلت إلى دافوس؟»، وسارع باسيل إلى الردّ: «جئت على نفقتي الخاصة. أعلم أن الشائعات والأكاذيب تنتشر حول هذه القضايا، وأنا اعتادت على ذلك، لكن هذه هي الحقيقة. على نفقتي الخاصة». لم يُقنع الرد هادلي، وتحدّته مجددا: «رواتب الوزراء اللبنانيين تقارب 5 آلاف دولار، كيف أمكنك استئجار طائرة (خاصة)؟». عاد باسيل للرد أن رحلته لم تكلّف المالية العامة اللبنانية «ليرة واحدة». وتابع: «مُنحت لي (...)، دُعيت إلى هنا بصفتي وزير الخارجية اللبناني. وشدّدتُ لهم أنني لن أكون وزيرا للخارجية (أي بتاريخ انعقاد المنتدى)، لكنّهم أصرّوا على الدعوة». وأضاف «أنا سعيد لكوني هنا، ولم أرد تفويت فرصة الحضور وتمثيل بلدي والفرص التي يقدّمها». وفي إجابته على أنه لم يعد يمثل لبنان، قال باسيل إنه فضلا عن كونه رئيس أكبر كتلة برلمانية، فهو يلبّي طلب رئيس الجمهورية بتمثيله في المنتدى.
وقال باسيل معلّقا على عزوف المجتمع الدولي عن دعم حكومة مدعومة من «حزب الله»: «أعتقد أننا هنا بسبب سياسات خاطئة، اعتمدت قبل 30 عاما، مالية وسياسية واقتصادية. هذا تراكم أدى إلى وصول لبنان إلى هذا المستوى. وبالتالي فإن مسؤولية الحكومة تغيير وإصلاح هذه المنظومة. بعد ذلك تأتي مطالبة المجتمع الدولي بالمساعدة».
وبرّر باسيل عدم مشاركته في هذا التغيير خلال مشاركته في الحكومة، قائلاً: «كنا في المنفى خلال الاحتلال السوري». وتابع: «كوني جزءاً من الحكومة، نتحمل بكل تأكيد بعض المسؤولية»، متداركا: «لكن في لبنان، نظام المحاصصة يفرض أن نحصل على نوع من الإجماع حول جل القرارات. فنحن أكبر حزب، لكن لا نملك الأغلبية. وبالتالي، فإن الجميع مسؤول نوعا ما». واعتبر ما يحصل في شوارع لبنان إيجابيا للغاية، فهو يخلق الديناميكية اللازمة لخلق التغيير.
وعما إذا كان يتمتع بدعم الشعب اللبناني، قال باسيل: «بكل تأكيد، نحن نمثّل اللبنانيين وفق الانتخابات الأخيرة»، وأضاف «عندما يقرر اللبنانيون أننا لا نمثّلهم، سنتنحّى جانبا». وتابع: «الجميع يعلم أننا كنا ضد دستور الطائف، وحزبنا يدعو إلى نظام علماني. لكن هذا النظام الذي لدينا، ولهذا السبب قررنا التراجع وإتاحة الطريق لخبراء سيحاولون حل قضية الكهرباء بعيدا عن السياسة».
وأشارت غامبل إلى أن أمام لبنان فرصة تاريخية لتقليص تأثير «حزب الله»، في إطار حملة الضغوط القصوى التي تمارسها واشنطن على إيران ووكلائها. فقال: «عندما نستخدم ما يحصل في لبنان لمصالح إقليمية، نقوم بالابتعاد عن الزخم الذي تحظى به المظاهرات، نحو قضية تفرّق بين اللبنانيين». وشدد: «إذا ابتعدنا عما يحصل في الشارع إلى قضية (حزب الله)، فنفرّق بين المتظاهرين المتّحدين حول محاربة الفساد».
واستفزّ حديث باسيل مشاركة أخرى في الجلسة، هي وزيرة التعاون والتنمية الدولية الهولندية سيغريد كاغ، التي حملت على الطبقة السياسية اللبنانية وافتقادها للشفافية. وقالت مخاطبة باسيل: «راتبي يقدّر بـ6000 يورو شهريا. وكان أعلى من ذلك في السابق. لو أنفقت 20 يورو إضافية عن طريق الخطأ، قد يكون ذلك نهاية مسيرتي. هذه هي الشفافية». وشدّدت على ضرورة تحمّل لبنان (وغيره) مسؤولية الفشل الداخلي، بدل توجيه اللوم باستمرار إلى التدخلات الخارجية.
وعند انتهاء الجلسة التي حظيت بمتابعة واسعة خارج حصن دافوس الشتوي، لم يبد أن الحضور خرجوا أكثر تفاؤلا بشأن فرص نجاح الحكومة اللبنانية الجديدة.