اجتماع {الصحة العالمية} بشأن {كورونا} وبكين تحذّر من سرعة تفشيه

أودى فيروس كورونا المستجد الذي ظهر في الصين، بـ17 شخصا حتى الآن وأصاب المئات حسب حصيلة أخيرة أثارت الخشية من انتشاره، فيما قد تعلن منظمة الصحة العالمية حالة «طوارئ دولية».
وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى وفاة 9، وأشار مسؤولون في مقاطعة هوباي، بؤرة الوباء، خلال مؤتمر صحافي إلى أنّ العدد الإجمالي للمصابين في هذه المنطقة يبلغ 444 شخصا.
وبدأ القلق العالمي بالتفاقم مع اكتشاف أول إصابة في الولايات المتحدة بهذا الفيروس المنتمي لعائلة الفيروسات المسببة لمتلازمة السارس التنفسية الحادة، وظهر للمرة الأولى في سوق في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر (كانون الأول)، وامتد لعدة دول آسيوية.
وخلال اتصال هاتفي، أكد الرئيس الصيني شي جينبيغ لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ الصين اتخذت «تدابير وقائية ورقابة صارمة»، وفق ما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية. وقال إن «الصين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي للتصدي بفاعلية للمرض، والحفاظ على الأمن الصحي في العالم».
وأتت هذه المكالمة خلال انعقاد لجنة خاصة تابعة لمنظمة الصحة العالمية أمس، اجتماعاً في جنيف، بهدف دراسة الحاجة لإعلان «حالة طوارئ صحية عامة ذات نطاق دولي».
وقال نائب وزير اللجنة الوطنية الصينية للصحة لي بين خلال مؤتمر صحافي في بكين إنّ الفيروس الذي ينتقل عبر الجهاز التنفسي «يمكن أن يتحوّل وأن ينتشر بسهولة»، وذلك في وقت يتنقل مئات ملايين الصينيين في أنحاء البلاد للقاء عائلاتهم في عطلة عيد رأس السنة القمرية الذي ينطلق الجمعة.
وبعدما تجاهلت السلطات الصينية هذا الوباء، يبدو أن الصينيين بدأوا بإدراك مخاطره في المدن الكبرى، حيث تستخدم أعداد كبيرة من السكان أقنعة واقية.
وفي ووهان، فرضت السلطات ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة، وفق صحيفة الشعب.
ووصل الفيروس إلى نصف المحافظات الصينية تقريباً، بينها مدن كبرى مثل شنغهاي وبكين.
وبعد اكتشاف المرض في اليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند وتايوان، سجلت أول إصابة في الولايات المتحدة أول من أمس، لرجل في الثلاثينات متحدر من ووهان ويعيش في سياتل في شمال غربي الولايات المتحدة.
وفي بريطانيا، أعلنت السلطات أمس، نشر فرق طبية لمعاينة الرحلات المباشرة القادمة من مدينة ووهان، حيث ظهر الفيروس، فيما أكدت إيطاليا أنّها ستبدأ بفحص درجات حرارة الوافدين.
وتفرض وزارة الصحة الإيطالية ابتداء من اليوم: «رقابة على درجات حرارة الجسم عبر ماسح ضوئي» في مطار فيوميتشينو في روما، الذي تصل إليه يومياً ثلاث رحلات مباشرة من ووهان.
وأعلنت الوزارة في بيان «من المقرر أيضاً جمع استمارات توضح وجهات المسافرين ومسارهم متى وصلوا» إلى روما.
وبدأت دول أخرى بالفعل برصد درجات حرارة المسافرين القادمين من الصين، ولا سيما روسيا (عبر كاميرات حرارية في الطائرات)، وتايلاند.
وأكدت وزارة الصحة البريطانية أنّ ثلاث رحلات يومية بين ووهان ومطار هيثرو تخضع منذ الأربعاء «لرقابة مشددة»، معتبرة في الوقت نفسه أنّ خطر انتقال العدوى إلى السكان في المملكة المتحدة «منخفض».
وظهر فيروس كورونا المستجد في ديسمبر (كانون الأول) في سوق للسمك في مدينة ووهان العملاقة البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، لكن مصدره وفترة حضانة الجسم له لا يزالان مجهولين.
وتباع في هذا السوق حيوانات برية بشكل غير قانوني، وفق ما أعلن مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض والوقاية منها غاو فو، لكنّه لم يكن بصدد تأكيد ما إذا كانت طريدة برية هي مصدر الفيروس.
وهذا الفيروس هو نوع جديد من عائلة فيروسات الكورونا التي قد تسبب أمراضا غير مؤذية لدى الإنسان كالزكام، لكنّها قد تكون مصدر أمراض قاتلة مثل السارس. وفي حقبة انتشار متلازمة السارس انتقدت منظمة الصحة العالمية بكين لتأخرها في الإنذار والعمل على مكافحة الوباء.