هاسينهوتل: الهزيمة بتسعة أهداف لم تقتلنا وساوثهامبتون على الطريق الصحيح

بعد مرور 84 يوماً على الهزيمة القاسية والمذلة على ملعبه أمام ليستر سيتي بتسعة أهداف دون رد، تمكن نادي ساوثهامبتون من العودة إلى الطريق الصحيح مرة أخرى، حيث تخلى المدير الفني للفريق رالف هاسينهوتل عن اللعب بثلاثة مدافعين في الخط الخلفي واعتمد بدلاً من ذلك على طريقة 4 - 2 - 2 - 2 التي سبق أن ساعدته على قيادة نادي لايبزيغ لاحتلال المركز الثاني في جدول الترتيب في أول موسم للفريق في الدوري الألماني الممتاز عام 2017.
وتمكن المدير الفني النمساوي من إبعاد ساوثهامبتون عن المراكز الثلاثة الأخيرة في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد الحصول على 16 نقطة من آخر 8 مباريات للفريق في المسابقة.
ومع ذلك، اعترف هاسينهوتل، الذي أمضى معظم فترات الصيف في عام 2013 وهو يركب دراجته ويتجول بين معسكرات تدريب ناديي بوروسيا دورتموند وبوروسيا مونشنغلادباخ للتجسس على طرق تدريب الفريقين باستخدام منظار عندما كان عاطلاً عن العمل، اعترف بأنه كانت تساوره الشكوك بشأن الطرق التدريبية التي يعتمد عليها بعد الهزيمة القاسية أمام ليستر سيتي.
يقول المدير الفني النمساوي: «كانت هناك بعض اللحظات التي يجب فيها أن أنتقد نفسي وأن أدرك أنني أسير على الطريق الخطأ، وأن هذه لم تكن هي الطريقة التي كنت أريد أن ألعب بها. عندما تضل الطريق، فيتعين عليك أن تنتقد ذاتك وتكون صادقاً مع نفسك، والأمر نفسه ينطبق على اللاعبين أيضاً».
ويضيف: «أعتقد أنه يتعين عليك أن تتخذ القرار الصحيح وتتوصل إلى الحلول المناسبة، ثم تقول لنفسك: حسناً، لم تعد هناك حاجة للعب بطريقة دفاعية، وبالتالي يتعين عليك أن تفكر في الهجوم مرة أخرى. لقد كان هذا قراراً شجاعاً، وإذا كان هناك شخص يجب أن يتحلى بالشجاعة فإن هذا الشخص هو المدير الفني».
ويتابع: «بعد ذلك، يمكن أن يسير اللاعبون على الطريق نفسه. لكن إذا لم تكن أنت شجاعاً، فكيف سيتحلون هم بالشجاعة اللازمة؟ أعتقد أنه من المهم للغاية أنني سلكت الطريق الصحيح، ثم تبعني اللاعبون بعد ذلك».
وكان هاسينهوتل، البالغ من العمر 52 عاماً، الذي لعب 8 مباريات دولية مع منتخب النمسا، قد خضع للتجربة في نادي تشيلسي تحت قيادة غلين هودل، وكان يرغب دائماً في التدريب في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل أن يتولى قيادة ساوثهامبتون في ديسمبر (كانون الأول) 2018.
وتمكن هاسينهوتل من قيادة ساوثهامبتون للهروب من شبح الهبوط الموسم الماضي قبل نهاية الموسم بجولتين، وكان من المتوقع أن يبني المدير الفني النمساوي على النجاح الذي حققه في ذلك الموسم، لكن الخسارة الثقيلة بتسعة أهداف نظيفة أمام ليستر سيتي - التي تعد الخسارة الأسوأ في تاريخ النادي الممتد على مدار 134 عاماً - كانت دليلاً قوياً على أن هناك حاجة لتغيير شيء ما داخل الفريق، رغم أنه لم يفكر مطلقاً في الاستقالة من منصبه.
يقول هاسينهوتل: «لا، لم أفكر في الاستقالة مطلقاً، ولم أفكر أبداً في العمل بعيداً عن هذا النادي. لقد فكرت فقط فيما إذا كان هذا النادي ما زال يثق بي أم لا، وأردت أن أظهر أن أفكاري لم تنته وأنني قادر على العودة إلى الطريق الصحيح مرة أخرى. يمكنني أن أخبرك بأننا لم نتوقف أبداً عن تجربة كل شيء، وفي النهاية تمكنا من تحقيق النجاح».
ويضيف: «قبل أيام قليلة، أجريت مقابلة مع صحيفة ألمانية وسألوني عما إذا كنت قد شعرت بالقلق من احتمال إقالتي بعد هذه الخسارة، وقلت لهم: إذا خسرت مباراة بتسعة أهداف مقابل لا شيء وكنت لا تزال على قيد الحياة، فإنك لن تشعر بأي خوف بعد ذلك. إنني أعمل في ناد أشعر بأنه يقف خلفي دائماً ويثق تماماً في الطريقة التي نعمل بها. يمكن للنادي أن يرى الفلسفة التي اعتمد عليها، وأنا سعيد للغاية لأن فريقي يظهر أننا يمكن أن نحقق نجاحاً أكبر».
ومن المؤكد أن عودة المدير الفني النمساوي للاعتماد على الطريقة نفسها التي أثبتت نجاحها في ألمانيا قد ساعدت ساوثهامبتون على تحقيق النجاح، حيث لم تهتز شباك الفريق سوى 13 مرة في 11 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز منذ الخسارة أمام ليستر سيتي. كما شهدت الأسابيع الأخيرة تألق عدد من اللاعبين الذين لم يكن لهم دور كبير مع الفريق في السابق، مثل المدافع جاك ستيفينز والجناح ستيوارت أرمسترونغ، بالإضافة إلى قائد الفريق جيمس وارد براوس، والمهاجم الرائع داني إنغز، الذي أحرز 13 هدفا هذا الموسم - ومن المؤكد أن المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت يتابعه جيدا من أجل ضمه لصفوف منتخب الأسود الثلاثة - وهي الأمور التي توضح أن هاسينهوتل قد نجح أخيرا في توصيل رسالته إلى اللاعبين.
يقول هاسينهوتل: «لقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً، ليس فقط للوصول إلى الشكل الصحيح والمناسب، ولكن أيضاً للوصول إلى السلوك الصحيح في هذا الشكل. ويتوقف الأمر بصورة كبيرة على كونك شجاعاً وتلعب بطريقة هجومية أم لا. ولا يكفي أن تتحدث فقط عن ذلك للاعبين، بل يجب أن تطبق هذا النظام تطبيقاً كاملاً وأن ينعكس ذلك على سلوك اللاعبين. لقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً، وأخيراً شعرت خلال الشهر الماضي بأن الأمور تسير كما ينبغي، ويمكنكم أيضاً أن تشعروا بذلك».
ويضيف: «كل لاعب من لاعبي الفريق مقتنع تماماً الآن بما نفعله. وحتى أمام الفرق الكبيرة نلعب بأربعة مدافعين في الخط الخلفي، فقد قمنا بتغيير طريقة اللعب وتوصلنا إلى الخطة المناسبة ونجحنا في نهاية المطاف».
وخسر ساوثهامبتون مبارياته الثلاث التالية بعد الهزيمة أمام ليستر سيتي، قبل أن يحقق انتصارين معنويين على ملعبه أمام كل من نوريتش سيتي وواتفورد. والآن، لم يتعرض الفريق لأي خسارة في مبارياته الخمسة الأخيرة.
ويقول هاسينهوتل عن الخسارة بتسعة أهداف أمام ليستر سيتي: «رغم أن هذه النتيجة كانت كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد أظهر الفريق قوة شخصية كبيرة بعد ذلك واستغل حالة الغضب التي كنا نشعر بها للرد بالطريقة المناسبة. عندما تنظر الآن إلى الطريقة التي يلعب بها الفريق، ستجد أنها مختلفة تماماً، ولا يمكنني أن أعطيهم حقهم بما يكفي على رد الفعل القوي الذي أظهروه بعد هذه الخسارة».