«رالي داكار السعودية» يتوقف في عاصمة راليات الشرق

تزخر منطقة حائل بالعديد من المواقع الأثرية والتاريخية، واليوم «رالي داكار السعودية 2020» يسلط الضوء على مدينة تُعدّ محطة مهمة على الطريق التجاري الذي يربط البحر الأحمر ببلاد ما بين النهرين.
وتشتهر حائل بشكل خاص بالعديد من الألواح الصخرية المغطاة بفن النحت على الصخور، مما يؤكد وجود غزو إنساني للمنطقة منذ نحو 10 آلاف سنة، حيث منح موقع «رالي داكار» هذه المدينة الترتيب الثاني في تقرير استكشاف السعودية بين بحرين؛ حيث تمثل المرحلة الخامسة من الرالي، وتعتمد هذه المرحلة على الكثبان الرملية الكثيفة التي تغلب على طابع المسار وتمثل الصخور العملاقة نقاط علام تسهم في تجنب الأخطاء الملاحية الفادحة.

ورغم كونها أقلّ أهمية من الناحية الفنية، فإن التلال الرملية الهائلة، التي تلفت أنظار السائقين، مثيرة للإعجاب كما هي حال الكثبان الرملية، بينما ستتطلب المنحدرات، الموزعة بين الحين والآخر، حالها كحال الأعشاب الصحراوية، مستويات متقدمة من مهارات القيادة.
وتُعدّ حائل أول مدينة سعودية استضافة «راليات الباها»، وجولات العالم، عبر «رالي حائل» الذي يُعدّ حدثاً رياضياً سعودياً، وتضم أبرز مدن التراث العالمي التي ربما تكون إحدى الواجهات للزوار والسياح القادمين لـ«رالي داكار»، لا سيما أن حائل تحتضن أكثر من 370 موقعاً أثرياً. ويُعدّ موقعا جبة وراطا والمنجور (الشويمس) أبرزها، ومن أهم وأكبر المواقع الأثرية في السعودية، حيث يمتد تاريخها إلى أكثر من 10 آلاف سنة قبل الميلاد، وهما رابع المواقع الأثرية في المملكة التي تم إدراجها ضمن «قائمة التراث العالمي» التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، وهذان الموقعان يُعتبران موقع جذب سياحي للمنطقة، حيث جذبت طيلة السنوات الماضية آلاف من الزوار العرب والأجانب من داخل المملكة وخارجها من المهتمين بالتراث.

ويحتوي موقع جبة العالمي، الواقع في الشمال الغربي من حائل (100 كلم)، الذي يعود لثلاث فترات زمنية، على مجموعة متنوعة من الفنون والرسومات الصخرية والنقوش المميزة المنقوشة على جبل أم سنمان، الذي كانت أرضه المحيطة به بحيرة قديمة تحيط بها كثبان النفود الكبير من كل اتجاه، خلّف سكانها أكثر من 5400 ألف نقش ثمودي من النقوش حول حياتهم، التي منها ما يجسد مناظر حيوانية وبشرية، ومنها نباتية ورمزية بتشكيلات فنية متنوعة.

وفي المواقع التاريخية والأثرية والحضارة السعودية يقف قصر القشلة شامخاً بإشراف «موسم حائل»، حيث يُعتبر المبنى من أكبر المباني الطينية في العالم، تبلغ مساحته الإجمالية 19995 متراً مربعاً، وقد بُنِي بأمر من الملك المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (طيّب الله ثراه)، عام 1940 ميلادياً بوقت قصير جداً (سنة ونصف السنة)، وتم بناء المسجد بعدها مدة ست أشهر (1940م إلى 1942م) ليكون وقت البناء سنتين، ويُعتبر هذا رقماً صعباً وإنجازاً في وقته، ليكون أول مقر لأول جيش رسمي وطني سعودي بعد تأسيس المملكة، بقيادة أول وزير للدفاع آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبد العزيز، برتبة فريق أول، حيث استمرّ وجود الجيش في مبنى القشلة من عام 1360 هجريّاً إلى عام 1375 هجريّاً، بعدها أصبح المبنى مقرّاً للشرطة إلى عام 1395 هجريّاً، قبل أن تتسلمه «وكالة الآثار والمتاحف لوزارة المعارف»، وحوّله «موسم حائل» إلى مزار سياحي وثقافي وتاريخي وترفيهي على أحدث التصاميم التراثية بهوية سعودية تاريخية.