تدابير محلية ارتجالية لمواجهة «إيبولا» في غرب أفريقيا

مع التزايد المتسارع في أعداد حالات الإصابة بـ«إيبولا» في غرب أفريقيا ووعود الحكومات الغربية بمراكز للعلاج لن يستكمل بناؤها قبل أسابيع، يضطر العاملون في قطاع الصحة الذين يواجهون واحدا من أكثر الأمراض فتكا في العالم إلى الارتجال.
ففي «المناطق الساخنة» من ليبيريا، حيث تغلق أبواب المستشفيات المكتظة في وجه المصابين بـ«إيبولا»، توزع وكالات الإغاثة عشرات الآلاف من أدوات الوقاية، وهي عبارة عن دلاء وكلور وصابون وقفازات ورداء وإرشادات لكيفية رعاية مريض «إيبولا» في بيته. وفي دولة سيراليون المجاورة تنصح السلطات من ينتظرون وصول سيارة الإسعاف بحجز المريض في غرفة مغلقة وتكليف شخص واحد بالتعامل معه على أن يستخدم هذا الشخص القفازات ومنشفة مغموسة في الكلور وقت التعامل مع المريض.
وبينما يحتار الخبراء في كيفية انتقال الفيروس إلى طواقم التمريض التي تتعامل مع مرضى «إيبولا» حتى في المستشفيات الغربية، تسلط مثل هذه الجهود في دول غرب أفريقيا الضوء على الإجراءات الحالي اتخاذها لتخطي الفجوة بين الرعاية المتاحة وتلك المطلوبة لمواجهة هذه الأزمة. وتتفق منظمات الإغاثة على أن نقل المصابين بـ«إيبولا» إلى مراكز علاج يديرها متخصصون هو الطريقة الوحيدة لوقف أسوأ تفش مسجل للمرض الذي أودى بحياة أكثر من 4500 شخص وقد يتسبب في مقتل آلاف آخرين.
لكن نقص سيارات الإسعاف ونقص الأسرة في مراكز العلاج يجعل نقل المصاب إلى خارج المنزل لتفادي العدوى تحديًا كبيرًا. وقال شيلدون يت رئيس صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في ليبيريا «في بعض الأحيان يكون هذا مستحيلا. حين يسقط شخص مريضًا خلال الليل، علينا أن نضمن ألا يعدي الآخرين. الناس يريدون حقا مساعدة المرضى لكن علينا أن نضمن ألا يصابوا بالعدوى أثناء تقديمهم العون للمرضى. مجموعة الأدوات هذه مخصصة لذلك، وهدفها كسر دائرة العدوى»، حسبما نقلت عنه وكالة «رويترز» في تقرير لها أمس.
لا يوجد علاج معروف لـ«إيبولا»، وهناك طلب كبير على مخزونات محدودة من العقاقير التجريبية. وتشمل الرعاية في مراكز العلاج في غرب أفريقيا الوقاية من الجفاف والمساعدة في علاج حالات الإصابة الجديدة التي تزيد فرص نجاتها في حالة التشخيص المبكر للمرض. ويبرز عدد من أصيبوا بـ«إيبولا» من العاملين في القطاع الصحي خطورة المرض حتى على المتخصصين المدربين المزودين بمعدات. وتسبب فيروس إيبولا في وفاة 236 شخصًا من بين 427 من العاملين في قطاع الصحة أصيبوا بالمرض في غرب أفريقيا. وقالت منظمة «أطباء بلا حدود»، إن 16 من عامليها أصيبوا بـ«إيبولا»، بينهم 9 لقوا حتفهم.
ونقل بعض المصابين بالمرض إلى أوروبا والولايات المتحدة للحصول على علاج أفضل في منشآت طبية في الغرب وكان غالبيتهم من عمال الإغاثة.
وتسابق شركات الأدوية الزمن للتوصل إلى لقاح للمرض، وتقول شركة «غلاكسو سميثكلاين» إنه إذا نجحت التجارب الحالية سيتم تطعيم من يعملون في الخطوط الأولى من رجال الصحة أوائل العام المقبل.