الرئيس اللبناني يؤجل الاستشارات النيابية للخميس بطلب من الحريري

قالت الرئاسة اللبنانية، اليوم (الاثنين)، إن الرئيس ميشال عون أجل الاستشارات النيابية لتكليف رئيس وزراء جديد لتشكيل الحكومة إلى يوم الخميس بناء على طلب من سعد الحريري رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال الذي من المتوقع أن يتم تكليفه مجددا برئاسة الحكومة.
وجاء في حساب الرئاسة اللبنانية على "تويتر" أن تأجيل الاستشارات التي كان من المتوقع أن تجرى اليوم يسمح «بمزيد من التشاور في موضوع تشكيل الحكومة».
وتدور خلافات بين الأحزاب الرئيسية اللبنانية بشأن تشكيل حكومة جديدة ومن المتوقع تسمية سعد الحريري رئيساً للوزراء، لكن الخلافات السياسية ستعرقل فيما يبدو الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة تشتد الحاجة إليها لإنقاذ البلاد من أزمة اقتصادية مروعة.
ويقول المانحون الأجانب إنهم لن يقدموا مساعدات إلا بعد أن تشكل البلاد حكومة يمكنها تطبيق الإصلاحات.
على صعيد متصل، غطى دخان الغاز المسيل للدموع وسط بيروت، في الوقت الذي طاردت فيه قوات الأمن محتجين قرب مبنى البرلمان اللبناني، أمس (الأحد)، في ثاني يوم من الاشتباكات بالشوارع والتي أدت إلى سقوط عشرات الجرحى.
وعاد المئات للتظاهر في بيروت رغم حملة قوات الأمن العنيفة على احتجاج في الليلة السابقة عندما أدت الاشتباكات إلى إصابة العشرات أيضاً، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء.
وأطلقت شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن، التي انتشرت مرة أخرى بأعداد كبيرة، الأحد، مدافع المياه على مئات المتظاهرين الذين ظلوا في الشوارع.
وقال الدفاع المدني اللبناني إنه عالج 46 شخصاً من إصابات ونقل 14 آخرين إلى المستشفيات.
وهزت الاشتباكات منطقة تجارية ببيروت لساعات حتى ساعة متأخرة من الليل وقام جنود الجيش بإغلاق بعض الطرق.
وقالت قوات الأمن الداخلي اللبنانية إنها أطلقت الغاز المسيل للدموع بعد أن رشقها متظاهرون بالألعاب النارية والحجارة مما أدى إلى إصابة بعض أفراد الأمن. وطلبت قوات الأمن من المتظاهرين على «تويتر» مغادرة الشوارع.
وهرعت حشود من الرجال والنساء بحثاً عن ساتر وهم يهتفون «ثورة ثورة» في الوقت الذي تصاعد فيه دخان أبيض من عبوات الغاز المسيل للدموع.
وقام البعض بإلقاء عبوات الغاز مرة أخرى على شرطة مكافحة الشغب التي كانت تقف في مكان قريب.
ومثلت تلك أعنف اضطرابات في بيروت خلال موجة تاريخية من الاحتجاجات التي اجتاحت لبنان منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) ودفعت سعد الحريري للاستقالة من رئاسة الحكومة.
وتفجرت الاحتجاجات بسبب الغضب من النخبة الحاكمة "التي تركت الفساد يستشري في البلاد على مدى عشرات السنين وقادت لبنان نحو أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي وقعت فيما بين عامي 1975 و1990".