قمة باريس حول أوكرانيا: تخفيف التصعيد ولقاء آخر بعد 4 أشهر

لم تحقق القمة الرباعية التي عقدت في باريس مساء أمس (الإثنين) نتيجة ملموسة في اتجاه حل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، بيد أنها شهدت اللقاء الأول بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بضيافة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحضور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
ولئن أشاد ماكرون وميركل بالتقدم الذي تم احرازه بعد محادثات استمرت ثماني ساعات في قصر الاليزيه، فإن بياناً مشتركاً صدر عن القادة الأربعة اكتفى بالقول إن توافقاً حصل على وقف لاطلاق النار والمضي نحو انسحاب جديد للقوات من مناطق النزاع في شرق أوكرانيا حيث قامت جمهوريتان انفصاليتان مواليتان لموسكو.
وأشاد بوتين بالقمة في باريس باعتبارها «خطوة مهمة» نحو خفض التصعيد في أزمة شرق اوكرانيا، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. لكن زيلينسكي أعرب عن أسفه لتحقيق نتائج مخيّبة، وقال: «تمت معالجة تساؤلات عدة، ونظرائي قالوا انها نتيجة جيدة جداً بعد لقاء أول. لكنني ساكون صريحاً، ما تحقق قليل جداً، فقد أردت حل عدد أكبر من المشاكل».
من جهتها، أبدت ميركل رضاها عن نتائج القمة، وقالت: «تجاوزنا فترة الجمود». وأوضحت أنه تم الاتفاق على «أمور واقعية»، وأضافت: «سنواصل بالطبع هذا الطريق»، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
يُذكر أنه قتل الآلاف ونزح حوالى مليون شخص منذ بدأ مسلحون مؤيدون لروسيا في شرق أوكرانيا مسعاهم الانفصالي في العام 2014 وسيطروا على منطقتي دونيتسك ولوغانسك بعد وقت قصير من ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية.
وجاء في البيان الصادر عن القمة: «يلتزم الأطراف بوقف كامل وشامل لإطلاق النار وتعزيز كل إجراءات الدعم الضرورية لوقف النار قبل انتهاء عام 2019». وأضاف أنه يجب الاتفاق بشأن ثلاث مناطق إضافية في شرق أوكرانيا «بهدف فك ارتباط القوات والمعدات بحلول نهاية مارس (آذار)2020».
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين وماكرون وميركل إنّ الطرفين «سيعملان على الإفراج المتبادل قبل 31 ديسمبر (كانون الأول) عن السجناء وفقاً لمبدأ الجميع مقابل الجميع».
أما ماكرون فقال: «طلبنا من وزرائنا العمل خلال الأشهر الأربعة المقبلة (...) بغية تنظيم انتخابات محلية وبهدف عقد قمة جديدة».
واعتبر بوتين ان «العملية تسير في الاتجاه الصحيح»، مؤكداً أن «روسيا ستبذل كل ما في وسعها حتى ينتهي هذا النزاع».
وكانت قمة الأمس الأولى على هذا المستوى منذ ثلاث سنوات وسعت لتطبيق اتفاقات مينسك المبرمة في العام 2015 وتنص على سحب الأسلحة الثقيلة واستعادة كييف سيطرتها على الحدود وحكم ذاتي أكبر وإجراء انتخابات محليّة.