إجراءات عزل ترمب تدخل مرحلة الاتّهام الرسمي في مجلس النوّاب

تدخل إجراءات عزل الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرحلة جديدة في الكونغرس الأميركي المنقسم هذا الأسبوع، إذ ستعقد اللجنة القضائية في مجلس النواب جلسة اليوم (الإثنين) من المتوقع أن تخرج باتهامات محددة ضده.
ويتهم الديمقراطيون ترمب باساءة استخدام سلطاته عبر ربطه المساعدات العسكرية لأوكرانيا وعقد قمة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بفتح كييف تحقيقاً حول منافسه السياسي جو بايدن.
وقد وصف ترمب التحقيق بأنه خدعة، إلا أن الديمقراطيين يؤكدون، كما قال رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب جيرولد نادلر، أن لديهم «أدلة قوية» تظهر أن ترمب وضع مصالحه السياسية الشخصية فوق مصلحة البلاد.
وقال نادلر لشبكة «سي إن إن» التلفزيونية أمس (الأحد): «لدينا قضية مهمة. لو عرض هذا الملف على هيئة تحكيم، فإنّ حكماً بالإدانة سيصدر في غضون ثلاث دقائق».
وأطلق الديمقراطيون في نهاية سبتمبر(أيلول) إجراءات العزل بحق الرئيس، مستندين إلى الغالبية التي يملكونها في مجلس النواب.
وأعلن ترمب براءته في هذه القضية، مندداً بما يعتبر أنه تحقيق غير دستوري و«مهزلة».
وبعد نحو شهرين من التحقيق في غرفة الكونغرس الأولى، ستبدأ اللجنة القضائية في المجلس هذا الأسبوع صَوغ لوائح الاتهام ضدّ الملياردير الجمهوري. وينطلق ذلك اليوم باستماعها إلى ممثلين للكتلتين الديمقراطية والجمهورية، لتقدّم كل منهما استنتاجاتها عن التحقيق، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
ولم يكشف نادلر لائحة الاتهامات التي ستوجه إلى ترمب، إلا أنه من المتوقع أن تشمل إساءة استخدام السلطة والفساد وعرقلة سير أعمال الكونغرس والعدالة.
وصرح رئيس لجنة الاستخبارات آدم شيف الذي يدير التحقيق بشكل عام، أمس، أن «هناك أدلة دامغة على أن الرئيس سعى إلى إجبار أوكرانيا على التدخل في انتخاباتنا»، والاخطر من ذلك أنه «سعى الى عرقلة التحقيق في ذلك».
وبالنظر إلى الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب، فإنّ ترمب سيكون ثالث رئيس تصدر بحقه لوائح اتهام عن الكونغرس، بعد أندرو جونسون وبيل كلينتون. أما الرئيس ريتشارد نيكسون فاستقال قبل التصويت على عزله.
وتوقع السيناتور ليندسي غراهام، وهو رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ وحليف بارز لترمب، أن تنتهي محاكمة العزل بسرعة لأن عزل الرئيس يتطلب تصويتا بأغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ. وقال: «فور أن (يقول) 51 عضوا من بيننا (...) أنّنا سمعنا ما فيه الكفاية، فإنّ هذا الإجراء سينتهي. الرئيس سيبرَّأ».