شخصيات عسكرية وسياسية تطالب نتنياهو بالاستقالة

في الوقت الذي تنحو فيه إسرائيل بقوة نحو الانتخابات البرلمانية الثالثة، تشتد حملة الحراك الجماهيري لصدّها. فأعلن عشرات ألوف الطلبة الإضراب عن التعليم احتجاجاً على «استخفاف السياسيين بالمطلب الجماهيري الرافض للانتخابات». وخرج نحو 70 شخصية عسكرية وسياسية وأكاديمية رفيعة، بحملة لفرض الاستقالة على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب تورطه في قضايا الفساد.
وتقدم 67 شخصية إسرائيلية من خلفيات أمنية وأكاديمية وأدبية، أمس (الأحد)، بالتماس إلى المحكمة العليا لإلزام المستشار القضائي للحكومة أفيخاي مندلبليت بالبتّ في مسألة منع نتنياهو من الحصول على تكليف بتشكيل الحكومة المقبلة، لكونه يتعرض لـ3 لوائح اتهام خطيرة تحت بنود الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
وشكا هؤلاء من أن مندلبليت امتنع بشكل مثير للغضب عن إبداء رأيه حول ما إن كان الرئيس الإسرائيلي رؤوبين رفلين يتمتع بالصلاحيات لـ«تكليف المتهم نتنياهو» بتشكيل الحكومة من عدمه. وقالوا إن مندلبليت لم يستجب حتى الآن لمطالب البتّ في المسألة، باعتبارها «أمراً نظرياً»، خاصة أن القانون الإسرائيلي يفتقر لإجابة على سؤال عن مدى قانونية السماح لشخص يواجه لائحة اتهام بالحصول على تكليف بتشكيل حكومة. بل قال إن نتنياهو لا يمكن أن يستقيل في المرحلة الحالية، لأنه يتولى رئاسة حكومة انتقالية، ولم يجب مندلبليت على السؤال الأساسي حول منع تكليف نتنياهو من تشكيل الحكومة، حتى في حالة فوز حزب الليكود في الانتخابات، كونه متهماً بشكل رسمي.
وكان نتنياهو قد اتخذ عدة إجراءات لتمرير اليومين التاليين من دون مفاجأة تسقط خططه في التوجه إلى الانتخابات، فأصدر تعليمات صارمة لوزرائه ألا يغادروا البلاد وأن يلغوا أي ارتباطات في الخارج، حتى يكونوا على أهبة الاستعداد لأي طارئ.
ومن المبادرات التي تخيف نتنياهو، المحاولة التي بادر إليها النائب في الكنسيت (البرلمان الإسرائيلي)، عومر بار - ليف، من تحالف حزبي العمل و«جيشر»، لجمع 61 توقيعاً يعلنون تأييدهم لتكليف رئيس الكنيست يولي أدلشتاين بتشكيل حكومة. وأدلشتاين هو من حزب نتنياهو، الليكود. ويلقى احتراماً من جميع الأحزاب ويخشى نتنياهو أن يكون رفاقه في الليكود متآمرين مع هذه المبادرة. وقال بار - ليف: «أنا لا أدخل بالصراع الداخلي في الليكود، أنا آمل وأعتقد أن الرئيس سيفرض عليه ذلك، فسوف يتخذ القرار الصحيح».
وأضاف أن هذه هي الطريقة الوحيدة المتبقية للتخلص من نتنياهو الفاسد. لكن نتنياهو طرح بالمقابل مشروع قانون يلزم بأن تجرى انتخابات لرئاسة الحكومة فقط، ما يعني تغيير القانون الأساس الحالي. ومع أن مثل هذا التغيير يحتاج إلى وقت طويل، ولن يكون مناسباً لهذه المرحلة، فإن نتنياهو طرحه لكي يظهر كمن يتحدى الجنرال بيني غانتس ويظهره بالمقابل ممن يتهرب من التحدي. وهنا تحرك النواب العرب ضد الاقتراح، مؤكدين أن هدف نتنياهو الأول منه هو إجهاض دور وتأثير النواب العرب في الحياة السياسية الإسرائيلية.
وكانت أحزاب اليمين قد دخلت في صراع فيما بينها حول موعد الانتخابات القادمة. فقد رفض الليكود إجراءها يوم 3 مارس (آذار) المقبل، لأن هذا اليوم مخصص لإحياء ذكرى الجنود الإسرائيليين الذين ينتمون لعائلات أحادية، أيتام الأب أو الأم. وطلبوا إجراءها في 10 أو 17 مارس. لكن حلفاءهم من الأحزاب الدينية رفضوا هذين الموعدين، فالأول يقع في نفس يوم عيد البوريم الديني، والثاني يقع في ذكرى أحد زعماء الحركة الدينية الأرثوذكسية. فاقترحوا 24 مارس. لكن معسكر المعارضة بكامله رفض الاقتراح ويصرّ على تاريخ 3 مارس.
وفي محاولة لإجبار الأحزاب على تغيير مواقفها وإيجاد طريقة لتشكيل الحكومة ومنع التوجه لانتخابات جديدة، شهدت إسرائيل أمس إضراب مدارس. ورفع المضربون شعارات تندد بالانتخابات، وتعتبرها «جريمة بحق إسرائيل، أمنياً واقتصادياً ومعنوياً». وانضم العشرات إلى خيمة الاعتصام، التي أقامها محاضر في الجامعة منذ 12 يوماً، احتجاجاً على الانتخابات تحت شعار «نستحق حكومة أخرى». بالمقابل، أقام نحو 200 شخص مظاهرة تأييد لنتنياهو، في مدينة كريات شمونة، تحت عنوان «الشمال مع نتنياهو»، اعتبروا فيها الاتهامات ضده افتراءات ظالمة.
وواصل عضو الكنيست جدعون ساعر، من حزب الليكود، معركته للتنافس مع نتنياهو. وقال إنه طالما أن نتنياهو يقود الليكود فلن تكون هناك أغلبية لليمين في الكنيست.
وأضاف ساعر: «الانتخابات المباشرة التي يقترحها نتنياهو اليوم، خطوة لا أمل لها بالنجاح في الأيام المعدودة المتبقية لولاية دورة الكنيست الحالية. علينا أن نكون واقعيين. فالآن توجد جماهير بأكملها مستعدة لتأييد الليكود برئاستي، وهذه جماهير لا يصل نتنياهو إليها، ولذلك لا شك أننا كمعسكر قومي سنوسع قاعدتنا إذا حدث تغيير في القيادة. ووصلنا إلى مرحلة تستوجب تحولاً وآملاً جديداً آخر، وإلا سنبقى في طريق مسدودة».