بروكسل: أكثر من 150 شخصاً قُتلوا في مناطق الصراعات

أعلنت الحكومة البلجيكية أنها تعتقد بمقتل 151 شخصاً من المقاتلين، الذين سافروا من بلجيكا إلى مناطق الصراعات، خصوصاً في سوريا، للمشاركة في العمليات القتالية ضمن صفوف «داعش»، وذلك من بين 426 شخصاً سافروا إلى هناك منذ عام 2012. وقالت أيضاً إنه لا يزال هناك حتى الآن 295 شخصاً، حسب الأرقام التي أعلنها وزير الداخلية بيتر ديكيرم في البرلمان، خلال إجابة مكتوبة على سؤال من البرلمانية باربارا باس من حزب «فلامس بلانغ» اليميني المتشدد.
ونقلت وكالة الأنباء البلجيكية عن الوزير، أن معظم الأشخاص الذين جرى التأكد من سفرهم كانوا على النحو التالي: 144 شخصاً في عام 2013، و134 شخصاً في عام 2014، ثم تراجع الرقم في عام 2015 ووصل إلى 56 شخصاً، بينما بلغ عدد الذين سافروا في عامي 2016 و2017، 4 أشخاص فقط، وسافر شخص واحد فقط العام الماضي، ولم يتم حصر أي رقم حتى الآن للعام الحالي.
وخلال عام 2016، جرى تسجيل 109 أشخاص على أنهم في عداد القتلى، وفي عام 2017 كان هناك 15 شخصاً، وفي العام الماضي جرى اعتبار 11 شخصاً في عداد الموتى، ووصل الرقم خلال العام الحالي، وحتى الآن، إلى 14 شخصاً. وأشار الوزير إلى أنه في بعض الحالات لم يتم تأكيد الوفاة.
وأوضح الوزير قائلاً: «ليس لدينا عدد محدد عن الوفيات بناء على مصادر مؤكدة»، كما لم يتم التحقق من الأمر في مكان حدوث الوفاة، ولكن فقط جرى تأكيد وفاة شخصين عبر مصادر طبية سورية، منوهاً بأن هناك عدداً من الوفيات لبعض المقاتلين من البلجيكيين، تبين فيما بعد أنها غير حقيقية، وأن هؤلاء الأشخاص لا يزالون على قيد الحياة، وكان آخر هذه الحالات شخص يدعى عبد الله نعماني، الذي تبين قبل أيام أنه موجود في أحد السجون، تحت إشراف الأكراد في شمال سوريا، وأجرى مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات الهولندية.
وفي فبراير (شباط) من العام الماضي، أشار تقرير أمني، صدر في بروكسل، إلى أن الأرقام المسجلة لـ«الدواعش» العائدين إلى أوروبا، بعد هزيمة تنظيمهم في سوريا والعراق، تشير إلى أن عددهم يقلّ كثيراً عن التوقعات، التي كانت تتحدث عن مخاوف من «عودة جماعية». وأوضح التقرير أن عدد العائدين من «المقاتلين الأجانب»، لم يَزِد على عشرات سنوياً، لافتاً إلى أن المقاتلين تلقوا تعليمات من «داعش» بالقتال حتى الرمق الأخير للاحتفاظ بأكبر مساحة ممكنة من الأراضي.
وذكر المعهد الملكي البلجيكي للعلاقات الخارجية «إيغمونت»، أن التحقيقات أوضحت أن العدد الأكبر من المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق قُتل أو تم اعتقاله، خصوصاً من قبل المجموعات الكردية، و«لكنَّ هناك قِلّة منهم استطاعت الإفلات والذهاب إلى أماكن صراعات أخرى مثل الصومال وأفغانستان ونيجيريا».
وحول الوضع في بلجيكا، ذكر التقرير أن عدد العائدين تناقص تدريجياً ما بين 2014 - 2017، مشيراً إلى أن 115 بلجيكياً من مقاتلي «داعش» عادوا بالفعل إلى البلاد، ومنهم 44 داخل السجون حالياً، و80 تحت المراقبة.
وشدد التقرير على أن ندرة العائدين لا تعني انتفاء التهديد، حيث «تعتبر هجمات بروكسل عام 2016، التي راح ضحيتها 32 شخصاً، وأصيب 300 آخرون، هي الأخيرة التي ارتكبها متطرفون عائدون إلى أوروبا، ولكن عام 2017 شهد 20 هجوماً قام بها متطرفون أوروبيون لم يذهبوا قط إلى أماكن القتال»، حسب الباحث توماس رونارد من معهد «إيغمونت».