واشنطن لتحذير «الناتو» من مخاطر النفوذ التكنولوجي الصيني

يستعد قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لعقد اجتماعهم السنوي في العاصمة البريطانية لندن، غداً وبعد غد، بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي سيركز، وفق مصادر أميركية، على التحديات التي تشكلها كل من الصين وروسيا.
وكان مسؤول بالإدارة الأميركية قد صرح للصحافيين، يوم الجمعة الماضي، بأن الولايات المتحدة ستناقش التهديدات التي تشكلها الصين، بما في ذلك هيمنة بكين على شبكات اتصالات الجيل الخامس. ويأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه كل من واشنطن وبكين إلى استكمال اتفاق بشأن المرحلة الأولى لتهدئة الحرب التجارية بين البلدين.
وقد حذّرت الولايات المتحدة الحلفاء من استخدام المعدات التي تنتجها شركة «هواوي» الصينية، مشيرة إلى أن الحكومة الصينية قادرة على استخدامها في التجسس. وتركزت المخاوف الأميركية على القانون الصيني بشأن تعاون الشركات المحلية مع الحكومة في المسائل الأمنية، ولفتت إلى أن بكين قد تجبر الشركات الصينية على أن تكون وسيلة للتجسس لصالحها، خصوصاً من خلال مخاطر تقنية الجيل الخامس.
وذكر المسؤول الأميركي أن الصين تمثل تحدياً لـ«الناتو»، وتريد تقويض النظام الدولي القائم، منوهاً بأن «الصين تسعى إلى وجود كبير، ومزيد من النفوذ في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في مجال عمل ومسؤوليات حلف (الناتو)».
وتزايدت شكاوى المسؤولين الأميركيين من أن سرقة الملكية الفكرية الصينية كلفت الاقتصاد الأميركي مليارات الدولارات من العائدات، وآلاف الوظائف، كما أنها تهدد الأمن القومي.
وفي المقابل، تنفي الصين أي دور في سرقة الملكية الفكرية، أو استخدام شركاتها التكنولوجية لأغراض أمنية. إلا أن دفاع الصين لم يُقنع وزارة الدفاع الأميركية التي أوقفت العام الماضي مبيعات الهواتف المحمولة من شركة «زد تي إي» و«هواوي» في القواعد العسكرية الأميركية في جميع أنحاء العالم، بسبب المخاطر الأمنية المحتملة.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس ترمب، غداً، مع زعماء ما لا يقل عن 12 دولة، في اجتماع «الناتو» بمناسبة الذكرى السبعين للحلف. وقال مسؤول أميركي إن إدارة ترمب تتوقع أيضاً مناقشة علاقة «الناتو» بروسيا، لا سيما في ظل ما تظهره روسيا من تجاهل متواصل لسيادة جيرانها وسلامتهم الإقليمية، فضلاً عن المساهمات المالية من الدول الأعضاء التي تعدها واشنطن غير كافية.
ورسم المسؤولون مخططاً تقريبياً لجدول أعمال ترمب في لندن، ويشمل: إفطار عمل مع الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ، ولقاءً ثنائياً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومشاركة في حفل استقبال لقادة «الناتو» مساء غد، تستضيفه الملكة إليزابيث الثانية. أما في اليوم الثاني، فسيشارك ترمب في جلسة عامة لقادة «الناتو»، إلى جانب لقاء ثنائي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وغداء عمل مع ممثلي إستونيا واليونان ولاتفيا وبولندا ورومانيا وليتوانيا وبلغاريا والمملكة المتحدة، إضافة إلى اجتماع مع رئيس الوزراء الدنماركي ميت فريدريكسون، وجوسيبي كونتي من إيطاليا.