جيش الاحتلال يعلن استعداده «في كل الجبهات» أمام «حماس»

أبقت كل من إسرائيل و«حماس» احتمال خوض مواجهة صعبة في أي وقت مع بذل المزيد من الاستعدادات لمثل هذا الاحتمال؛ إذ أعلن ناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، أن أي مواجهة مع «حماس» ستكون أكثر صعوبة، وتعقيداً من حيث إدارتها ميدانياً مقارنة بالمواجهة مع «الجهاد الإسلامي» كما جرى مؤخراً.
وأوضح هيدي زيلبرمان في تصريحات أوردتها قناة «13» العبرية خلال حضوره مؤتمراً محلياً في إسرائيل، أن الوضع الحالي معقد على جميع الجبهات، وأن إسرائيل تعمل على الكثير منها، مضيفاً أن «رئيس الأركان أفيف كوخافي يجري باستمرار تقييماً للموقف الأمني على كل الجبهات القريبة والبعيدة، وأن الصورة حالياً تتلخص في أن الجيش مطلوب أن يكون في أفضل حالاته والتعامل مع كل السيناريوهات كبيرة أم صغيرة كانت».
وتأتي تحذيرات الجيش الإسرائيلي من مواجهة صعبة في غزة تعزز تصريحات مسؤولين إسرائيليين من أن حرباً مفتوحة على «حماس» يجب أن تتم في نهاية المطاف، وكانت إسرائيل خاضت مواجهة مع «الجهاد الإسلامي» مؤخراً حيدت فيها حركة «حماس» وانتهت باتفاق وقف إطلاق نار.
لكن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية أكد من غزة أن المعركة مع إسرائيل لم تنتهِ قائلاً: «انتهت الجولة، لكن لم تنتهِ المعركة، ولن تنتهي إلا بعد أن يُطرد الاحتلال من أرضنا وأقصانا».
والتهديدات المتبادلة، جاءت في وقت حذر منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف من أن الوضع في غزة لا يزال هشاً رغم وقف جولة القتال الأخيرة بوساطة مصرية.
وكان ملادينوف قال في اجتماع شهري لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط «إننا نجتمع اليوم في أعقاب أخطر تصعيد مؤخراً بين إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين في غزة. ورغم نزع فتيل الأزمة الحالية، فإن الوضع لا يزال متقلباً للغاية».
وأوضح، أن الفصائل الفلسطينية أطلقت أكثر من 500 قذيفة صاروخية على إسرائيل عقب استهداف القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» بهاء أبو العطا في غزة.
ورغم اعتراض منظومة القبة الحديدية 90 في المائة من تلك القذائف بحسب جيش الاحتلال، فإن تلك التي هبطت تسببت بإلحاق أضرار بالممتلكات السكنية والتجارية، وتلقى ما يصل إلى 78 إسرائيلياً العلاج من إصابات أو صدمات.
وقال ملادينوف، إن الإطلاق العشوائي للصواريخ وقذائف الهاون على مراكز السكان المدنيين أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف فوراً.
وأضاف: «إنه على الرغم من نجاح الجهود المشتركة لمصر والأمم المتحدة في استعادة الهدوء في غزة بعد 48 ساعة من الأعمال العدائية، فإن المخاطر لم تنته».
وأشاد ملادينوف بجهود مصر الاستثنائية في العمل مع الأمم المتحدة لضمان الهدوء، مشيراً إلى أن نجاح تلك الجهود جنّب المنطقة حرباً أخرى كانت نتائجها ستكون أسوأ بكثير من الصراع المروع في 2014.
وحذر من وجود مخاطر أخرى، قائلاً إن عمليات الإغلاق الإسرائيلية والانقسام الداخلي الفلسطيني تغذي الواقع البائس. كما يخاطر النشاط المسلح وإطلاق الصواريخ والغارات الانتقامية بالمزيد من العنف.
وقال، إن غزة في حاجة في النهاية إلى حل سياسي. «لا يمكن للنشاط المسلح أن يستمر في تقويض فرص السلام والتنمية. لا يمكن لإسرائيل أن تواصل سياستها المتعلقة بالإغلاقات التي تخنق التنمية. ولا يمكن للقادة الفلسطينيين أن يستمروا في تجنب العواقب المدمرة لانقسامهم السياسي الداخلي». وأضاف: «إذا كنا نريد مخرجاً من هذه الأزمة، فإن الطريق واضحة: وقف إطلاق الصواريخ، والضربات الانتقامية، والاستفزازات، ودعم التفاهمات التي تحافظ على الهدوء في غزة، ومضاعفة الجهود لتخفيف الأزمة الإنسانية ورفع عمليات الإغلاق، والتركيز على حل سياسي مستدام طويل الأجل يشمل السماح للشعب الفلسطيني في جميع أنحاء الأراضي المحتلة بالتصويت وانتخاب قادتهم للمرة الأولى منذ 2006».