لاعبان مصريان يتضامنان مع الصحافي الفلسطيني معاذ عمارنة

في لحظة مهمة من مسيرتهما المهنية، لم ينسَ لاعبا كرة القدم في المنتخب الأوليمبي المصري أسامة جلال ومصطفى محمد أمس (الثلاثاء) عقب تأهل فريقهما لأولمبياد طوكيو 2020، تقديم رسالة إنسانية تعبر عن التضامن مع الصحافي الفلسطيني معاذ عمارنة، الذي فقد عينه اليسرى بعدما أصيب برصاصة أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي تجاهه يوم الجمعة الماضي، أثناء تغطيته احتجاجات في بلدة صوريف شمال غربي الخليل.
ووضع كل من اللاعبين جلال ومحمد يده على إحدى عينه، في رسالة رمزية كانت قد انتشرت على مدار اليومين الماضيين بين متابعين ومشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي في رسالة تضامن تجاه الصحافي، وتنديداً بتصرفات الاحتلال الإسرائيلي.
وأبدى جلال ومحمد تفاعلهما مع عمارنة في أعقاب الفوز على منتخب جنوب أفريقيا الأوليمبي 3 - صفر أمس (الثلاثاء)، في المباراة التي أقيمت في استاد القاهرة الدولي، والتي أهلت المنتخب المصري لأولمبياد طوكيو 2020، والوصول لنهائي بطولة أمم أفريقيا التي تستضيفها مصر حتى يوم الجمعة المقبل.
وعبر عدد من نشطاء موقعي «تويتر» و«فيسبوك» في مصر عن احتفائهم بتصرف اللاعبين بعد التضامن الرمزي مع الصحافي الفلسطيني، معتبرين أن ذلك إشارة على أن المصريين يساندون القضية الفلسطينية.
وكان صحافيون فلسطينيون دشنوا هاشتاغ #عين_معاذ عبر «تويتر» والذي لاقى تفاعلاً من سياسيين وإعلاميين وفنانين، يظهرون فيه بوضع يد واحدة على إحدى العينين. ومن أبرز المتضامنين من بلده، الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء محمد أشتية، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، إضافة إلى الفنان الفلسطيني محمد عساف.
ومن لبنان، تضامنت مع عمارنة الفنانة إليسا والإعلامي نيشان والذي كتب تضامناً مع الصحافي الفلسطيني: «لا تحتاج إلى عينين كي ترى الظلم والحقيقة. حتّى الكفيف فهو راءٍ ببصيرته».
وأقام عشرات من الصحافيين الفلسطينيين وقفة احتجاجية أمام مقر نقابتهم في مدينة البيرة أمس (الثلاثاء) تضامناً مع عمارنة، وحمل المشاركون في الوقفة صور الصحافي، إضافة إلى لافتات تندد بجرائم الاحتلال، وأغلقوا أعينهم بالضمادات تعبيراً عن تضامنهم مع زميلهم، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وفقد عمارنة (32 عاماً) عينه اليُسرى كاملة بعد إصابته بشظية رصاصة استقرت داخل العين، قبل أن يتم تحويله من المستشفيات الفلسطينية إلى مستشفى «هداسا» الإسرائيلي. وقال معاذ إن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار عليه رغم أنه كان يرتدي السترة الواقية الخاصة بالصحافيين، إضافة إلى خوذته.
ووجه عمارنة في كلمة بالفيديو بثتها «وفا»، أمس (الثلاثاء)، الشكر إلى المتضامنين معه، متابعاً: «أوجه الشكر لكل من وقف إلى جانبي. لقد استمددت عزيمتي من هاي (هذه) الوقفات. وإن شاء الله تكون حادثتي الأخيرة للصحافيين، ويزيل الظلم عنا وعن الشعب الفلسطيني». وأردف عمارنة أن الأطباء قد استأصلوا جزءاً من عينه جراء الإصابة، ولا يزال في انتظار عمليات أخرى، متابعاً أن الرصاصة التي استقرت داخلها لا تشكل الآن خطورة كبيرة.
جدير بالذكر أن هناك 650 صحافياً أصيبوا خلال هذا العام، بينهم 60 بالرصاص الحي، وفقاً لنقيب الصحافيين الفلسطيني ناصر أبو بكر، مضيفاً أن ثلاثة صحافيين فلسطينيين فقدوا أعينهم هذا العام وهم عطية درويش، وأحمد اللوح من قطاع غزة، ومعاذ عمارنة من بيت لحم.