كُتاب مغاربة يحيون الذكرى الـ16 لرحيل محمد شكري

كانت الذكرى الـ16 لرحيل الكاتب المغربي محمد شكري، مناسبة أخرى لاستحضار مسار الرجل، وتأكيد قيمته ككاتب تميز بتجربته الإبداعية المثيرة، التي شغلت القراء والنقاد على امتداد العالم العربي، وفي الخارج.
وكتب الباحث والناقد والإعلامي حسن نرايس، على حسابه بـ«فيسبوك»: «في مثل هذا اليوم (15 نوفمبر/ تشرين الثاني) من عام 2003، رحل الصديق الكاتب محمد شكري... لن ننساك أيها الكبير!». فيما استحضر آخرون صوراً وأقوالاً اختصروا بها مضمون تجربة الراحل، فنقلوا عنه قوله: «أنا إنسان عاش التشرد، وأكل من القمامة، فهل ينتظرون مني أن أكتب لهم عن الفراشات؟»، أو قوله إن «الكتابة ليست نزهة، بل مسيرة احتجاج».
من جهته، اختار الشاعر إدريس علوش، أن يربط مبدع «الخبز الحافي» بطنجة، المدينة التي عاش فيها الكاتب، فكتب: «بعد محمد شكري لا أصدقاء في ليل طنجة».
ارتبطت حياة شكري بطنجة، فيما ارتبط اسمه بـ«الخبز الحافي»، الرواية التي حققت أرقاماً قياسية، سواء على مستوى المبيعات أو اللغات التي ترجمت إليها، دون الحديث عن الرجة الكبيرة التي أحدثتها داخل الأوساط الثقافية، والتي ظلت، كما يقول عنها الكاتب المغربي محمد شْويكة: «نصاً هارباً، ممنوعاً، يستهوي عشاق القراءة المعاندة. فالرجل عاش الحياة طولاً وعرضاً، ولم يأبه بما دون ذلك كتابةً وأسلوباً»، قبل أن يشدد أن «تاريخ الأدب قليلاً ما ينتبه إلى بعض الكتابات التي تظهر جارحة، محرجة، تتناول بعضاً من الواقع بمشرط حاد، لكن مرور الزمن كفيل بجعل الناس يرون وجه الحقيقة دون تزويق ولا تنميق».
حين يستعيد الكتاب والنقاد والأصدقاء سيرة شكري، بعد 16 سنة على رحيله، لا يفعلون، في أكثر الأحيان، أكثر من ربط حياته وتجربته الإبداعية بـ«الخبز الحافي»، الرواية التي صنعت مجد كاتبها وبؤسه، في الوقت نفسه.
رواية قال عنها النقاد إنها «تؤرخ لحالة البؤس والتهميش التي عاشتها شرائح عريضة من مغاربة ما قبل منتصف القرن الماضي»، و«تقدم مغرب القاع الاجتماعي، مغرب المنبوذين والفقراء والأشقياء، مغرب كل تلك الشخصيات البسيطة التي يحولها الكاتب إلى كائنات ترفل في المطلق الإنساني، وترفض الحشمة الزائفة».
اعترف شكري بأنه حاول، غير ما مرة، قتل الشهرة التي منحتها إياه رواية «الخبز الحافي»، قبل أن يتابع، قائلاً: «كتبت (زمن الأخطاء) ولم تمت، كتبت (وجوه) ولم تمت. إن (الخبز الحافي) لا تريد أن تموت، وهي تسحقني. أشعر بأنني مثل أولئك الكتاب الذين سحقتهم شهرة كتاب واحد، شأن سرفانتيس مع (دون كيخوته)، أو فلوبير مع (مدام بوفاري). (الخبز الحافي) لا تزال حية، رافضة أن تموت. الأطفال في الشوارع لا ينادونني شكري، بل ينادونني (الخبز الحافي)».
أما الكتاب العرب، فقالوا إن شكري «وجه صفعة للثقافة العربية الحديثة»، مشددين على أن مبدع «زمن الأخطاء» قد «نجح حيث فشل الكثير من الأدباء»: أن يكون «بطل نصوصه وكاتبها في آن واحد».
ومن بين كتاب الغرب، كما قال الإسباني خوان غويتسولو، إن شكري «نظر إلى حياة بلده من القاع، فرأى ما لا يراه الآخذون بزمام الحكم أو العاجزون عن رؤيته».