الأردن يعلن سيادته على الباقورة والغمر

أعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس الأحد، انتهاء العمل بالملحقين الخاصين بمنطقتي الغمر والباقورة في اتفاقية السلام، وفرض سيادة بلاده «الكاملة على كل شبر منهما».
وبالتزامن مع إعلان عبد الله الثاني القرار لدى افتتاحه أعمال الدورة البرلمانية العادية، رفع الجيش العربي (القوات المسلحة الأردنية) علم المملكة في المنطقتين، في بث مباشر على قنوات الإعلام المحلي، بعد إخلاء الإسرائيليين الأراضي التي انتفعوا منها على مدى الخمسة والعشرين عاماً الماضية.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، أمس، في بيان، إنه لا تمديد ولا تجديد للملحقين الخاصين في اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية، اللذين صدر بموجبهما نظامان خاصان نظَّما حق الانتفاع الذي منحته الاتفاقية لإسرائيل.
وقال المصدر إن الأردن مارس حقه القانوني الذي جسدته الاتفاقية بعدم تجديد الملحقين، ويحترم أي حقوق تأتت من الاتفاقية، وهي محصورة في احترام الملكية الخاصة في الباقورة، والسماح بحصاد ما كان زرع قبل انتهاء العمل بالملحقين في الغمر، وفق القانون الأردني.
وأضاف أنه فيما يتعلق بالباقورة، أقرت اتفاقية السلام بملكية خاصة لـ820 دونماً، وأن الأردن سيسمح لأي مواطن إسرائيلي، تثبت ملكيته، بالحصول على تأشيرة دخول من السفارة الأردنية في تل أبيب لدخول المملكة عبر الحدود الرسمية، وستحترم حق الملكية حسب القانون الأردني ووفقه.
وأوضح أنه «بالنسبة لأراضي الغمر البالغة 4235 دونماً فهي أراضٍ مملوكة للخزينة، منحت الاتفاقية إسرائيل حق انتفاع منها انتهى اليوم بانتهاء العمل بالملحقين»، وبيّن أن المملكة وفق التزامها القانوني ستسمح بحصاد ما كان زرع قبل انتهاء العمل بالملحقين، لكن حسب القانون الأردني ووفقه، إذ ستمنح تأشيرات دخول للمزارعين من خلال السفارة في تل أبيب، من دون أي من الاستثناءات التي كانت ممنوحة، وفق الملحق. وقال المصدر إن هذا سيكون لمرة واحدة فقط لحين حصاد المحصول المكون من خضار فقط، حسب البيان.
ويعقد وزير خارجية الأردن، اليوم الاثنين، مؤتمراً صحافياً في منطقة الباقورة، في سياق استكمال الإعلان الاحتفالي للمملكة باستعادة السيادة الكاملة على المنطقتين، وذلك بعد ساعات قليلة من إبلاغ الحكومة الأردنية الجانب الإسرائيلي بمنع دخول أي مستوطن للمنطقتين.
وفي إسرائيل، أكد الناطق بلسان الجيش عن ترتيبات جديدة بعيد إعادة منطقتي الباقورة والغمر، هدفها إنهاء عمل المزارعين الإسرائيليين في المكان بالتدريج، حيث سيتم السماح للمزارعين بقطف محاصيلهم حتى منتصف العام المقبل. وقال الناطق إن المزارعين الإسرائيليين سيواصلون العمل في أراضي منطقة الغمر، بشكل خاص، حيث إن إنهاءهم العمل يستغرق بعض الوقت، وأن كل دخول إسرائيلي سيحتاج إلى تصريح أردني عيني.
ووفقاً للترتيبات الجديدة، ستعتبر الغمر «منطقة عسكرية مغلقة» بالنسبة للإسرائيليين، فلا يتاح دخولهم إلا بتصاريح عسكرية يتم إصدارها حسب الظروف، ووفقاً للإرادة الأردنية. وقال الناطق إنه «يوجد اتفاق مبدئي بين الدولتين، بموجبه يُسمح لمزارعي الغمر بمواصلة زراعة أراضي هذا الجيب، حتى نهاية شهر مايو (أيار) عام 2020»، علماً بأن هناك 31 مزارعاً إسرائيلياً يعملون في 1500 دونم في هذا الجيب. وأضاف أن «مزارعي الغمر، وكذلك المجلس الإقليمي، انتقدوا الحكومة الإسرائيلية لتقاعسها عن التوصل لاتفاق مع الأردنيين، لكنهم قرروا التزام الصمت، وعدم تقديم شكوى إلى المحاكم الدولية لتأخير الإخلاء، لأنهم يؤمنون بأن هذا السلوك الأفضل بكل ما يتعلق بالعلاقات بينهم وبين الأردنيين».
كان المسؤولون الإسرائيليون المحليون في شمال الأغوار طالبوا الحكومة الإسرائيلية بالعمل من أجل تمديد فترة استئجار المنطقتين لـ25 سنة أخرى، لكن في السنوات الأخيرة تسود أزمة بين إسرائيل والأردن. ورغم حل جزء من بنود هذه الأزمة، إلا أن الأزمة الحقيقية المرتبطة بحل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني لم تُحل، وتأثير ذلك على الوضع الداخلي في الأردن كبير.
كان الأردن استدعى سفيره في تل أبيب، مؤخراً، في أعقاب الاعتقال الإداري الذي فرضته إسرائيل على المواطنين الأردنيين، هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي، في أغسطس (آب) الماضي. وبعد الإفراج عن المعتقلين، الأسبوع الماضي، يتوقع أن يعود السفير الأردني إلى تل أبيب.