الهلال يقهر المتاريس اليابانية ويقترب من حلم «العالمية»

قطع الهلال السعودي نصف المشوار نحو إحراز لقب دوري أبطال آسيا 2019، وذلك بعد فوزه على ضيفه أوراوا الياباني 1 - 0 في مواجهة ذهاب نهائي البطولة، أمس، التي جرت على ملعب جامعة الملك سعود بالرياض.
وسجل أندري كاريلو هدف الفوز الهلالي من رأسية، مستغلاً عرضية رائعة من زميله محمد البريك.
وأضاع الهلاليون فرصاً سانحة للتسجيل أعادت للأذهان ما حصل أمام سيدني الأسترالي في نسخة 2014، عندما أهدرت العديد من الفرص في المواجهة التي جرت بالعاصمة الرياض.
ومن جيوفينكو إلى البليهي إلى كاريلو، أضاعت الكرة طريقها إلى الشباك، وعاشت الجماهير على أعصابها حتى جاء هدف الفوز.
وتقام مباراة الإياب بين الفريقين يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على استاد «سايتاما 2002»، في مدينة سايتاما. ويكفي الهلال التعادل أو الفوز بأي نتيجة للتويج باللقب، فيما يحتاج أوراوا للفوز بفارق أكثر من هدفين للتتويج باللقب مباشرة.
ويتأهل الفائز باللقب إلى بطولة كأس العالم للأندية، التي ستقام الشهر المقبل في قطر، ليلاقي الترجي التونسي بطل أفريقيا يوم 14 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وهذه المرة الثالثة التي يبلغ فيها الهلال نهائي البطولة منذ إطلاقها بالنظام الجديد؛ حيث كان خسر نهائي عام 2014 أمام ويسترن سيدني وندررز الأسترالي، كما خسر نهائي 2017 أمام أوراوا 1 - 2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
كان الهلال تصدر المجموعة الثالثة برصيد 13 نقطة، مقابل 9 نقاط للدحيل القطري، و8 نقاط للاستقلال الإيراني، ونقطتين للعين الإماراتي.
وفي دور الـ16، فاز الهلال على مواطنه الأهلي 4 - 3 في مجموع المباراتين، ثم تغلب في دور الثمانية على مواطنه الاتحاد 3 - 2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، وفاز في قبل النهائي على السد القطري 6 - 5 في مجموع المباراتين.
ونال الهلال 6 ألقاب قارية ما بين 1991 و2002، ليصبح أحد أنجح الفرق في آسيا، لكن الهزيمتين ما زالتا تؤلمانه.
وجاءت بداية اللقاء، أمس، وسط سيطرة هلالية مطلقة، مع اعتماد لاعبي أوراوا على إغلاق مناطقهم الخلفية ومحاولة مجاراة الهلاليين في منطقة المناورة، إلا أن الخطورة ظلت غائبة بسبب الحذر من جانب مدربي الفريقين، وجاء التهديد الهلالي الأول بعد مجهود فردي من كارليو لاعب الهلال، الذي هيأ كرة رائعة لزميله الإيطالي جوفينكو، لكن الأخير لم يوفق في التعامل مع الكرة التي اعتلت العارضة بقليل، ومن هجمة مرتدة للضيوف كاد كوروكي أن يفتتح التسجيل، لكن علي البليهي كان في الموعد وأبعد الكرة في الوقت المناسب.
وبعد مرور الثلث ساعة الأولى من زمن اللقاء، تخلى الفريقان عن الحذر الذي كان عنوان دقائق المباراة الأولى، وبدت رغبة الهلاليين واضحة في الوصول لمرمى الضيوف، ومن هجمة هلالية مثالية بدأت من قدم عبد الله المعيوف حارس المرمى، مروراً لعلي البليهي، الذي حولها لسالم الدوسري على الجانب الأيمن، والأخير أرسل كرة داخل منطقة الجزاء فوتها ياسر الشهراني، لتجد الإيطالي جوفينكو، والأخير صوبها في الزاوية البعيدة، لكن المدافع الياباني أبعدها قبل تجاوزها خط المرمى، وتحصل الفريق السعودي على ركلة زاوية نفذها سلمان الفرج ارتقى لها غوميز من بين الجميع، لكنها ذهبت للشباك الجانبية لمرمى الضيوف.
واستمرت المحاولات الهلالية الجادة على مرمى الفريق الياباني، وتعاطف القائم مع الضيوف، وحرم علي البليهي من هدف التقدم، ولم يوفق الفرنسي غوميز مهاجم الهلال في زيارة الشباك اليابانية، وذهبت كرته الرأسية بجوار القائم، وتحصل أوراوا على كرة ثابتة بالقرب من منطقة الجزاء الزرقاء لعبت داخل منطقة الجزاء إلى كازوكي اعتلت العارضة بقليل.
وأهدر جوفينكو فرصتين على التوالي، حيث تصدى هاروكي حارس الضيوف لكرته الأولى، واصطدمت تسديدته الثانية بقدم المدافع، وظهرت البطاقة الصفراء الأولى في اللقاء لعلي البليهي مدافع الهلال بعد تدخله العنيف مع تاكويا.
واعتمد الفريق الياباني على الضغط المباشر على حامل الكرة، ومحاولة عدم منح الهلاليين فرصة بناء الهجمات من مناطقهم الخلفية، إلا أن تفوق خط المنتصف الأزرق كان له دور بارز في فرض السيطرة وإمداد المهاجمين بالكرات المتعددة، وحرمت راية الحكم المساعد الأول، الهلاليين، من فرصة سانحة للتسجيل بعد مواجهة كارليو المرمى الياباني. وظل عبد الله المعيوف حارس الهلال بعيداً عن الخطورة، ولم تشكل هجمات الضيوف خطورة تذكر، وخطف كارليو كرة من الدفاع الياباني، وصوب، لكن كرته اصطدمت بقدم زميله محمد البريك، وذهبت بعيداً عن المرمى.
وصحح الكوري الجنوبي هيون سو، مدافع الهلال، خطأ زميله عبد الله المعيوف، الذي خرج لكرة عرضية بشكل خاطئ، وأبعد هيون سو الكرة لرمية جانبية، وظلت الصلابة الدفاعية اليابانية لها الكلمة بفضل التكتيك والانضباط في الثلث الأول، والاعتماد على الهجمة المرتدة، وعاند الحظ الإيطالي جوفينكو للمرة الثالثة على التوالي، وفشل في ترجمة هجمة هلالية واعدة، وأحبط الحارس الياباني آخر الفرص الزرقاء في شوط المباراة الأول، بعد تدخله المميز مع غوميز مهاجم الهلال.
واستمرت السيطرة الهلالية في شوط المباراة الثاني، وتحصلوا على ركلة زاوية نفذها سلمان الفرج لم تجد المتابعة من زملائه، وتعرض جوفينكو لإعاقة صريحة على مشارف منطقة الجزاء تقدم لها اللاعب نفسه، لكن تسديدته اصطدت بمدافع أوراوا، وقطع الطريق ياسر الشهراني أمام كوركي مهاجم الضيوف، وحرمهم من هجمة مرتدة خطرة، واتضحت تعليمات الروماني رازقان مدرب الهلال، بالاعتماد على الأطراف، وأوعز لمحمد البريك وياسر الشهراني ظهيري الجنب بالتقدم للمناطق الأمامية لمساندة كارليو وسالم الدوسري، في ظل صعوبة الاختراق من العمق، وعزل الفرنسي غوميز مهاجم الفريق عن بقية زملائه، وروض سالم الدوسري كرة رائعة، وصوبها مباشرة مرت بجوار القائم.
وبعد مرور الساعة الأولى من عمر اللقاء، أثمرت تعليمات الروماني رزافان مدرب الهلال، بعد أن حول محمد البريك كرة عرضية مثالية داخل منطقة الجزاء، ارتقى لها كارليو من بين الجميع، ولدغها رأسية في شباك الضيوف؛ الهدف الأزرق كان كافياً لتخلي الضيوف عن أسلوبهم الدفاعي، ما منح الهلاليين المساحات الكبيرة في المناطق الخلفية، ولم يوفق غوميز في استثمار فرصة سانحة لمضاعفة النتيجة قبل أن يتدخل الدفاع الياباني ويبعد الكرة، وتصدى عبد الله المعيوف حارس أصحاب الأرض لتسديدة سانتوس.
وحول ياسر الشهراني كرة عرضية رائعة داخل منطقة الجزاء أبعدها هاروكي حارس الضيوف، بصعوبة، من أمام غوميز، لتجد جوفينكو، لكن الأخير وقف الحظ أمامه مجدداً، ولم يوفق في إيداعها الشباك، وصوب كرة بقدم المدافع الياباني، وتحسن أداء الضيوف بشكل لافت، بعد تعليمات الياباني أوتوسوكي المدير الفني للفريق، الذي انتهج طريقة مغايرة عن الساعة الأولى التي سبقت هدف الهلال، واعتمد على 4 لاعبين في الخطوط الخلفية، وترك لظهيري الجنب حرية التقدم نحو المناطق الأمامية، لكن الخطورة ظلت غائبة، وحرمت راية حكم المساعد الثاني، سالم الدوسري، من هدف التعزيز، بحجة وجود كارليو في مصيدة التسلل.
وتصدى حارس الضيوف على دفعتين لتسديدة جوفينكو، وأطلق محمد البريك لاعب الهلال قذيفة من كرة ثابتة اعتلت العارضة بقليل، في الربع ساعة الأخير من عمر اللقاء، وتراجع أداء لاعبي الفريقين في الدقائق العشر الأخيرة من اللقاء، وتلاشت الهجمات الخطرة على مرمى الفريقين بسبب هبوط المخزون اللياقي، خصوصاً للاعبي الضيوف، وتحركت الأوراق الفنية الزرقاء، وأشرك مدرب الهلال نواف العابد ومحمد كنور لتنشيط خط المنتصف على حساب جوفينكو وعبد الله عطيف اللذين بذلا مجهوداً وافراً، ومرت الدقائق الأخيرة من زمن اللقاء دون خطورة، حتى صافرة النهاية.