واشنطن تحث بغداد على «تفاعل عاجل وجاد» مع المتظاهرين

نددت السفارة الأميركية في بغداد اليوم (الأربعاء)، بقتل وخطف محتجين عزل على يد قوات الأمن في العراق وحثت زعماء البلاد على «التفاعل عاجلا وبجدية» مع المتظاهرين.
وقالت السفارة في بيان: «نشجب قتل وخطف المحتجين العزل وتهديد حرية التعبير ودوامة العنف الدائر. يجب أن يكون العراقيون أحرارا لاتخاذ قراراتهم الخاصة بشأن مستقبل بلدهم».
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو كتب أمس على موقع «تويتر» أن الشعبين العراقي واللبناني «يستحقان اختيار مساريهما بعيدا عن تدخل المرشد الإيراني علي خامنئي».
وقتلت قوات الأمن 13 محتجا على الأقل بالرصاص خلال الساعات الأربع والعشرين حتى مساء أمس (الثلاثاء) متخلية عن ضبط النفس الذي مارسته نسبيا على مدى أسابيع في محاولة لإخماد الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وفي سياق متصل، نقلت «رويترز» أن قوات الأمن العراقية أطلقت الرصاص الحي في الهواء اليوم لتفريق محتجين تجمعوا على جسر الشهداء في بغداد. ولم تحدث إصابات على ما يبدو.
وأغلق المحتجون الجسر منذ بعد ظهر أمس، مع استمرار احتشاد الآلاف في احتجاجات مناهضة للحكومة في بغداد والمحافظات الجنوبية.
وشهدت الاحتجاجات التي انطلقت في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعمال عنف دامية أسفرت عن مقتل نحو 270 شخصاً، بحسب إحصاء لوكالة الصحافة الفرنسية، في وقت تمتنع السلطات منذ نحو أسبوع عن نشر حصيلة رسمية.
واتسمت الموجة الأولى من الاحتجاجات بين الأول والسادس من أكتوبر بوجود قناصة على أسطح مبان استهدفوا المتظاهرين، لكن هوياتهم لا تزال مجهولة بالنسبة إلى السلطة، التي أعادت إلى الأذهان تلك المرحلة بقطعها مجدداً الإنترنت في بغداد وجنوب البلاد ليلاً.
وبينما اتخذت الموجة الثانية من الاحتجاجات المطالبة بـ«إسقاط النظام» والتي استؤنفت في 24 أكتوبر، بعد استراحة 18 يوماً بسبب أربعينية الحسين، طابع العصيان المدني السلمي، فإن الاثنين اتسم بالعنف بشكل واضح. واندلعت ليل الأحد - الاثنين أعمال عنف في كربلاء، أدت إلى مقتل أربعة متظاهرين برصاص قوات الأمن، لدى محاولتهم حرق مبنى القنصلية الإيرانية. ويتهم جزء كبير من الشارع العراقي إيران بالوقوف خلف النظام السياسي الذي يعتبرونه فاسداً ويطالبون بإسقاطه.