السودان يستضيف في مطلع 2020 المؤتمر الاستثماري العقاري العربي الأول

في وقت تُقدر فيه الفجوة السكنية في السودان بنحو 5 ملايين وحدة سكنية، تطرح الخرطوم أمام أول مؤتمر للاستثمار العقاري العربي بداية العام المقبل بالخرطوم، فرصاً واسعة للشركات العربية للاستثمار في قطاع الإسكان، خاصة الرأسي والمجمعات والدور السكنية.
وقال الدكتور عبد الرحمن أيوبيه، الأمين العام للصندوق القومي للإسكان والتعمير المكلف، وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي للعقار، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن أبواب السودان مفتوحة للتعاون مع الأشقاء العرب في مجال الإسكان للاستثمار، وتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الناجحة إقليمياً وعالمياً، لتوفير السكن المريح للشرائح المختلفة.
وأضاف الأمين العام لصندوق الإسكان في السودان أن بلاده وضعت خططاً وبرامج طموحة للإسكان، بمختلف أنماطه، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبل تعاوناً مثمراً مع الجميع، في ظل تبني الصندوق «الاستراتيجية القومية لتوفير المأوى لكل مواطن».
وبيّن أيوبيه لـ«الشرق الأوسط» أن السودان يعول على جامعة الدول العربية في استقطاب وجذب الاستثمارات العربية إلى بلاده، مشيراً إلى أن السودان ظل مشاركاً في كل فعاليات جامعة الدول العربية، وهو عضو أصيل في اللجان، خاصة اللجنة الفنية الاستشارية الاقتصادية، وله سجل حافل في إعداد الاستراتيجية العربية للتنمية والإسكان.
ووفقاً لأيوبيه، شارك السودان في الاجتماعات الدورية لوزراء الإسكان العرب، التي استضافتها دبي في الفترة من 2 إلى 8 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وقال إن بلاده قدمت أمام الملتقى الوزاري رؤيتها المحلية حول مشروع إسكان الشباب، الذي تقوده جامعة الدول العربية، ويشمل كذلك إسكان الأيتام، وقدمت كل دولة عربية تجربتها في هذين المجالين.
وبيّن أيوبيه أن بلاده طالبت خلال اجتماعات وزراء الإسكان العربي بتفعيل نشاط الاتحاد العربي للاستثمار العقاري، بعد اختيار الخرطوم مقراً للاتحاد قبل عامين، موضحاً أن جهودهم في تفعيل الاتحاد العربي للاستثمار العقاري، ستؤمن لهم تأسيس وقيام 120 ألف وحدة سكنية، وفقاً لاتفاق سابق.
وقال إن عدد الوحدات السكنية التي تم تسليمها لمواطنين أو تحت التسليم في مختلف ولايات البلاد، تشمل 120 ألف وحدة سكنية، تكلفتهاً 60 مليون دولار، مبيناً أن خطتهم المقبلة هي طرح السكن الريفي المتكامل، وهو الذي سيعمل على وقف نزيف الهجرة من الريف للمدن، بجانب طرح 50 ألف عمارة وكل عمارة تتكون من 16 شقة في إطار مشروعات الإسكان بنظام السكن الرأسي.
ويتطلع السودان لنقل التجربة الأميركية في بناء المنازل، التي تتيح لجميع فئات وطبقات المجتمع، الحصول على سكن بأسعار معقولة وقليلة التكلفة.
وطرح السودان أمام مؤتمر البناء والمنازل العالمي الذي عقد بمدينة لاس فيغاس في الولايات المتحدة الأميركية قبل 3 أشهر، وبحضور دولي كبير، فرصاً واسعة للاستثمار في كثير من المجالات العقارية، على رأسها المدن السكنية والمنازل قليلة التكلفة.
وضمن تحرك السودان للاستفادة من تجارب الدول الصديقة في الإسكان والتعمير ونقل تجاربها، وقّع الاتحاد العربي للاستثمار والتطوير العقاري مع الصندوق القومي للإسكان والتعمير اتفاقاً مع شركتين تركيتين تابعتين لبلدية إسطنبول متخصصتين في المدن الذكية، التي تعتمد على تقنية الليزر في المخططات الهيكلية للمساكن.
وتعهد الاتحاد التركي للاستثمار العقاري والتجاري (الموصياد) العام الماضي، ببناء 20 ألف وحدة سكنية، لتغطية الفجوة السكنية السودان، والمقدرة بنحو 5 ملايين وحدة سكنية، منها 2.5 مليون وحدة في ولاية الخرطوم. وتم الاتفاق وقتها مع شركتين تركيتين تعملان في إعداد المخططات العقارية والسكنية وتوفير الخدمات الأساسية والمرافق التعليمية والصحية والمساجد، ومواقف المواصلات، بجانب عملها في مجال توفير الأراضي وتخطيطها.