تونس: السماح لمساجين في قضايا إرهابية بمشاهدة أفلام «قرطاج»

قال سفيان مزغيش، المتحدث باسم الإدارة العامة للسجون والإصلاح، إن السجناء المتهمين في قضايا إرهابية، وحاملي الأفكار المتطرفة المدانين في أعمال إرهابية، سيتمكنون من متابعة العروض المباشرة للأفلام التي سيتم بثها في سبعة سجون تونسية، وذلك في إطار أيام قرطاج السينمائية، التي تنطلق السبت المقبل. وهذه هي المرة الخامسة التي تمكن فيها
إدارة السجون والإصلاح المساجين المتهمين في قضايا إرهابية من مشاهدة أفلام، يقع انتقاؤها بعناية فائقة، وغالباً ما تحمل رسائل فكرية مؤثرة على السلوك الفردي.
وأفاد المصدر ذاته، في مؤتمر صحافي عقد أمس في العاصمة التونسية، وخُصص للحديث عن البرنامج الخاص بالمساجين، ضمن برمجة أيام قرطاج السينمائية التي تتواصل من 26 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري إلى الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وتمكين سجناء الإرهاب والمتشددين دينياً من مشاهدة الأفلام في السجون، بأن إدارة كل سجن موكول لها اختيار السجناء الذين سيتابعون الأفلام السينمائية وفق عدة مقاييس، من بينها السلوك والانضباط، وشدد على أنه لن يتم إقصاء أي سجين على خلفية القضايا الموجهة له، وخصوصاً القضايا الإرهابية، معتبراً أن مشاهدة الأفلام الإبداعية قد تكون من بين الوسائل التي تدمج المتهمين في قضايا إرهابية؛ وخصوصاً المغرر بهم، في الحياة الاجتماعية. وأشار إلى أن الهدف من هذه العروض هو الإصلاح والتوعية، وليس الترفيه عن المتهمين في قضايا الإرهاب، على حد تعبيره.
ومن المنتظر تمكين نحو 8400 سجين تونسي من مشاهدة أيام قرطاج السينمائية في السجون، وهم مدانون في جميع أنواع القضايا، من بينها القضايا الإرهابية.
يذكر أن عدداً من المنظمات الحقوقية المحلية والأجنبية، من بينها «المرصد الأورو – متوسطي لحقوق الإنسان»، قد أكد على وجود نحو ألفي سجين تونسي داخل السجون التونسية، مُدانين في قضايا إرهابية. وتؤكد التقارير الرسمية التونسية أن عدد الشبان التونسيين الذين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية خارج تونس، لا يقل عن ثلاثة آلاف تونسي أغلبهم في سوريا وليبيا والعراق، بينما تشير منظمات غير حكومية إلى أن عدد الإرهابيين يرتفع إلى حدود 10 آلاف، مؤكدة أن كثيراً منهم غادروا تونس بطرق غير شرعية، إما بالتسلل إلى ليبيا المجاورة ومن ثم التوجه إلى تركيا ثم المرور إلى سوريا، وإما بالتوجه إلى بلد أوروبي للتغطية عن الوجهة الأساسية، ومن ثم التوجه إلى تركيا وعبورها إلى سوريا للالتحاق بتلك التنظيمات.