الفارسة السعودية خلود مختار: أتطلع إلى إنجاز عالمي جديد

أكدت الفارسة السعودية خلود مختار تطلعها لتحقيق إنجاز دولي جديد يضاف إلى إنجازها الأخير المتمثل في تحقيق المركز الأول في سباق القدرة والتحمل الدولي. وقالت الفارسة السعودية إن تحقيق هذا الإنجاز يجعل المسؤولية كبيرة على عاتقها، مشيدة بدعم الأمير الوليد بن طلال ومدربها نجيب البرجس. وتطرقت مختار في حوار لـ«الشرق الأوسط» للعديد من المحاور المتعلقة بمشوارها في هذه الرياضة، وكذلك كواليس البطولة الدولية الأخيرة، التي حازت على كأسها.
> ما انطباعك بعد حصولك على المركز الأول في بطولة سباق القدرة والتحمل الدولي؟
- شعوري لا يمكن وصفه؛ فيكفيني رفع علم بلادي أثناء دخول خط النهاية، ولا أخفي عليك أنني أشعر بالفخر والاعتزاز على هذا الإنجاز، الذي أعتبره بداية الانطلاقة بالنسبة لي في رياضة القدرة والتحمل، وأصبحت المسؤولية أكبر من أجل الاستمرار في تحقيق الإنجازات، وحقيقة كانت ظروف السباق قاسية وصعبة بسبب الأجواء والغبار والأرضية، وكان على ثلاث مراحل، وكان يحتاج إلى مجهود وتكتيك كون المنافسة كانت على أشدها حتى الوصول إلى نهاية السباق، ولم أجد أي مشاكل من الحصان خلال المراحل الثلاث، وذلك بعد الكشف عليه في كل مرحلة.
> هل كانت لتوجيهات المدرب نجيب البرجس دور مؤثر في تحقيق هذا الإنجاز؟
- بكل تأكيد، بعد توفيق الله كان للمدرب نجيب البرجس الذي يملك الخبرة والإمكانيات الفنية دور كبير فيما وصلت إليه، وكان يشجعنا وأحياناً يقسو علينا، ولا بد للفريق أن يتقبل ذلك من معلمه ومدربه من أجل المصلحة العامة، كما أنه على اطلاع كامل، وكان معي خطوة بخطوة خلال فترة السباق، وكان يوجهني في السرعات التي يُفترض أن أطبقها في كل مرحلة، وحقيقة كانت لي حافزاً ودافعاً وداعماً في مواصلتي للسباق حتى النهاية، وفي الأمتار الأخيرة تفاجأت بأن المدرب يقول لي حصلتِ على المركز الأول، فلم أتمالك نفسي وبكيتُ، وطلبتُ العلم السعودي، ودخلتُ خط النهاية، وهذا هو الشعور الذي لا يمكن وصفه.
> مَن هو أول شخص اتصل عليك لتهنئتك بهذا الإنجاز؟
- والدي هو أول مَن أتصل عليَّ، وحقيقة كنتُ سعيدة جداً وهو يهنئني، وكان الجميع فخوراً بما حققته للوطن، وأنا فخورة بعد رفع العلم خلال دخولي نهاية السباق، وهذا الاتصال والتوجيهات والتعليمات التي دائماً أسمعها من الوالد تُعتبر بمثابة الدافع الكبير في مسيرتي الرياضية لمواصلة تحقيق الإنجازات ورفع سقف الطموح.
> ما طموح خلود بعد هذا الإنجاز الكبير؟
- بإذن الله أتطلع إلى الوصول للعالمية والمشاركة في سباقات القدرة والتحمل التي ستُقام في أوروبا، وقبل ذلك أسعى للمشاركة في البطولات التي تُنظّم في السعودية، من أجل اكتساب الخبرة والثقة وتحقيقي المركز الأول لأول مرة سيدفعني لتحقيق إنجاز أفضل، وخلال الـ10 سنوات التي قضيتها في هذه الرياضة آن الأوان أن أضيف إلى سجلي الرياضي إنجازاً على مستوى أكبر، وبإذن الله سيتحقق ذلك، وننتظر سباقاً على مستوى عالمي لمسافة 120 كيلومتراً سيتحدد موعده ومكانه في وقت لاحق.
> كيف كانت بداياتك مع سباقات القدرة والتحمل؟
- منذ فترة من الزمن، وأنا أمارس هذه الرياضة التي أعتبرها عشقاً وشغفاً في مشواري الرياضي، وكنتُ متحمسة في بدايتي مشواري، وحريصة على التدريب اليومي، من أجل اكتساب الخبرة والرفع من مستواي الفني، وهذه الرياضة على مسماها تعتمد على القدرة والتحمل والصبر، ولا بد أن يكون هناك لغة حوار بين الفارس والفارسة والفرس لتحقيق الهدف، وكيف بإمكانك أن تعوّد الفرس على تطبيق تعليماتك خلال فترة السباق.
> ماذا عن دعم الأمير الوليد بن طلال لفريقكم؟
- دعم الأمير الوليد فوق كل شيء بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، فالفريق فريقه، وهو الأساس، وما يقدمه من توفير الإمكانيات والدعم المادي على مستوى المعسكرات والتدريبات كان له دور كبير بعد الله فيما وصلنا له ومكافأتي المالية في هذا السباق هي رفع علم بلادي، وللأمانة لم أفكر بالمكافأة إطلاقاً، وكان تفكيري هو رفع العلم.
> وماذا عن تدريباتك؟ هل يوجد مكان مخصص لك؟ وما مواصفات الخيل التي تساعدك على المنافسة في السباق؟
- أغلب تدريباتي في نادي الفروسية، مع أنه يُعتبر مكاناً مخصصاً لسباقات السرعة ومجبرة على التدريب رغم أنني أحتاج إلى مساحة كبيرة، وبالنسبة لمواصفات الخيل فلا بد أن تكون مهيأة ومتدربة وقادرة على تجاوز مراحل السباق، وللمعلومية سباق القدرة والتحمل مرتبط بمجهود الحصان والفارس، وهما مكمِّلان لبعضهما، وبينهما إشارة لمواصلة السباق حتى النهاية.
> ما الأمور التي تنقصك كفارسة؟
- حقيقة، أتمنى أن أمثّل منتخب بلادي في أي بطولة؛ فنحن الآن نتبع فريق المملكة الذي يملكه الأمير الوليد بن طلال، وأعتقد الآن أن الوضع قد اختلف، بعد اعتماد الاتحاد السعودية للفروسية مشاركة الفارسات، وهذا فخر لي كوني من الأوائل منذ 10 سنوات، وأنا أمارس رياضة الفروسية، وأحسست بأنني أتعايش معها بشكل كبير، وحتى إنني أتحدَّث مع الخيل، وبيننا تفاهم، ويأخذ الأوامر مني، والله سبحانه وتعالى سخّر الخيل للإنسان.