مفاعل مصر البحثي ينتظر نتائج مؤتمر «الذرة من أجل السلام»

بينما تتجه ألمانيا بحلول عام 2022 إلى إغلاق مفاعلاتها النووية كافة التي تستخدم في توليد الطاقة الكهربائية، فإن نشاطها النووي سيركز على التطبيقات الأخرى بخلاف إنتاج الطاقة، عبر ما يعرف بـ«المفاعلات البحثية»، التي تتيح استخدام التشعيع النووي في مجالات الحياة المختلفة من طب وزراعة وصناعة؛ وهو ما يجعل الاستفادة من خبرات باحثيها هدفاً للدول التي تسعى لتعظيم الاستفادة من التطبيقات السلمية للطاقة النووية، ومنها مصر.
واستضافت مصر خلال اليومين الماضيين باحثين ألماناً في مؤتمر شارك فيه 150 باحثاً من الجانبين، واختتمت فعالياته، أمس؛ بهدف «فتح قنوات من التواصل لإجراء أبحاث مشتركة، ستؤدي إلى مزيد من الفاعلية لمفاعل مصر البحثي الثاني» بحسب ما قال الدكتور علي عبد النبي، نائب رئيس هيئة محطات الطاقة النووية الأسبق في تصريحات لـ«الشرق الأوسط».
وتمتلك مصر مفاعلين بحثيين في منطقة أنشاص بمحافظة الشرقية (دلتا)، أحدهما روسي يعود تاريخه إلى عام 1961 وهو معطل ويحتاج إلى تطوير، بينما المفاعل الآخر أرجنتيني وتم افتتاحه عام 1997، ويعمل بكفاءة.
وأعلن الدكتور عاطف عبد الحميد، رئيس هيئة الطاقة الذرية، في تصريحات صحافية على هامش المؤتمر، أنه «يجري حالياً دراسة لتطوير المفاعل الأول بالتعاون مع بعض الدول التي لديها مفاعل شبيه وقامت بتطويره، ومنها دول المجر وأوزباكستان والتشيك».
وإلى أن يحدث ذلك «سيكون المفاعل الثاني الذي يعمل بقدرة 22 ميغاواط هو المستفيد الأول من نتائج المؤتمر، وما سيسفر عنه من فتح قنوات اتصال مع الجانب الألماني تتيح استخدامه في إجراء أبحاث ذات اهتمامات مختلفة»، كما يؤكد عبد النبي.
وناقش المؤتمر عدداً من الموضوعات البحثية المختلفة المتعلقة بمجال التطبيقات السلمية للطاقة الذرية، ومنها «الطب النووي، والكيمياء النووية، وعلوم المواد، والتطبيقات الصناعية، والطبية والتقنية للمفاعلات البحثية السلمية، وإدارة النفايات النووية وغيرها من المجالات المتعلقة بالمجال النووي السلمي».
ويقول عبد النبي: «المفاعل الثاني يمكنه إنتاج النظائر المشعة للاستخدامات المختلفة من (طب - زراعة - صناعة)، كما يمكنه إنتاج الكوبالت المشع والاستفادة منه في التطبيقات المختلفة، مثل الاستخدامات الطبية وحفظ المواد والأغذية؛ لذلك نستطيع استخدامه في إجراء أبحاث مشتركة مع الجانب الألماني في الموضوعات التي ناقشها المؤتمر».
ويثني عبد النبي على التوجه المصري للتعاون مع ألمانيا، ولا سيما أنها «من الدول الرائدة في المجال النووي، بدءاً من الاستخدامات العسكرية لها مع بداية البرنامج النووي الألماني المعروف باسم (نادي اليورانيوم) في عام 1939، ثم تحولها عن هذا الاتجاه والتركيز في استخدام الطاقة النووية في توليد الكهرباء والاستخدامات السليمة الأخرى».
ومن جهته، قال الدكتور إباء الحصري، مدرس الكيمياء الصيدلية بهيئة الطاقة الذرية ورئيس المؤتمر في ختام فاعلياته، إنه «سيتم تفعيل التعاون مع ألمانيا في الموضوعات التي تمت مناقشتها من خلال عدد من الزمالات للباحثين المصريين ستتيحها مؤسسة ألكسندر فون هومبولت الألمانية».
وأضاف أن «المؤتمر نجح في فتح قنوات جديدة لتنسيق المزيد من المشروعات البحثية في مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة النووية»، مشيراً إلى أن «أحد الأهداف المهمة التي نجح فيها المؤتمر هي رفع الوعي بالتطبيقات السلمية غير المحدودة للطاقة الذرية وإلقاء الضوء على استخداماتها الهامة للغاية في حياتنا اليومية».