إسبانيا تستعد لتتويج انطلاقتها الرائعة بالتأهل المبكر إلى نهائيات {يورو 2020}

بعدما قدم مسيرة رائعة في التصفيات حتى الآن، يستعد المنتخب الإسباني، بقيادة مديره الفني الجديد روبرت مورينو، لتتويج هذه المسيرة بالتأهل المبكر إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) خلال الأيام القليلة المقبلة.
ووجد مورينو نفسه في بؤرة الأضواء بشكل مفاجئ، عندما تولى مسؤولية الفريق في يونيو (حزيران) الماضي، خلفاً لمواطنه لويس إنريكي الذي اضطر وقتها للتنحي عن تدريب الفريق من أجل الاعتناء بابنته المصابة بالسرطان، قبل أن توافيها المنية مؤخراً. والآن، يستطيع المدرب المغمور مورينو قيادة الفريق إلى نهائيات يورو 2020، إذا حقق الفوز على نظيريه النرويجي اليوم، والسويدي يوم الثلاثاء المقبل، في التصفيات.
وكان مورينو مساعداً لإنريكي في قيادة الفريق، منذ أن تولى الأخير تدريب الفريق في يوليو (تموز) 2018، ثم تولى مورينو المسؤولية في مارس (آذار) بشكل مؤقت، قبل أن يتم تعيينه رسمياً فيما بعد. ولم يسبق لمورينو (42 عاماً) أن خاض تجربة الاحتراف خلال مسيرته كلاعب، كما لم يسبق له تدريب فريق أول بأي نادٍ كبير. ولكنه قاد الفريق للفوز في جميع المباريات الخمس التي خاضها معه، ليكون ثاني مدرب فقط يحقق هذا في بداية مسيرته مع الفريق، علماً بأن المدرب الوحيد الذي سبق له تقديم هذه البداية الناجحة مع المنتخب الإسباني كان فيسنتي دل بوسكي الذي حقق رقماً قياسياً بقيادة الفريق للفوز في أول 13 مباراة بعد توليه مسؤولية الفريق في 2008.
وعندما استضاف المنتخب الإسباني نظيره النرويجي على استاد «ميستايا» في فالنسيا خلال مارس (آذار) الماضي، حقق أصحاب الأرض الفوز، بفضل هدفين سجلهما رودريجو مورينو وسيرخيو راموس. وكانت هذه المباراة هي الأخيرة للفريق تحت قيادة إنريكي، فيما تولى مورينو المسؤولية بعدها بثلاثة أيام، عندما فاز على منتخب مالطة (2-صفر). وفيما يفتقد مورينو الخبرة بتدريب الفرق الكبيرة، يتمتع كثير من لاعبيه بالخبرة الكبيرة والمسيرة الكروية الحافلة بالإنجازات والأرقام، ومنهم راموس الذي سيحطم الرقم القياسي لعدد المباريات الدولية التي يخوضها أي لاعب مع المنتخب الإسباني، إذا خاض مباراة اليوم أمام مضيفه النرويجي في أوسلو.
وعادل راموس الرقم القياسي الذي كان مسجلاً باسم حارس المرمى العملاق إيكر كاسياس، وهو 167 مباراة دولية، وذلك خلال المباراة التي حقق فيها الفريق الفوز على جزر فارو (4-صفر) في مدينة خيخون الإسبانية الشهر الماضي. والآن، يستطيع راموس، قائد ومدافع ريال مدريد، الانفراد بالرقم القياسي، إذا شارك في مباراة اليوم. وإذا قاد راموس الفريق للفوز اليوم، وفشل المنتخب الروماني في الفوز على جزر فارو، سيحجز المنتخب الإسباني مقعده في النهائيات مبكراً.
وسبق للمنتخب الإسباني الفوز بلقب البطولة الأوروبية 3 مرات، في 1964 و2008 و2012. ويتصدر المنتخب الإسباني المجموعة السادسة برصيد 18 نقطة من 6 انتصارات متتالية، وبفارق 7 نقاط أمام نظيره السويدي صاحب المركز الثاني، ليكون أكبر فارق بين المتصدر وصاحب المركز الثاني في أي من المجموعات العشر بالتصفيات، رغم التغيير الذي طرأ على الإدارة الفنية بالفريق.
وقال خوان بيرنات، مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي، في تصريحات إلى صحيفة «ماركا» الإسبانية الرياضية: «عدت للعب مع مورينو في مباراة مالطة، وكانت مباراة صعبة للغاية بسبب كل الأمور التي حدثت بسبب الأنباء السيئة التي أحاطت بلويس إنريكي»، وأضاف: «رأيت في روبرت مورينو مدرباً مؤهلاً يمتلك كثيراً من الأفكار المتعلقة بعمله. ويعشق مورينو أسلوب الاستحواذ على الكرة، ولكن مع إزعاج منافسيه من خلال الانتقال السريع إلى الهجوم لتشكيل الخطورة؛ هذا ما نسعى إليه».
وستتأهل إسبانيا اليوم بحال فوزها، وجاءت باقي نتائج المجموعة مناسبة، إذ تتقدم بفارق 7 نقاط عن السويد التي تحل ضيفة على مالطا، و8 نقاط عن رومانيا التي تزور جزر فارو المتواضعة، علماً بأن متصدر ووصيف كل مجموعة يبلغ النهائيات القارية.

المجموعة العاشرة
وفي المجموعة العاشرة، وبعد 65 عاماً من ارتدائه على الملعب نفسه، سيخوض المنتخب الإيطالي مباراته المرتقبة أمام نظيره اليوناني اليوم بالزي الأخضر، بديلاً لزيه الأزرق التقليدي، وذلك على الاستاد الأولمبي بالعاصمة روما. ويطمح المنتخب الإيطالي (الأزوري) إلى أن يحالفه الحظ بهذا القميص الأخضر، ليحجز الفريق مقعده في نهائيات كأس الأمم الأوروبية المقبلة مبكراً من خلال هذه المباراة.
ويتصدر الأزوري المجموعة العاشرة في التصفيات المؤهلة ليورو 2020، برصيد 18 نقطة من 6 انتصارات متتالية، مقابل 12 نقطة لفنلندا في المركز الثاني. ويمثل الاستاد الأولمبي في روما معقلاً لفريق لاتسيو الذي يلعب له شيرو إيموبيلي، مهاجم المنتخب الإيطالي، ولكن إيموبيلي يحتاج للتنافس بقوة مع أندريا بيلوتي، مهاجم تورينو، على مكان بالتشكيلة الأساسية للأزوري في مباراة اليوم. وقال إيموبيلي: «بكل وضوح، أود اللعب... سأجتهد لجعل مهمة روبرتو مانشيني، مدرب الأزوري، صعبة في الاختيار». وكان إيموبيلي قد افتتح التسجيل للأزوري في مباراة الفريق التي فاز فيها على نظيره الفنلندي (2-1) في سبتمبر (أيلول) الماضي، لينهي بهذا عامين من العقم التهديفي له مع الأزوري. وكان هذا الفوز هو السادس على التوالي للأزوري في التصفيات، لكنه يحتاج إلى 3 نقاط جديدة من أجل ضمان التأهل للنهائيات.
وأشاد إيموبيلي بالمدرب مانشيني لبثه روح الفريق، والتركيز على الهجوم الفعال، منذ توليه مسؤولية الفريق في مايو (أيار) 2018. وقال إيموبيلي (29 عاماً)، قائد لاتسيو: «أعاد مانشيني عشق الإيطاليين للمنتخب الوطني. وأود توجيه الشكر إليه لأنه تحلى بالصبر، حتى عندما لم أكن في أفضل مستوياتي». ويتصدر إيموبيلي قائمة هدافي الدوري الإيطالي في الموسم الحالي حتى الآن، برصيد 7 أهداف بعد 7 مراحل من بداية المسابقة، مقابل 5 أهداف لبيلوتي.
وبعد مباراته اليوم، سيحل الأزوري ضيفاً على منتخب ليشتنشتاين يوم الثلاثاء المقبل، في المباراة التالية بالتصفيات، كما يختتم مسيرته بالتصفيات في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بمباراتيه أمام المنتخبين البوسني والأرميني. وتشهد المجموعة عينها مواجهة قوية لفنلندا الثانية بفارق 6 نقاط عن إيطاليا مع مضيفتها البوسنة والهرسك الرابعة التي ستحاول تعويض نكساتها الأخيرة، فيما تأمل أرمينيا في تحقيق فوزها الرابع في 5 مباريات، عندما تحل ضيفة على ليشتنشتاين المتواضعة متذيلة الترتيب، في محاولة لتضييق الخناق على وصافة المجموعة.