نادي كرة سلة أميركي يخسر عقوداً صينية بسبب هونغ كونغ

دفعت تغريدة من المدير العام لفريق هيوستن روكتس الأميركي لكرة السلة دعماً للاحتجاجات في هونغ كونغ، نجم الفريق جيمس هاردن إلى الاعتذار من الصين خشية خسارة قاعدة جماهيرية ودعم الرعاة، بينما وجدت كرة السلة الأميركية نفسها في موقف صعب إزاء سوق أساسية بالنسبة إليها.
وأثارت تغريدة للمدير العام داريل موري انتقادات واسعة في الصين، حيث يحظى روكتس بشعبية، ولا سيما أنه سبق له أن ضم في صفوفه النجم المحلي ياو مينغ. وأدى ما أدلى به موري إلى خسارة روكتس عقوداً للرعاية في الصين وإعلان وسائل عدة التوقف عن بث مبارياته.
ودفعت تعليقات موري القناة الرسمية الصينية «سي سي تي في» وشركات أخرى تعرض مباريات الدوري الأميركي عبر خدمات البث التدفقي، إلى الإعلان أنها ستمتنع عن عرض مباريات هيوستن. كما أعلنت شركات راعية مثل «لي نينغ» ومصرف الاستثمار «شنغهاي بودونغ»، قطع علاقاتها مع الفريق الأميركي على خلفية ما أدلى به مديره العام. وأعلنت رابطة دوري كرة السلة الصيني (سي بي إيه) أنها ستقطع علاقاتها مع روكتس على خلفية «التعليقات غير الملائمة» لموري.
وسعى النادي الأميركي إلى تأكيد أن ما أدلى به مديره العام لا يمثل سياسته، وذلك من خلال تغريدة لمالكه تيلمان فرتيتا أشار فيها إلى أن موري «لا يتحدث باسم النادي»، وأن الأخير ليس «منظمة سياسية».
لكن هذا الأمر يبدو أنه لم يلق أي صدى في الصين، إذ نشرت الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم، أن التذكارات الخاصة بفريق هيوستن سُحبت من موقع عملاق التجارة الإلكترونية «تاوباو».
ومن طوكيو، حيث يقوم فريق روكتس بزيارة ترويجية، قال هاردن، أفضل لاعب في دوري المحترفين لعام 2018، «نعتذر... نحن نحب الصين»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف وإلى جانبه زميله الجديد النجم راسل وستبروك: «نحب اللعب هناك... كل منا يذهب مرة أو مرتين كل عام... يُظهرون لنا أفضل دعم ونقدّر لهم ذلك».
وكتب موري عبر «تويتر» يوم (الجمعة) الماضي: «قاتِل من أجل الحرية... قف مع هونغ كونغ»، في دعم للاحتجاجات التي تشهدها الأخيرة منذ نحو أربعة أشهر، للتنديد بتراجع الحريات وتزايد هيمنة بكين على شؤون هذه المنطقة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي والمطالبة بإصلاحات ديمقراطية.
وسعى موري بنفسه، اليوم (الاثنين)، إلى التخفيف من وطأة ما أدلى به، من دون أن يبلغ حد الاعتذار الذي تقدم به هاردن. وكتب المدير العام للفريق الذي دافع النجم الصيني ياو مينغ عن ألوانه من 2002 حتى 2011 قبل أن تجبره الإصابة على اعتزال اللعب: «لم أقصد بتغريدتي أن أتسبب بأي إساءة إلى مشجعي روكتس وأصدقائي في الصين». وأضاف: «كنت أعبّر عن فكرة واحدة، بناءً على تفسير واحد لحدث معقد... أُتيحت لي منذ التغريدة (الأولى)، الكثير من الفرص لسماع وتفهم مقاربات أخرى... لطالما قدرت الدعم المهم الذي يوفره مشجعونا ورعاتنا في الصين، وآمل في أن يقدر هؤلاء الذين ثار غضبهم، أن نيتي لم تكن الإساءة إليهم».
وتعد السوق الصينية ذات أهمية كبيرة بالنسبة إلى دوري المحترفين الأميركي. وعلى سبيل المثال، من المقرر أن يخوض فريقا لوس أنجليس ليكرز وبروكلين نتس مباريات في مدينتي شنغهاي وشينزين في الأيام المقبلة، ضمن تحضيراتهما لانطلاق الموسم الجديد أواخر الشهر الحالي.
ورأى رئيس نادي نتس، الكندي - التايواني جوزيف تساي، أن ثمة مواضيع «يُفضَّل عدم التطرق إليها لأنها مثيرة للجدل سياسياً»، معتبراً أن «دعم حركة انفصالية في أرض صينية» هو من ضمن هذه المواضيع. ولفت إلى أنه أمضى فترة طويلة في الصين، ويدرك بالتالي «أن مداواة الأذى الذي سببه هذا الأمر (تغريدة موري) سيحتاج إلى وقت طويل».
وكانت رابطة دوري المحترفين الأميركي (إن بي إيه) قد سعت للنأي بنفسها عن موري، وأبدت أسفها لأنه «أساء إلى الكثير من أصدقائنا ومشجعينا في الصين»، مذكرة بأن الأخير «أوضح أن تغريدته لا تمثل روكتس أو الـ(إن بي إيه)».
لكن في حين عملت الرابطة على معالجة تبعات تصريحات موري في الصين، وجدت نفسها محط انتقاد في بلادها على خلفية تبريراتها.
واعتبر المرشح إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة العام المقبل، بيتو أورورك، أن ما قامت به رابطة الدوري «محرج»، معتبراً أن على الـ«إن بي إيه» أن تعتذر عن «تفضيل الأرباح على حقوق الإنسان». أما السيناتور تيد كروز، فاتهم أيضاً عبر موقع «تويتر» رابطة الدوري الأميركي بأنها «تتراجع بشكل معيب».