تاج إثيوبي أثري مهرب يظهر في هولندا

في عام 1998، لاحظ سيراك أصفو، موظف حكومي هولندي من أصل إثيوبي، شيئاً لامعاً في حقيبة ضيف كان يقيم في منزله بهولندا، ومن باب الفضول، فتح الحقيبة ليجد تاجا مذهلا بداخلها.
قال سيراك، الذي انتقل إلى هولندا بصفته لاجئا سياسيا في السبعينات، في مقابلة أجريت معه مؤخراً في أمستردام: «لم أصدق عينيّ. شعرت بالخيانة وامتعضت من أن يستخدم منزلي لتهريب التراث الثقافي لإثيوبيا. كنت مدركا أن الأمر يتعلق بالتاريخ الإثيوبي، أي بمملكة إثيوبيا، وكنت أدرك أن هذا خطأ».
قال سيراك إنه شعر أنه لا يستطيع إعادة التاج إلى السلطات الإثيوبية لأنه يشتبه في احتمال تواطؤ الحكومة الإثيوبية في عملية السرقة، وكان يخشى أن يتم سرقته مرة أخرى. كما أنه لا يريد تسليمه إلى السلطات الهولندية لأنه قلق من أن يحتفظ المتحف الهولندي بالتاج إلى الأبد بدلاً من إعادته حال جرى تعيين حكومة إثيوبية جديدة.
وقال إنه لم يشأ كشف هوية المهرب لصحيفة «نيويورك تايمز» حرصا على سلامته، وقال إنه لا يعرف كيف حصل صديقه على التاج باستثناء أنه احتفظ به طوال 21 عاما في منزله. وقال: «عندما كنت أرى التاج كنت أشعر بعاطفة قوية، وكنت أدرك أنه لا ينبغي أن يكون هنا في هذا المكان، ليس في منزلي، وليس في هولندا».
العام الماضي، بعد تنصيب إثيوبيا لرئيس الوزراء الجديد أبي أحمد، قرر سيراك أن الوقت قد حان لإعادة التاج إلى وطنه بعد أن وثق في أن الحكومة الجديدة ستتعامل مع عودة التاج بشكل صحيح.
تواصل سيراك مع محقق هولندي مستقل يعمل في قضايا الجرائم الفنية يدعى آرثر براند الذي وضع التاج في منشأة فنية مشددة في هولندا بعد أن أبلغ الشرطة الهولندية. وقال تون فان فيك، المتحدث باسم وزارة الخارجية الهولندية، في تصريح لصحيفة «نيويورك تايمز» إن المسؤولين تحققوا من أصالة التاج بالتعاون مع السلطات الإثيوبية.
وقال السفير الإثيوبي في هولندا، آبي ويلدو هاجوس، في مقابلة عبر الهاتف، إن المناقشات تجري مع وزارة السياحة والثقافة الإثيوبية لإعادة التاج إما إلى الكنيسة التي سُرق منها أو إلى أحد متاحف إثيوبيا، وإن «الأمر متروك لأصحاب الشأن الإثيوبيين لتحديد وجهة التاج».
الجدير بالذكر أن جاكوبو غنيسي، الباحث بجامعة أكسفورد والمتخصص في الآثار الإثيوبية، قام بفحص التاج في أمستردام قبل بضعة أسابيع، وقال إنه حقيقي وإنه ربما كان تاجاً يستخدم في الطقوس وفي الاحتفالات المسيحية الأرثوذكسية. وقام غنيسي بمضاهاته بصورة يرتدي فيها كاهن إثيوبي التاج ذاته عام 1993، أي قبل سنوات قليلة من اختفائه وتيقن بأن التاج قد سُرق في التسعينات من كنيسة بقرية «تشيليكوت»، على بعد 75 ميلاً من الحدود مع إريتريا.