ما بين الرياضة والترفيه

سؤال بسيط يطرح نفسه في عنوان هذه المقالة وهو: هل هناك علاقة بين الرياضة والترفيه؟
والجواب حتماً نعم ونعم كبيرة جداً لأن الرياضة باتت (صناعة وتجارة وقطاعاً حيوياً منتجاً ومربحاً)، والربحية لا تأتي فقط من النتائج والألقاب والمشاركة في البطولات، بل تأتي من قطاعات ومداخيل أخرى من بينها تذاكر المباريات التي تباع بناء على ما يمكن أن يقدمه النادي أيضاً لمن يحضر في الملاعب من خدمات واستعراضات ومسابقات وجوائز بين اشواط المباريات أو قبلها، ومن الاماكن المخصصة لكبار الزوار وتضم كل أنواع الترفيه من خدمات خاصة ووجبات فاخرة، وحتى أماكن استراحة فخمة. ومن أبواب الدخل المباريات الاستعراضية والودية وهي (أقرب ما تكون للترفيهة)، ومن محلات الأندية ومنتجاتها إلى الزيارات الجماعية للملاعب والمتاحف، وحتى فنادق هذه الأندية كما شاهدت شخصياً في منشآت مانشستر يونايتد مثلاً أو برشلونة وريال مدريد. أما في تشيلسي فهناك مرافق ترفيهية عائلية وحفلات غنائية وفندق ضمن منشأة النادي، هذا عدا عن بعض الرياضات ذات الطابع الدرامي والترفيهي والاستعراضي مثل المصارعة الحرة أو الكيك بوكسينغ. أما كرة السلة الأميركية فحضور إحدى مباريات فرقها الكبيرة يعتبر حلماً للملايين، حيث المشاهير ونجوم السينما والاستعراضات في الاستراحات تجعل من حضور مباراة متعة ما بعدها متعة حتى لو لم يكن لك علاقة بكرة السلة ولا بأي من طرفيها...
لذلك أرى روابط كبيرة جداً بين الترفيه والرياضة والسياحة، حيث نشاهد ملايين البشر يسافرون بالطائرات ويحجزون في الفنادق ويستخدمون وسائل النقل ويصرفون ملايين الدولارات من أجل زيارة النادي الذي يشجعون أو حضور مباراة مهمة أو شراء منتجات النادي وتذكاراته، ولهذا تتنافس الدول على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى لما فيها من منافع دعائية وإعلانية ومالية كبيرة، ومن يتابع سباقات الفورميولا وان في أبوظبي والبحرين ويرى الحفلات الغنائية والاستعراضات والمعارض المصاحبة لهذه الفعالية الرياضية سيجد أن الترفيه عنصر جذب رئيسي وأساسي فيها.
وعلى ذكر الترفيه، فموسم الرياض ووجود الهلال والنصر والشباب فيها قد يكون ذلك من عناصر الجذب السياحي لعشاق هذه الأندية من خارج المملكة، وقد تكون منشآتها بحاجة لخدمات ترفيهية أيضاً لمثل هذه الفئة من القادمين.