ماركو سيلفا يواجه ضغوطاً كبيرة وبريق إيفرتون يتلاشى

منذ وقت ليس ببعيد، كان إيفرتون قادراً على التفاخر بسجله الجيد أمام مانشستر سيتي. صحيح أن إيفرتون لم يكن أبداً ذلك الفريق المخيف في تلك المباريات، لكنه على الأقل كان يسبب بعض المشكلات لمانشستر سيتي خلال الفترة التي كان يوجد فيها روبرتو مانشيني في ملعب «الاتحاد»، وحتى خلال الموسم الأول للمدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا في إنجلترا؛ سحق إيفرتون مانشستر سيتي برباعية نظيفة على ملعب «غوديسون بارك»، وهي الهزيمة التي لا تزال أكبر خسارة يتعرض لها غوارديولا في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ وطئت قدماه أرض الإنجليز.
ولم يكن إيفرتون بالقوة نفسها بعد رحيل المدير الفني الهولندي رونالد كومان، والمهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو، لكن الهدف الذي أحرزه الفتى الذهبي الإنجليزي واين روني كان كفيلاً بأن يقتنص لإيفرتون نقطة التعادل أمام مانشستر سيتي في عقر داره في موسم 2017-2018 الذي حطم فيه غوارديولا ولاعبوه كثيراً من الأرقام القياسية.
وقد كان ذلك قبل ما يزيد قليلاً على العامين، لكن حدث تغير كبير منذ ذلك الحين، سواء في مانشستر سيتي أو في إيفرتون. فبينما فاز مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين متتاليتين، عانى إيفرتون من فترة صعبة تحت قيادة سام ألاردايس، وهي الفترة التي يرى معظم مشجعي الفريق أنها كانت نقطة حاسمة، وأن الفريق ما زال يعاني من أجل التعافي والعودة إلى ما قبلها. وقد فاز مانشستر سيتي في آخر 3 لقاءات بين الناديين. وبالنظر إلى الطريقة التي خسر بها إيفرتون على ملعبه أمام شيفيلد يونايتد الأسبوع الماضي، فمن المؤكد أن الفريق يواجه مهمة صعبة للغاية عندما يسافر لملاقاة مانشستر سيتي الذي سحق واتفورد بثمانية أهداف نظيفة، وكان قادراً على تسجيل عشرة أهداف على الأقل في تلك المباراة.
وقد تولى ماركو سيلفا قيادة الفريق في ظروف صعبة خلفاً لألاردايس. ورغم أن سيلفا قد نجح في تحقيق نتائج جيدة في بداية ولايته في كل من هال سيتي وواتفورد، فقد تذبذبت النتائج بعد ذلك. ورغم أنه يُنظر إلى سيلفا على أنه مدير فني شاب قادر على تصحيح بعض الأمور السيئة أو الخاطئة في النادي، فإن هذا لا يعني بالضرورة أنه قادر على تحسين نتائج الفريق بشكل متواصل أو قيادة الفريق إلى الأمام.
وفي الحقيقة، فإن هذه الانطباعات الأولى عن سيلفا قد ثبت أنها صحيحة خلال العام الأول له مع الفريق. ويمكن القول، وبكل بأدب، إن إيفرتون يقدم مستويات متذبذبة، ويحقق نتائج غير ثابتة، ويرى كثيرون أن سيلفا لم ينجح في تحسين مستوى الفريق بشكل ملحوظ، بصرف النظر عن الفوز الكبير الذي حققه الفريق على مانشستر يونايتد برباعية نظيفة في نهاية الموسم الماضي، عندما كان مانشستر يونايتد، بقيادة المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير، يمر بأصعب فتراته. وفي أول ست مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، منى إيفرتون بثلاث خسارات، اثنتين منها كانت أمام فريقين صاعدين حديثاً للدوري الإنجليزي الممتاز.
وقد يكون من الإنصاف أن نشير أيضاً إلى أن مانشستر سيتي قد خسر هو الآخر أمام نوريتش سيتي قبل أسبوعين، لكن على عكس سيلفا، لم يجد غوارديولا نفسه من بين المرشحين لفقدان وظيفتهم. ورغم خسارة مانشستر سيتي أمام فريق صاعد حديثاً للمسابقة، واتساع الفارق بينه وبين المتصدر ليفربول إلى خمس نقاط كاملة في هذه المرحلة المبكرة من المسابقة، لا يزال مانشستر سيتي يقدم مستويات قوية، ويحرز كثيراً من الأهداف التي تصل إلى أربعة أهداف في المتوسط في المباراة الواحدة. وحتى عندما قرر غوارديولا إراحة لاعبيه الأساسيين، وغير كثيراً في التشكيلة الأساسية لفريقه، قدم الفريق مستويات قوية، وفاز على شاختار دونتسيك وبريستون نورث إيند بثلاثة أهداف نظيفة في كل مباراة من المباراتين.
ولا يمكن لأي شخص أن يشكك في أن مانشستر سيتي يضم كوكبة من اللاعبين الرائعين، وهو الأمر الذي يمكن غوارديولا من إراحة اللاعبين في بعض المباريات، فتارة نراه يحتفظ بنجم الفريق كيفين دي بروين على مقاعد البدلاء، وتارة أخرى يدفع به ويريح رحيم ستيرلينغ في الأسبوع التالي، وهكذا. ومع ذلك، فقد دعم إيفرتون صفوفه بشكل جيد في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، على أمل إنهاء الموسم ضمن المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية، لكنه لم يحرز سوى خمسة أهداف فقط في أول ست جولات في الدوري الإنجليزي الممتاز. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن كريستال بالاس ونيوكاسل يونايتد وواتفورد هي الأندية الوحيدة التي سجلت أهدافاً أقل من إيفرتون في الدوري هذا الموسم. وغداً (السبت)، يواجه هذا الفريق الذي يقل معدل أهدافه عن هدف في كل مباراة مانشستر سيتي الذي أحرز خمسة أهداف خلال 18 دقيقة فقط أمام واتفورد في آخر مباراة.
ويجب الإشارة أيضاً إلى أن إيفرتون لم يكن محظوظاً إلى حد ما، من حيث تعرض عدد من لاعبيه للإصابة، حيث يفتقد الفريق لخدمات أندريه غوميز الذي يعاني من إصابة في الضلوع، بينما لم يقدم جان فيليب غبامين، الذي ضمه النادي مقابل 25 مليون جنيه إسترليني، الأداء المتوقع منه حتى الآن. ومع ذلك، لا يزال من الصعب تحديد الطريقة التي يريد سيلفا من فريقه أن يلعب بها.
فمن وجهة نظر دفاعية، لم ينجح الفريق في تعويض إدريسا غاي الذي رحل عن الفريق، وانضم إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، كما أن ياري مينا لم يقدم ما يثبت أنه الخيار الأفضل في خط الدفاع إلى جانب مايكل كين. أما في الخط الأمامي، فلا توجد حتى الآن أي استراتيجية واضحة المعالم، في ظل الاعتماد على لاعبين متشابهين في الأداء إلى حد كبير. وكان كومان قد اشتكى من أن إيفرتون كان بحاجة إلى التعاقد مع لاعب آخر قادر على إحراز 25 هدفاً في الموسم، بعد رحيل المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو إلى مانشستر يونايتد.
ورغم قلة عدد اللاعبين القادرين على إحراز هذا العدد من الأهداف في الموسم الواحد، على الأقل في ظل القدرات المالية لنادي إيفرتون، فمن الواضح للغاية أن إيفرتون لم يتمكن حتى الآن من سد الفجوة الكبيرة التي تركها لوكاكو. وكان كومان يريد التعاقد مع المهاجم الفرنسي أوليفييه جيرو، الذي ربما لم يكن قادراً على تقديم المستويات نفسها التي كان يقدمها لوكاكو، لكنه كان سيسجل بعض الأهداف، وكان سيلعب كمحطة قوية في الخط الأمامي من أجل سحب فريقه إلى الثلث الأخير من الملعب.
وما زال إيفرتون ينتظر لاعباً قادراً على القيام بهذا الدور. وحتى المهاجم البرازيلي ريتشارليسون لا يقوم بهذا الدور، أو على الأقل لا يقدم أداءً ثابتاً من مباراة لأخرى، كما أن المهاجم الإيطالي الشاب مويس كين لم يتكيف بعد على اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما أننا نرى دومينيك كلافيرت ليوين يشارك في إحدى المباريات، ثم يتم استبعاده في المباراة التالية، وهكذا.
إن معاناة إيفرتون في الخط الأمامي كانت واضحة للغاية خلال الأسبوع الماضي، عندما كان الفريق متأخراً أمام شيفيلد يونايتد، ويحاول العودة إلى نتيجة المباراة. لقد دفع سيلفا بجميع الأوراق الهجومية المتاحة أمامه، على أمل تعديل النتيجة وإحراز هدف التعادل، لدرجة أن الفريق كان يلعب في نهاية اللقاء بكل من أليكس إيوبي وسينك توسون وثيو والكوت، بالإضافة إلى ريتشارليسون ومويس كين وغيلفي سيغوردسون. ومع ذلك، لم يحقق هذا الاندفاع الهجومي المطلوب منه، لكنه على العكس من ذلك أدى إلى معاناة الفريق بشكل واضح في النواحي الدفاعية، وهو الأمر الذي مكن شيفيلد يونايتد من إضافة هدفه الثاني.
ويعني كل هذا أن سيلفا يتعرض لضغوط كبيرة، رغم أنه لم يمر من الموسم الجديد سوى شهر واحد تقريباً، وتوقفه لبعض الوقت بسبب فترة التوقف لإقامة المباريات الدولية للمنتخبات. ومن المؤكد أن مواجهة مانشستر سيتي في هذا التوقيت الصعب سيزيد الضغوط على كاهل سيلفا، لأنه سيلعب أمام فريق قادر على خلق كثير من المشكلات لأفضل الفرق الأوروبية، وليس المحلية فقط.