ذكور وإناث

> بكل سعادة وفخر أعلن مهرجان لندن السينمائي أن دورته المقبلة، تلك التي ستنطلق في الثاني من شهر أكتوبر (تشرين الأول) ستشهد حدثاً مهماً. ستون في المائة من أفلام الدورة هي من إخراج نساء.
> أليس هذا شيئا رائعا؟ أقصد أن المبرمجين بحثوا عن كل فيلم أخرجته امرأة وضمّته إلى كيانها من الأفلام يا لمحاسن المساواة بين الجنسين. من يستطيع أن يقول بعد اليوم أن المخرجات لا يتمتعن بالمعاملة المثلى مع المخرجين الذكور؟
> ليس أن هذا الناقد أو سواه يستنكر على المرأة لعب دورها الفاعل في مختلف أوجه الحياة الاجتماعية والإدارية والفنية والثقافية الخ… على العكس. لكن السؤال الحقيقي هنا: هل بتنا نحكم على صلاحية الأفلام للعروض المهرجاناتية تبعاً لجنس مخرجيها؟ ماذا سيحدث بعد ذلك؟ استقبال أفلام من إخراج أطفال؟ أو من إخراج جنس ثالث لمجرد أن له الحق في المعاملة المتكافئة؟
> المسألة هنا مهنية وفنية: الفيلم الجيد يجب ألا يعرف جنس مخرجه أو هويته أو عرقه. وإذا ما كان معظم المخرجين العاملين في السينما، منذ ولادتها وإلى اليوم، من الذكور فإن هذا ليس من مسؤولية المهرجانات. الأمر يفلت من كل عقال إذا ما كان على الواحد منا البرهنة على أنه عصري ومنفتح ومتحضر عبر تبويب الأفلام حسب جنس مخرجيها.
> ما نشهده منذ سنوات هو ركوب موجة تعارض عدم التكافؤ ليس بصورة طبيعية وتلقائية بل بالفرض. بعض المهرجانات (فينيسيا ليس من بينها حتى الآن) يريد شراء القبول بالانفتاح على أعمال المخرجات. قبولهن أمر بديع، لكن التفريق بين هذا رجالي وتلك نسائي بات يشبه دخول محلات بيع الألبسة في موسم التنزيلات حيث القيمة ليست ذات شأن.