الاستثنائي يتكرر

بعد موسم 2018 - 2019 الاستثنائي جداً جداً، ظن كثيرون «وأنا منهم» أنه موسم لن يتكرر، ولن يأتي مثله، نظراً للحالة الخاصة التي تابعناها من خلال تسديد كل ديون الأندية من دون استثناء، وجلب 8 محترفين، بعضهم عالميون، وبأسعار كبيرة، وجلب مدربين أيضاً من نخبة مدربي العالم، ومنح جوائز سيارات وهواتف وأجهزة إلكترونية للجمهور الحاضر، ودخول العوائل للملاعب لأول مرة في تاريخ المملكة، وهو ما توقعناه أن يكون حدثاً استثنائياً، إلا أن الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل رئيس الهيئة العامة للرياضة أخبرنا أن الأمور ستكون أفضل من الموسم السابق، بعد مكرمة ولي العهد الجديدة، التي تزيد ضعفين تقريباً عن المكرمة السابقة. ومع صدور هذه المقالة تكون الأندية قد نالت الدفعة الأولى من منحة الخمسين مليون ريالاً، التي قررت الهيئة تقسيمها على 11 دفعة، ولكن الدفعة الأولى ستكون 18 مليوناً، وهي الأكبر لشهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب).
وشاهدنا الأندية تبدأ أيضاً بإيجاد مداخيل إضافية، «وهو الأمر الأساسي لأي كيان رياضي» مثل الرعاية التي يفترض أن تأتي بالنسبة الكبرى من الأموال لخزائن الأندية، وتابعنا توقيع الأهلي لعقدٍ بـ37 مليون ريال مع شركة سيارات، إضافة إلى عقد رعاية الطيران السعودي، فيما أطلق الهلال حملة بيع تذاكره الموسمية، «وهي أحد مصادر الدخل المهمة لأي نادٍ»، إضافة إلى الرعايات والدعم، وهو ما يوصلنا لحقيقة أن هذا الدعم يجب أن يتوقف، إن عاجلاً أو آجلاً، لأن كرة القدم منتج تجاري رابح، خاصة في السعودية حيث يعشق الملايين هذه اللعبة ويتابعون أنديتهم أينما ذهبت، ومع تحويل الملاعب إلى أمكنة للاستمتاع بالوقت، وليس فقط لحضور المباريات، ولكل أفراد العائلة، فيمكن تحويل المنشآت إلى مصادر دخل إضافية خارج أوقات المباريات أيضاً، «كما يحدث في ريال مدريد مثلاً حيث توجد مقاهٍ ومجمع تجاري وأماكن ترفيه ضمن الإستاد نفسه».
أعتقد أن موسم 2019 - 2020 لن يقل وهجاً، ولا إثارة، ولا حرارة، عن سابقه، بل قد يكون أكثر متعة بوجود أندية جديدة، مثل ضمك والعدالة، وجديدة قديمة مثل أبها، وأندية فهمت واستوعبت دروس الموسم الماضي مثل الاتفاق والحزم والرائد، وأندية لا تقبل جماهيرها بأقل من البطولات مثل الهلال والنصر والاتحاد والأهلي والشباب، وبوجود 100 محترف من 50 جنسية، وطفرة في المحترفين المغاربة والجزائريين والتوانسة، تبدو رقعة الاهتمام العربي أكبر وأكبر بالدوري الأقوى على الخريطة العربية حالياً، ومن دون منازع.