مولد كهربائي يعمل بحرارة الجسم وشحنة إنقاذ للهاتف الجوال وزجاجات يمكن التهامها

هنالك حماس متجدد لتشجيع الطلاب على دخول المجالات العلمية والتقنية والهندسية والرياضيات. فالاقتصاد برمته يعتمد على الصناعات، وهو بحاجة ماسة إلى المواهب والكفاءات في هذه الحقول. لكن العقبة الكبرى هي أن الكثير من الشباب يرون في مثل هذه الدراسات ما يرهبهم. فهي إلى جانب صيتها الموروث على أنها مواضيع صعبة، هنالك افتراض على أنها تستغرق سنين من الدراسة والتدريب قبل أن تتبلور المواهب، وتحدث الوقع المطلوب.

* ابتكارات ذرية وكهربائية
* حتى تايلور ويلسون المخترع ومشجع العلوم الذي يبلغ عمره 14 عاما أصبح للحظة أصغر شخص يقوم بعمل في مجال الذرة، أبلغ مجلة «ناشونال جيوغرافيك» أنه اعتقد في السابق أن مثل هذه الإنجازات بعيدة المنال، لكونها تنفذ بصورة عامة من حقول المختبرات الكبرى، واختصاصات الباحثين الذين يملكون ميزانيات كبيرة، ودرجات علمية رفيعة.
وعلى الرغم من أن ويلسون قد قام بما بوسعه ليري أن ذلك ليس بالضرورة هو الواقع، كانت هناك مجموعة من المبتدئين الشباب الذين شرعوا يثبتون بسرعة أن كل ما يتطلبه الأمر أحيانا هو القفز إلى هذه الحقول، وفيما يلي أمثلة عن بعضهم:
* تاريخ تايلور ويلسون المهني كعالم نووي يعد مثالا عن العقول المذهلة التي تشكل مصدرا من مصادر الغنى الطبيعية لأي أمة. فهو على الرغم من أنه كان أصغر شخص يعمل في مفاعل نووي، فإنه كان يختبر أيضا نظاما متهاود الكلفة، بمقدوره تحري المواد المشعة، في الوقت الذي كان يعمل فيه على جهاز نقال ينتج النظائر المشعة لمعالجة داء السرطان واكتشافه. وهو خلال مسيرته هذه كان يشجع الشباب لكي يحذوا حذوه.
بدأت مسيرة ويلسون كممارس لهواية السمكرة مستخدما المال الذي كان يجمعه من هدايا الأعياد لجمع الأجزاء الضرورية لبناء مفاعل لعمليات الاندماج النووي من محلات البيع مثل «إ باي»، وليقوم حتى برحلات إلى صحراء نيومكسيكو لجمع خام اليورانيوم. وعن طريق نشرات مفتوحة المصدر منشورة على الإنترنت، تمكن من تجميع هذه الأجزاء في مرأب منزل والديه. وقد نجحت خطته لحسن الحظ.
وقد تخرج من المدرسة الآن في سن العشرين، ليعمل مستقلا، رافضا عرضا مغريا من «رايثيون» خامس أكبر شركة للصناعات الدفاعية في أميركا، وتمويلا من وزارة الأمن القومي، ووزارة الطاقة. ويبدو أن جميع هذه الإدارات المهمة كانت تراقبه عن كثب.
* آن ماكوسنسكي، قامت بتطوير مولد كهربائي بسيط بتجميع أجزاء وقطع بسيطة، وهو الأمر الذي ترك أثرا بالغا على مليارات من البشر الذين لا يتمتعون بوجود التيار الكهربائي. فقط يمكن استغلال طاقة الجسم البشري التي تشع من الداخل، لإنارة ما يكفي البعض وحاجاته!
لقد لمعت الفكرة لهذه الفتاة الكندية التي لم تتعد 16 عاما، وهي تفكر بطريقة لمساعدة صديقة لها في الفلبين، التي كانت تعاني من مشكلة الدراسة في الظلام. فبدلا من الاعتماد على البطاريات، تمكن ابتكار ماكوسنسكي من إنارة نظام «إل إي دي» منخفض الجهد الكهربائي، باستخدام قطع بلاط «بلتيار» مشيدة داخل علبة جهاز مجوف. ولقطع البلاط هذه القدرة على تحويل الطاقة الكهرو - حرارية إلى تيار كهرباء يمكن استخدامه في أحوال اختلاف درجات الحرارة بمقدار خمس درجات مئوية. وبذلك يمكن للكشاف الضوئي أن يشع بوهج أعلى كلما برد هواء الجو الخارجي. أما في البيئات الأكثر دفئا، يظل هذا الكشاف المجوف ينتج أشعة أقوى تدوم أكثر من 20 دقيقة. واختراع ماكوسنسكي هذا الذي ما يزال ينتظر براءة الاختراع، والذي عرض في معرض «غوغل» العلمي للعام الماضي، فاز بالجائزة الكبرى عن تلك الفئة من الأعمار، التي بلغت قيمتها 25 ألف دولار على شكل منحة دراسية.

* شحنة إنقاذ للهاتف
* عندما يتوقف الهاتف الجوال عن العمل في الأوقات الحرجة بسبب نفاد بطاريته، فهذا يعني مشكلة. وعندما حصل هذا الأمر لعائشة كاير الطالبة في المدرسة الثانوية كانت بعيدة عن منزلها، وبحاجة ماسة للتحدث إلى والديها. وكان عليها القيام بإجراء ما، فكان ابتكارها عبارة عن مكثف كهربائي متفوق صمم لتأمين دفعة فورية كلما تضاءلت شحنة البطارية، والذي قد يصبح في يوم ما داخل البضائع الاستهلاكية وجزءا منها، كالهواتف والسيارات الكهربائية. واليوم فإن تقنية المكثفات المتفوقة التي تتيح شحنا وتفريغا سريعا مع دورات شحن متعددة، ليست بالأمر الجديد. والمشكلة كانت أن هذه النظم تملك كثافة من الطاقة أقل بكثير من بطاريات الليثيوم بمقدار 10 مرات.
وعلى الرغم من أن كاير تقر أن نموذجها الأخير هذا لا يملك حتى الآن كثافة طاقة كافية للاستخدامات اليومية القاسية، فإن من تطبيقاته العملية استخدامه كمصدر دعم في حالات الطوارئ. وقد جاء هذا المشروع في المرتبة الثانية في معرض «إنتل» العالمي للعلوم والهندسة، والذي حصلت بموجبه على جائزة قدرها 50 ألف دولار.

* قناني مياه مأكولة
* لودفيك ماريشاين، 22 سنة، تمكن من اكتشاف طريقة ذكية لقضاء أوقات طويلة من دون استحمام مع الحفاظ على نظافة جسده. فقبل انخراطه في جامعة كايب تاون في جنوب أفريقيا، عاش في منطقة ريفية فقيرة ينقصها الماء الساخن. وعن طريق الإنترنت تعرف على مواد معينة تعمل لدى مزجها كبديل للاستحمام. وهي خلافا إلى المطهرات الكحولية لا تحتاج إلى تشطيف لأنها هلامية التركيب، مضادة للبكتيريا وقابلة للتحلل.
* في أوائل العام الحالي عرض رودريغو غارسيا غونزاليس وفريقه من جامعة «إمبريال كوليدج» في لندن شريط فيديو يظهرهم يشربون من أوعية هلامية (جيلاتينية) متينة. فقد أرادوا عرض وجود زجاجات قابلة للأكل التي من شأنها تخفيض كمية 33 مليون طن النفايات البلاستيكية التي تملأ المكبات، والتي تلوث محيطات العالم سنويا.
وزجاجات ماء «أوهو» الناعمة التركيب طورت على طعم الكافيار الكاذب، وهي فكرة رائدة رغم وجود بعض التحديات التي ينبغي تذليلها، مثل إعادة ختم القناني لإبقائها بعد تفريغها من الماء في حالة نظيفة صالة للأكل مع الاحتفاظ بمذاقها.
* الضمادات الطبية تصمم عادة لتخفيف النزيف، مع قيامها بعملية تخثير الدم بشكل طبيعي. لكن هنالك علاج أكثر تطورا لحالات الطوارئ، مثل ضمادات الشاش «كويك كلوت» التي تسرع عملية الشفاء بمساعدة أملاح معدنية ترغم الصفائح الدموية على التخثر بسرعة. إلا أن ضمادات «فيتي - جيل» هذه من صنع جو لانولينا الطالب في جامعة نيويورك، وتوقف النزيف فورا من دون ممارسة أي ضغط على الجرح. وهي حتى تتيح للحروق الشديدة أن تتماثل إلى الشفاء بسرعة في اليوم التالي.
* للمشكلات الصحية البسيطة مثل الفواق (الحازوقة) يقدم بحث «غوغل» الكثير من أساليب العلاج. وقامت ميلوري كييفمان بتجربتها جميعها وعددها 11، إلا أنها ذهبت خطوة أبعد بعد التنقيب في المطبوعات الطبية، بحثا عن أسلوب فعال طبيا. وبعد سنتين خرجت بفكرة العمل على أعصاب الفم والحنجرة التي تثير الفواق، كما تشرح على صفحتها في الإنترنت. «فلدى تحفيز هذه الأعصاب جدا يجري إلغاء الرسالة الصادرة من الدماغ بالقيام بالفواق»، كما تقول. أما أفضل علاج من قبلها الذي فازت بموجبه على مكافأة، فهو مزيج من خل التفاح والحوامض والسكر الذي يباع كمصاصة من السكريات. وتتهيأ ميلوري هذه، ابنة الـ15 سنة، بمساعدة فريق من جامعة هارفارد بإنتاج المصاصة هذه المعالجة للفواق بكميات تجارية، وستنطلق الشحنة الأولى منها في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. ويمكن شراء ربطات منها مكونة من 6 قطع عن طريق الشبكة، بسعر 6.99 دولار.

* خدمة «واشنطن بوست»