المشهد: ما بين محمد وفاروق

> كنت قد نويت تخصيص زاوية هذا الأسبوع لذكرى مرور ثلاث سنوات على وفاة المخرج محمد خان الذي رحل في مثل هذا اليوم سنة 2016، لكني استيقظت صباحاً على رحيل مؤلم آخر هو للممثل فاروق الفيشاوي الذي خلف وراءه أكثر من 200 عمل في السينما والتلفزيون والمسرح.
> ظهر الفيشاوي في فيلمين للمخرج محمد خان هما «يوسف وزينب» (1984) الذي كان أول فيلم مالديفي التمويل، و«مشوار عمر» (1986). الأول لم يترك أثراً كبيراً في حياة مخرجه أو ممثله الأول بل كان مناسبة لتحقيق فيلم بأبطال مصريين فوق أراض غير مصرية والتمتع في الوقت نفسه بما يشبه إجازة عمل.
> لكن «مشوار عمر» يختلف. ينتمي أكثر إلى أسلوب ومهارة المخرج خان في معالجة مواضيع تتوجه برسالتها إلى صميم الوضع الاجتماعي من دون يافطات عريضة وإعلان مواقف.
> لا أجد نقاط تشابه بين حياة محمد خان وحياة فاروق الفيشاوي سوى أن كلا منهما كان صادقاً في طلبه تحقيق الأقصى من النجاح في مهنته. على عكس حياة المخرج الملتزم بفنه، فإن الممثل الناجح يجد نفسه بعد حين وقد اشترك في تمثيل أفلام أقل مستوى مما يطمح إليه.
> وكما تركنا محمد خان بإرث من الأفلام الرائعة، يمكن أن نذكر هنا عدداً لا بأس به من الأفلام المتميزة التي قام الفيشاوي ببطولتها وكان آخرها (على الأرجح) «ألوان السما السبعة» الذي حققه سعد هنداوي سنة 2007 في أداءاته بحث الممثل عن التفاصيل وأجاد تطويرها.