كيف ستكون الأيام الأولى لرئيس الوزراء البريطاني الجديد؟

فاز رئيس بلدية لندن السابق ووزير الخارجية السابق بوريس جونسون (55 عاماً) بزعامة حزب المحافظين، اليوم (الثلاثاء)، ليصبح رسمياً غداً (الأربعاء) رئيس وزراء بريطانيا خلفاً لتيريزا ماي، بعدما تنتهي بعض الإجراءات الرسمية في أيامه الأولى كحال من سبقوه في هذا المنصب.
وتقتضي هذه الإجراءات أن تزور ماي الملكة إليزابيث الثانية (93 عاماً) في قصر باكنغهام بعد ظهر غد (الأربعاء) لتقديم استقالتها، وتجتمع معها بشكل فردي، وهو ما كان سبباً رئيسياً وراء تأجيل الأخيرة قضاء عطلتها في قصر العطلات المفضل لديها بقلعة بالمورال.
يتبع هذا اللقاء اجتماع آخر للملكة مع جونسون، الذي يصل للقصر، مع مغادرة ماي، ليبدأ الزعيم المحافظ الجديد مراسم الاجتماع بتقبيل يد الملكة، التي ستكلفه رسمياً خلال لقائهم تأليف حكومة محايدة سياسيا، ويحق لها تقديم المشورة والتحذيرات حول خططه المُستقبلية.
وعزز فوز جونسون طرح قضايا مهمة في هذا اللقاء؛ على رأسها تنفيذ خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، وذلك بعدما فشلت ماي في تمرير الاتفاق ثلاث مرات؛ بعدما أخفقت في الحصول على موافقة النواب على اتفاق الخروج من الاتحاد الذي أبرمته مع المفوضية الأوروبية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018؛ مما دفعها إلى الاستقالة وترك سواها يتلقّف كرة النار.
بعد نهاية هذا اللقاء، سيتوجه جونسون في سيارة رسمية، وسط حماية شرطية، إلى مقر الإقامة الرسمية ومكتب رئيس وزراء بريطانيا، في 10 داونينغ ستريت بحي وستمنستر، بالقرب من بيوت البرلمان وسط مدينة لندن، ليلقي خطبة رسمية، يرسم من خلالها أولوياته الفترة المُقبلة.
مع دخول جونسون للباب المواجه لرقم 10 في مقره الرسمي، يصطف الموظفون العاملون داخله لتحيته بالتصفيق، قبل أن يستقبله وزير شؤون مجلس الوزراء مارك سيدويل، وهو أقدم موظف مدني في المملكة المتحدة، قبل عقد سلسلة من الاجتماعات تتمحور حول الأمن والأسلحة النووية.
ويُشير تقرير لشبكة بلومبرغ إلى أن أول أفعاله، بعد لقاء سيدوليل، هو كتابة تعليمات ممهورة بالختم الرسمي لقادة الغواصات البريطانية المسلحة نووياً لإعلامهم بما يجب عليهم فعله إذا تم القضاء على حكومة المملكة المتحدة في هجوم.
ويستكمل جونسون غدا تلقي التهاني الرسمية من الرؤساء والمسؤولين بالمنظمات الدولية، التي بدأها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كتب على «تويتر»: «تهانينا لبوريس جونسون لكونه سيصبح رئيس الوزراء الجديد للمملكة المتحدة. سيكون عظيما!». كذلك، هنّأت المفوضية الأوروبية جونسون مؤكدة تصميمها على العمل «بأفضل ما يمكن» معه.
ويبدأ جونسون، غداً، في استقبال مكالمات تهنئة من الزعماء الأجانب، وعادة ما يكون الرئيس الأميركي أول المتصلين به، إلى جانب عدد من قادة الاتحاد الأوروبي الذي سيبحثون معه قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن تهنئته رسمياً.
بعد نهاية هذه الاتصالات، سيكون جونسون مُلزماً باختيار فريق حكومته، الذي قد يستغرق عدة أيام، كما تقول كاثرين هادون، وهي باحثة في معهد الحكومة المُستقل، وهو مركز أبحاث مُستقل في المملكة المتحدة.
وتُضيف هادون أن اختياره الوزراء سيكون حلاسما في التعرف على اتجاه حكومته، التي ستُمثله في كثير من القضايا، وتتحدث نيابة عنه حال غيابه.