قمة بين الجزائر والسنغال اليوم لحسم بطولة أمم أفريقيا

يسدل الستار اليوم على منافسات بطولة كأس أمم أفريقيا الأكبر بالقارة السمراء (بمشاركة 24 منتخباً للمرة الأولى) بمباراة قمة بين المنتخبين الجزائري والسنغالي على استاد القاهرة الدولي بالعاصمة المصرية.
وتحظى المباراة باهتمام كبير على المستويين الأفريقي والدولي ويتوقع أن يحضرها عدد من كبار الشخصيات السياسية ولفيف من نجوم كرة القدم بالعالم.
ووصل بالفعل إلى القاهرة أمس الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح من أجل مؤازرة منتخب بلاده في النهائي، كما يرجح وصول رئيس السنغال ماكي سال الذي وجهت إليه الدعوة.
ووعد المصريون بتقديم حفل ختام رائع لا يقل جودة عن حفل الافتتاح الذي أبهر الجميع.
كما توقع السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مباراة كبيرة بين الجزائر والسنغال تعكس التقدم الذي وصلت إليه الكرة الأفريقية، والدورة الرائعة الاستثنائية التي قدمتها مصر بالملاعب العصرية الممتازة. وتتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة صوب استاد القاهرة لمتابعة فصل النهاية في رواية مثيرة بين الفريقين الأفضل في نهائيات 2019.
وبعد ثلاثة أسابيع من مباراتهما بالدور الأول، التي انتهت لصالح المنتخب الجزائري بهدف نظيف، سيكون الفريقان على موعد مع مواجهة من العيار الثقيل لحسم لقب كبير وتاريخي في بطولات كأس الأمم الأفريقية.
ورغم فوز المنتخب الجزائري في دور المجموعات، لا يبدو أن تكرار الأمر اليوم سيكون سهلاً أمام المنافس السنغالي الذي تطور أداؤه عبر المراحل إلى أن وصل المحطة الأخيرة.
وقدم المنتخبان أفضل العروض خلال البطولة الحالية واستحقا بلوغ المباراة النهائية التي يسعى من خلالها كلا الفريقين إلى إحراز لقب طال انتظاره.
ويتطلع المنتخب الجزائري إلى الفوز بلقبه الثاني في البطولة بعد 29 عاماً من تتويجه بلقبه الوحيد السابق في البطولة الأفريقية علماً بأن الفريق أحرز لقب 1990 على أرضه وبين جماهيره.
ويخوض المنتخب الجزائري (محاربو الصحراء) النهائي للمرة الثالثة حيث سبق له أن خسر أمام نظيره النيجيري في نهائي نسخة 1980.
وفي المقابل، يتطلع المنتخب السنغالي إلى باكورة ألقابه في البطولة الأفريقية، حيث كان أفضل إنجاز سابق له هو إحراز المركز
الثاني عندما خسر أمام نظيره الكاميروني بركلات الترجيح في نهائي نسخة 2002 بمالي. وشق المنتخب الجزائري طريقه إلى النهائي بنجاح هائل، حيث حافظ على سجله خالياً من الهزائم في المباريات الست التي خاضها بالبطولة حتى الآن. وحقق المنتخب الجزائري الفوز في مبارياته الثلاث بالدور الأول على حساب تنزانيا والسنغال وكينيا ثم فاز دون عناء على المنتخب الغيني في دور الستة عشر قبل أن يطيح في طريقه للنهائي ببطلين سابقين هما المنتخب الإيفواري عبر ركلات الترجيح في دور الثمانية ثم المنتخب النيجيري في المربع الذهبي.
وبرهن المنتخب الجزائري على تفوقه الواضح في هذه النسخة حيث ترجم تألقه في الملعب إلى 12 هدفاً في المباريات الست بينما اهتزت شباكه مرتين فقط.
ولم تخل أي مباراة للفريق في النسخة الحالية من هز شباك المنافس، وهو ما يسعى محاربو الصحراء إلى مواصلته في النهائي اليوم لانتزاع الفوز على المنتخب السنغالي.
وقبل بداية البطولة الحالية، لم يكن المنتخب الجزائري من الفرق المرشحة بقوة للفوز باللقب في هذه النسخة، لا سيما أن الفريق لم يقدم مستواه المعهود منذ أن خرج أمام نظيره الألماني من دور الستة عشر لبطولة كأس العالم 2014 في البرازيل.
ولكن الفريق نجح بقيادة مديره الفني الوطني جمال بلماضي وفي وجود مجموعة متميزة من اللاعبين في مقدمتهم رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي وسفيان فيغولي وإسلام سليماني ويوسف بلايلي وآدم وناس في الوصول إلى المباراة النهائية.
ويتطلع محرز إلى الفوز باللقب مع منتخب بلاده بعد فوزه مع مانشستر سيتي بألقاب الدوري الإنجليزي وكأس إنجلترا وكأس رابطة الأندية المحترفة بإنجلترا خلال الموسم الماضي.
ويمثل لاعبو المنتخب الجزائري الحالي جيلاً ذهبياً جديداً للخضر يسعى لتأكيد جدارته بإحراز اللقب مثلما نجح جيل 1990 بقيادة الأسطورة رابح ماجر في الفوز باللقب الأفريقي.
وفي الوقت نفسه، يتطلع المنتخب السنغالي (أسود التيرانغا) إلى استغلال الجيل الذهبي الجديد له لإحراز لقب طال انتظاره بعدما عانده الحظ أكثر من مرة في التتويج خاصة في 2002.
وحظي المنتخب السنغالي بترشيحات قوية قبل بداية هذه النسخة نظراً لكونه المصنف الأول أفريقيا في ترتيب الاتحاد الدولي للعبة (فيفا). ورغم خسارته في مباراته أمام الجزائر في الدور الأول، قدم الفريق السنغالي ما يشفع له للوصول إلى النهائي حيث تغلب الفريق على نظيريه التنزاني والكيني في مجموعته بالدور الأول ثم على منتخبي أوغندا في دور الستة عشر وبنين في دور الثمانية.
وفي الدور قبل النهائي، قدم عرضاً قوياً وحالفهم الحظ في تحقيق فوز صعب للغاية على المنتخب التونسي.
ويتطلع المنتخب السنغالي إلى منح مدربه الوطني أليو سيسيه لقب طال انتظاره أيضاً حيث كان قائداً للفريق الذي خسر بركلات الترجيح في نهائي 2002 وواحداً من ثلاثة لاعبين أهدروا ركلات الترجيح لمنتخب بلاده.
ويأمل سيسيه في تعويض إخفاقه بعد مرور 17 عاماً، وقال: «لدي ثقة لا حدود لها بلاعبي فريقي. وأشعر أنهم يريدون تحقيق شيء ما». وأضاف: «هذا الجيل أفضل من جيل 2002. اللاعبون الحاليون أكدوا لي أنهم سيصبحون أفضل منا، ونجحوا في ذلك». ويقود الجيل الذهبي للسنغال اللاعب ساديو ماني الذي توج مع ليفربول الإنجليزي قبل أسابيع قليلة بلقب دوري أبطال أوروبا.
وقال سيسيه إن إنجاز الفريق في البطولة الحالية يمثل ثمرة وقت طويل من الإعداد، هؤلاء اللاعبون اجتهدوا بشدة على مدار خمس سنوات كاملة. والآن نجني الثمار.
وعلى عكس بلماضي، الذي تولى مسؤولية المنتخب الجزائري قبل 11 شهراً فقط وبالتحديد في مطلع أغسطس (آب) 2018. تولى سيسيه تدريب أسود التيرانغا في 2015 بعدما عمل مدرباً مساعداً لمدة عامين. ويتميز سيسيه بعلاقته الرائعة باللاعبين وهو ما ساعده على إقناع اللاعب كاليدو كوليبالي مدافع نابولي الإيطالي باللعب للسنغال بدلاً من فرنسا. لكن الفريق سيفقد جهود كوليبالي اليوم للإيقاف، حيث نال إنذاره الثاني في لقاء تونس بالمربع الذهبي.