المأساة الإنسانية تتصاعد في مخيم الركبان بعد 5 أشهر على الحصار

تتواصل المأساة الإنسانية ضمن مخيم الركبان، الواقع أقصى جنوب شرقي سوريا، عند مثلث الحدود العراقية – السورية – الأردنية، في ظل الحصار الخانق التي تفرضه قوات النظام منذ أوائل فبراير (شباط) الماضي.
مصادر أهلية في المخيم أبلغت المرصد السوري لحقوق الإنسان، بفقدان مادة الطحين الرئيسية لقوت المواطنين، بعد أن نفد المخزون الاحتياطي من الطحين في المخيم، وأغلقت الأفران أبوابها لتزيد من المأساة التي يعايشها أكثر من 20 ألف نازح سوري هناك. كما تشهد أسعار الخضراوات ارتفاعاً جنونياً، بأسعار تبدأ من 800 ليرة سورية حتى 1000 ليرة لكل كيلوغرام.
وكان موقع وزارة الدفاع الروسية، قد نشر في العاشر من الشهر الحالي، تصريحاً لرئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة ومراقبة حركة اللاجئين السوريين، اللواء فيكتور كوبتشين، قال فيه، إن وتيرة مغادرة اللاجئين لمخيم «الركبان» جنوب سوريا، تراجعت مؤخراً.
وذكر أن من بين الأسباب لهذا التراجع، أزمة الوقود في المنطقة، وحجم «الهوة» المالية المتزايدة، التي يفرضها «المسلحون الموالون للولايات المتحدة»، على كل من يرغب في مغادرة المخيم؛ حيث وصل المبلغ إلى ألف دولار عن كل شخص، بحسب تعبير كوبتشين.
على المستوى الطبي، يفتقر المخيم للأدوية بشكل عام، فلم تدخل المخيم منذ أشهر عدة، فيما تنعدم الأدوية النوعية لمرضى السكر والقلب والضغط، كذلك يعاني المخيم من شحّ في المضادات الحيوية ضد لدغات العقارب والأفاعي التي توجد بكثرة، فضلاً عن انتشار كبير للأمراض المختلفة كاليرقان والتهاب الكبد، وذلك في إطار سياسة الحصار الممنهجة التي تتبعها قوات النظام لدفع النازحين هناك للخروج من المخيم.
وكان نحو 17200 شخص غادروا المخيم منذ شهر فبراير الماضي، بعد أن طفح بهم الكيل، وغامروا بحياتهم، متجهين نحو مناطق سيطرة قوات النظام السوري ومناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، بحسب المرصد.