جدل حول حياة جونسون الخاصة وعلاقته ببانون يعكر حملته الانتخابية

واجهت حملة بوريس جونسون لخلافة تيريزا ماي في منصب رئاسة الوزراء، صعوبات، أمس، بعدما رفض التعليق على جدل حول حياته الشخصية، واستعرضت تقارير تفاصيل حول علاقته بالمستشار الرئاسي الأميركي السابق ستيف بانون.
وازدادت الضغوط على جونسون، المرشح الأوفر حظاً لرئاسة وزراء بريطانيا، أمس، من شخصيات محافظة لتوضيح ما جاء في تقارير عن «مشاجرة» مع صديقته، أدّت إلى استدعاء الشرطة. ورغم أنه لا يزال يحظى بدعم كبير للتغلب على منافسه وزير الخارجية جيريمي هنت، في السباق على زعامة حزب المحافظين، وبالتالي رئاسة الحكومة، أظهر استطلاع رأي نشرته صحيفة «ذي ميل» أمس، أن المشاجرة أدت إلى تراجع تأييده.
وجاء ذلك بعد أن كشفت صحيفة «ذي غارديان»، السبت، أنه تم استدعاء الشرطة في وقت مبكر الجمعة، بعدما أفاد أحد الجيران عن وقوع مشادة كلامية رافقها صراخ وأصوات ارتطام في الشقة الواقعة في جنوب لندن، بعد ساعات من ضمان جونسون موقعاً في الجولة النهائية من المنافسة على منصب رئاسة الوزراء. وأوردت الصحيفة أن كاري سيموندز، صديقة جونسون، سُمعت وهي تقول لرئيس بلدية لندن السابق: «ابتعد عني» و«اخرج من شقتي».ورفض جونسون الإجابة عن الأسئلة المرتبطة بالحادث، في أول محطة ضمن الجولة التي يقوم بها هو ومنافسه هنت، في أنحاء البلاد، والتي تستمر شهراً كاملاً لكسب أصوات أعضاء الحزب المحافظ الذين سيبتّون في أمر اختيار رئيس الوزراء المقبل. وحاول جونسون التركيز على سياساته، مؤكداً: «علينا إنجاز (بريكست)»، متعهداً بتحضير بريطانيا للانسحاب من دون اتفاق من الاتحاد الأوروبي، ما لم يتم التوصل إلى تسوية مع التكتل. وانتقد النائب المحافظ مالكوم ريفكيند رد جونسون، وقال: «الحقيقة هي أنه تم استدعاء الشرطة. لا يمكنك القول: (لا تعليق)».
وصرح وزير الخارجية السابق آلان دنكان لصحيفة «ذي غارديان»، بأن جونسون «باتت حوله إشارة استفهام كبيرة»، مضيفاً أنه أظهر «افتقاره إلى الانضباط» طوال حياته المهنية. وأظهر استطلاع نشرته صحيفة «ذي ميل» أمس أن الناخبين يفضلون أن يتولى هنت زعامة حزب المحافظين، بعدما فقد جونسون 7 في المائة من مؤيديه. كما انخفض تفوقه على هنت من 27 في المائة إلى 9 في المائة منذ الجمعة.
إلا أن الكلمة الفصل ستكون لأعضاء حزب المحافظين فقط، وعددهم 160 ألف عضو. ولا يبدو أن الجدل الأخير أثر على شعبية جونسون إلى حد كبير في اليوم الأول من النقاشات لاختيار الزعيم الجديد، والتي جرت في مدينة برمنغهام وسط إنجلترا. ووقف الحضور وصفقوا لجونسون، وأطلقوا صيحات الاستهجان عندما سأل الصحافي الذي يجري المقابلة جونسون عن حادثة الجمعة. وقال حسنين أحد (23 عاماً) المؤيد لجونسون، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الخلافات المنزلية تحدث دائماً... لا يمكنك أن تجعل من ذلك قصة كبيرة». وأضاف: «المهم ما الذي سيفعله هذا الشخص بشأن (بريكست)». ومع مرور ثلاث سنوات على تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي، لا تزال هذه القضية تهيمن على السياسة البريطانية.
وحصل هنت بدوره على استقبال حار، ووعد بأنه إذا لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي «فسنخرج من دون اتفاق». وصرّحت كارين شكسبير من حزب المحافظين: «كنت أميل إلى جونسون، ولكن هنت أثار إعجابي البالغ اليوم». وأضافت: «لقد فاجأني بأسلوبه المباشر ونزاهته، ولذلك يمكن أن أقول إنني بدأت الآن أميل بشكل كبير إلى جيريمي هنت».
كما تعرض جونسون للانتقادات أمس، بسبب علاقته مع ستيف بانون، المستشار السابق المثير للجدل للرئيس الأميركي دونالد ترمب. وأظهر تسجيل فيديو نشرته صحيفة «ذي أوبزيرفر» بانون وهو يزعم أنه ساعد في صوغ خطاب استقالة جونسون من منصبه وزيراً للخارجية العام الماضي. وبدأت علاقة الاثنين عندما عملا معاً كمسؤولين، وتردد أنهما التقيا مجدداً بشكل غير رسمي الصيف الماضي. وقال جونسون في ذلك الوقت إن ما يسمى «العلاقة» مع بانون هو «وهم»، كما نفى مكتبه مزاعم بأن له علاقة عمل معه، ووصفها بأنها «غير معقولة لدرجة أنها تصل إلى مستوى المؤامرة».