الأزهر يحذر من سفك الدماء وتكدير السلم بالمجتمعات

حذر الأزهر أبناء الأمة الإسلامية من مغبة الاحتراب والغُلو وسفك الدماء. وأضاف خلال مشاركته في تجمع عالمي بأفغانستان يضم 20 دولة، من بينها المملكة العربية السعودية، أمس، أن «من يحرم الحلال لا يقل تطرفاً وغلواً عمن يحل الحرام، وكلاهما معتدٍ على حرمة الدين».
وشارك الأزهر بوفد رسمي في «المؤتمر العالمي الأول عن دور الإمام أبي حنيفة في خدمة الفقه الإسلامي»، الذي أقامته وزارة الحج والإرشاد والأوقاف الأفغانية في العاصمة كابول بأفغانستان، واختتم فعالياته أمس. وسط حضور دولي للصين، والهند، وروسيا، والسعودية، وطاجيكستان، والعراق، وماليزيا، وإندونيسيا، وبحضور الرئيس الأفغاني أشرف غني.
وأكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، المشرف العلمي العام على الأروقة الأزهرية، أن «الوسطية التي انتهجها الإمام أبو حنيفة في فقهه وفكره، وكذلك بقية الفقهاء، هي وسطية تميزت بها الأمة الإسلامية، تعني العدل والخير والتعاون، وتهدف إلى عدم الغلو والابتعاد عن التطرف في الفكر والاعتقاد، والبعد عن التكفير الذي ينتج التفجير وسفك الدماء وتكدير السلم المجتمعي»، موضحاً أن «الرسالة التي يقدمها الأزهر وإمامه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في هذا المؤتمر، هي تحذير أبناء الأمة من مغبة الاحتراب والغُلو وسفك الدماء».
وقال فؤاد إن «علماء وأدباء مصر يجابهون التكفير والتطرف والإرهاب والتشدد، بالفكر والدعوة إلى التمسك بالمنهج الأزهري الوسطي، وتراث علمائنا وفقهائنا في هذا المجال».
في غضون ذلك، التقى الرئيس الأفغاني، أمس، بممثلي الأزهر في المؤتمر، في حضور الشيخ فيض محمد عثمان، وزير الحج والإرشاد والأوقاف الأفغاني. وقدم الرئيس الأفغاني الشكر لوفد الأزهر ولمصر رئاسة وحكومة وشعباً، وللدكتور الطيب خاصة على دوره في الدعوة للسلم العالمي، وتحركه العملي في دول العالم لتوضيح سماحة الإسلام. وقال الرئيس الأفغاني إن «العلاقة بين مصر وأفغانستان علاقة وطيدة وتاريخية».
يأتي هذا في وقت أكد الأزهر فيه على أهمية الدفاع عن قضايا اللاجئين، التي تؤثر على ملايين الأشخاص في العالم، والذين يضطرون في كل عام لمغادرة بلدانهم بحثاً عن الأمان؛ بسبب الحروب أو الاضطهاد أو الكوارث الطبيعية التي لحقت ببلادهم.
وأضاف في بيان له، أن «أحدث الإحصاءات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة تشير إلى أنه في كل دقيقة، يُضطر نحو 25 شخصاً إلى ترك بلادهم وكل ما يملكونه؛ بحثاً عن حياة أكثر أماناً». ودعا الأزهر وسائل الإعلام العالمية إلى مساندة قضايا اللاجئين؛ حيث يقع على عاتقها دور كبير في التعريف بقضاياهم، والدفاع عن حقوقهم، وخلق رأي عالمي سليم لدعم مواقفهم، مندداً باستخدام بعض المصطلحات التي تُشوه صورة اللاجئين؛ كإطلاق مصطلح «المهاجر غير الشرعي» على اللاجئ.
وشدد الأزهر على ضرورة احترام الحقوق والحريات التي كفلتها المواثيق الدولية للاجئين، ومن قبلها الشرائع السماوية، آملاً أن يتكاتف المجتمع الدولي للقضاء على الظواهر والأسباب التي تضطر بعض الأشخاص قسراً إلى مغادرة بلدانهم وأوطانهم.