مصر والجزائر يواجهان السنغال وإثيوبيا في انطلاقة تصفيات كأس الأمم الأفريقية

تخوض المنتخبات العربية مواجهات متباينة القوة في أولى مبارياتها بالدور الأخير (مرحلة المجموعات) بالتصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقرر إقامتها بالمغرب مطلع العام المقبل.
يستهل المنتخب المصري مبارياته في التصفيات بمواجهة من العيار الثقيل أمام مضيفه منتخب السنغال اليوم في المجموعة السابعة التي تضم أيضا منتخبي تونس وبتسوانا اللذين سيلتقيان بمدينة المنستير التونسية غدا، ويستضيف المنتخب السوداني نظيره الجنوب أفريقي اليوم في المجموعة الأولى، بينما يحل المنتخب الجزائري ضيفا على منتخب إثيوبيا غدا (السبت) في المجموعة الثانية.
ورفض الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) إجراء أي تغييرات على الملاعب التي ستقام بها مباريات التصفيات، رغم مطالبة عدد من الدول بنقل مبارياتها عقب تفشي فيروس الإيبولا في القارة السمراء، الذي تسبب في وفاة ما يقرب من 2000 شخص، وأمر «كاف» كلا من غينيا وسيراليون الواقعتين في غرب أفريقيا (مركز تفشي الفيروس القاتل) بنقل مبارياتهما في التصفيات بناء على نصيحة السلطات الصحية.

* السنغال ـ مصر
ويواجه المنتخب المصري مهمة شاقة للغاية وهو يخوض مباراته الأولى في التصفيات أمام السنغال على ملعب ليوبولد سيدار سنجور بالعاصمة داكار، الذي سيحتضن أول مباراة له منذ غلقه في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2012، بعد قرار «كاف» بعدم إقامة أي مباريات عليه لمدة عامين على خلفية أحداث الشغب، التي شهدها خلال مباراة السنغال وساحل العاج في تصفيات كأس الأمم الأفريقية، التي أقيمت بجنوب أفريقيا العام الماضي.
ويرغب المنتخب المصري، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب (7 مرات)، في العودة للمشاركة في النهائيات مجددا بعد غياب دام 5 سنوات، فشل خلالها «الفراعنة» في التأهل في النسختين الماضيتين بغينيا الاستوائية والجابون عام 2012، وجنوب أفريقيا عام 2013.
وسعى شوقي غريب، المدير الفني للمنتخب المصري، إلى تكوين مزيج من عنصري الشباب والخبرة في قائمة الفريق؛ حيث استعان بلاعبيه الشباب المحترفين في أوروبا مثل محمد صلاح لاعب (تشيلسي الإنجليزي)، ومحمد النني، وأحمد حمودي (بازل السويسري)، بالإضافة إلى صالح جمعة، وعلي غزال (ناسيونال ماديرا البرتغالي)، كما اعتمد غريب على مجموعة أخرى من اللاعبين المحليين الذين يمثلون الحرس القديم، مثل الحارس عصام الحضري، ولاعبي وسط الملعب حسام غالي، وحسني عبد ربه، والمدافع أحمد سعيد (أوكا)، ويفتقد الفريق إلى خدمات لاعبيه؛ رامي ربيعة مدافع سبورتنغ لشبونة البرتغالي، والظهير الأيسر محمد عبد الشافي للإصابة، بالإضافة إلى لاعب وسط الملعب الشاب محمود تريزيغيه لأسباب فنية. وكان المنتخب المصري قد لعب مباراة ودية مع كينيا شارك فيها لاعبو الفريق المحليون، وانتهت بفوز «الفراعنة» بهدف نظيف أحرزه عمرو جمال مهاجم الأهلي الشاب.
في المقابل، يأمل المنتخب السنغالي الملقب بـ«أسود التيرانجا»، الذي فشل في التأهل للنسخة الماضية للبطولة بجنوب أفريقيا، في الاستفادة من مؤازرة عاملي الأرض والجمهور لتحقيق انتصاره الأول على نظيره المصري منذ يناير (كانون الثاني) عام 2002.
ويعول الفرنسي الآن جيريس، المدير الفني لمنتخب السنغال، على مجموعة من اللاعبين المحترفين في الأندية الأوروبية، ويأتي في مقدمتهم موسي سو لاعب فناربخشة التركي، ومامي بيرام ضيوف مهاجم ستوك سيتي، الذي أحرز هدف الفوز لفريقه في مرمى مانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي يوم السبت الماضي، بينما سيغيب عن الفريق نجمه وهدافه ديمبا با المحترف في بشكتاش التركي بسبب إصابته في غضروف الركبة.
وترجع آخر مباراة رسمية بين الفريقين إلى عام 2006 عندما التقيا في الدور قبل النهائي بكأس الأمم الأفريقية التي أقيمت بمصر آنذاك؛ حيث انتهى اللقاء بفوز الفريق المصري 2 - 1.

* تونس ـ بتسوانا
وفي المجموعة نفسها، تبدو حظوظ المنتخب التونسي المتوج باللقب عام 2004 في حصد النقاط الـ3، هي الأوفر خلال لقائه مع ضيفه منتخب بتسوانا، ويأمل الفريق التونسي، الذي يخوض مباراته الرسمية الأولى تحت قيادة المدرب البلجيكي جورج ليكنز، في تحقيق فوزه الأول بالمجموعة قبل لقائه المرتقب مع نظيره المصري في الجولة القادمة بالقاهرة.
وشهدت قائمة الفريق التي اختارها ليكنز لمباراتي بتسوانا ومصر عودة صانع لعب الفريق يوسف المساكني المحترف في لخويا القطري، الذي غاب عن المنتخب التونسي منذ مباراته مع الرأس الأخضر في التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال البرازيل في أكتوبر (تشرين أول) من العام الماضي، كما عاد أيضا ياسين الشيخاوي لاعب زيوريخ السويسري، ويعتمد ليكنز أيضا على أمين الشرميطي مهاجم زيوريخ السويسري، وسامي العلاقي لاعب هيرتا برلين الألماني، والمخضرم عصام جمعة المحترف في السيلية القطري لقيادة هجوم الفريق في المباراتين. وسيعاني الفريق التونسي من غياب لاعبيه وهبي الخزري لاعب باستيا الفرنسي، وأيمن عبد النور بسبب الإصابة، الأمر الذي دعا ليكنز إلى استدعاء ثنائي الترجي محمد علي اليعقوبي، وعلي العابدي للانضمام إلى قائمة الفريق. وسلطت وسائل الإعلام التونسية الضوء على تحذيرات ليكنز للاعبيه من الاستهانة بمنتخب بتسوانا؛ حيث طالبهم باللعب بجدية تفاديا لعنصر المفاجأة، وضرورة تحقيق الفوز في ضربة البداية بالتصفيات.

* إثيوبيا ـ الجزائر
ويلعب منتخب الجزائر، بطل أفريقيا عام 1990، مباراته الرسمية الأولى بعد إنجازه التاريخي في مونديال البرازيل، الذي شهد تأهله لدور الـ16 للمرة الأولى في تاريخه والثانية في تاريخ الكرة العربية، حينما يخرج لمواجهة مضيفه منتخب إثيوبيا غدا بالعاصمة أديس أبابا ضمن منافسات المجموعة الثانية. وتعد هذه المباراة هي الأولى للفرنسي كريستيان غوركوف المدير الفني للجزائر، الذي تولى قيادة الفريق خلفا للمدرب البوسني وحيد خليلودزيتش الذي قاد المنتخب الجزائري خلال المونديال.
ونقل الموقع الإلكتروني الرسمي لاتحاد الكرة الجزائري عن غوركوف تأكيده خلال اجتماعه بلاعبي الفريق على أهمية توخي الانضباط والصرامة والتضامن في العمل لتحقيق أي إنجاز، وأنه يتوجب على اللاعبين حاليا أن يكونوا أكثر طموحا لتحقيق إنجازات أخرى. وضم غوركوف مجموعة كبيرة من اللاعبين الذين شاركوا في المونديال إلى قائمة الفريق لمباراتي إثيوبيا ومالي، مثل إسلام سليماني، وهلال سوداني، وسفيان فيغولي، وياسين براهيمي، والحارس رايس مبولحي، وقائد الفريق مجيد بوقرة.

* السودان ـ جنوب أفريقيا
ويرغب المنتخب السوداني، الفائز بالبطولة عام 1970، في تحقيق بداية جيدة في مشواره بالتصفيات عندما يستضيف منتخب جنوب أفريقيا اليوم ضمن منافسات المجموعة الأولى. وكان منتخب السودان قد تلقى خسارة ثقيلة 1 - 3 أمام مضيفه منتخب زامبيا وديا يوم الأحد الماضي، ولم يظهر الفريق بمستواه المعهود؛ حيث ارتكب لاعبوه كثيرا من الأخطاء الفادحة التي يسعى المنتخب السوداني لتداركها قبل مواجهة جنوب أفريقيا.
وتشهد الجولة الأولي لمرحلة المجموعات إقامة كثير من المباريات المهمة أيضا؛ حيث تلتقي نيجيريا (حاملة اللقب) مع رواندا بالمجموعة الأولى، ومالي مع مالاوي في المجموعة الثانية، وبوركينافاسو مع ليسوتو، والجابون مع أنجولا في المجموعة الثالثة. ويخوض منتخب ساحل العاج مباراته الرسمية الأولى تحت قيادة مدربه الفرنسي الجديد هيرفي رينار، الذي تولى قيادة الفريق خلفا لمواطنه المستقيل صبري لاموشيه، عندما يستضيف منتخب سيراليون في المجموعة الرابعة، التي تشهد أيضا صداما قويا بين منتخبي الكونغو الديمقراطية والكاميرون.
وتلتقي غانا (حاملة اللقب 4 مرات) مع أوغندا، وغينيا مع توغو في المجموعة الخامسة، وزامبيا مع موزمبيق، والنيجر مع الرأس الأخضر في المجموعة السادسة.
ويتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني في كل مجموعة إلى النهائيات، بالإضافة إلى أفضل منتخب يحتل المركز الثالث في المجموعات الـ7. وتقام الجولة الأولى في 5 و6 سبتمبر (أيلول)، والثانية في 10 منه، والثالثة في 10 و11 أكتوبر، والرابعة في 5 منه، والخامسة في 14 و15 نوفمبر (تشرين الثاني)، والسادسة الأخيرة في 19 منه.