الأخضر الشاب يتصدى للقوة الهجومية الفرنسية في أولى مواجهاته المونديالية

يسعى المنتخب السعودي للشباب، لتسجيل انطلاقة قوية في مونديال كأس العالم للشباب «تحت 20 عاما» في بولندا، وذلك عندما يواجه المنتخب الفرنسي عند السابعة من مساء اليوم «بتوقيت السعودية» ضمن المجموعة الخامسة في البطولة.
ويطمح الأخضر في الخروج من هذه المواجهة بالعلامة الكاملة أو بنتيجة إيجابية على أقل تقدير، عطفاً على الأداء المميز الذي كان عليه اللاعبون في البطولة الآسيوية والاستعداد المميز الذي سبق المونديال.
وعمل المدير الفني للمنتخب السعودي خالد العطوي على إدخال اللاعبين مبكرا في أجواء البطولة وخاض عددا من المباريات القوية أمام منتخبات أوروبية لا تقل قيمتها الفنية عن المنتخب الفرنسي، وذلك تحسبا لصعوبة البدايات خصوصا في مثل هذه البطولات العالمية، فضلا عن الجاهزية التامة لمنافسات الأدوار النهائية في حال التأهل.
ويملك السعوديون قائمة رائعة من اللاعبين الشبان المتناغمين مع التكتيك والنهج الفني لخالد العطوي، وهو ما ترجمته النتائج الأخيرة.
ويعتمد مدرب الأخضر في سياسته الفنية على تأمين خطوطه الخلفية وتناقل الكرات بين أقدام اللاعبين حتى الوصول لمرمى الفريق الخصم مستغلاً مهارة تركي العمار في الاختراق من العمق والتسديد على المرمى، إلى جانب فراس البريكان الذي يعتبر من أهم الأوراق السعودية في النواحي الهجومية وترجمة مجهود زملائه اللاعبين أمام المرمى.
وفي منتصف الملعب يتولى الثنائي عبد المحسن القحطاني وفرج الغشيان مهمة بناء الهجمة المرتدة السريعة من على الأطراف وتحويل الكرات العرضية داخل منطقة الجزاء، ونجح هذا الثنائي بشكل لافت بتشكيل جبهات هجومية، ومن المرجح أن يعتمد عليهما المدرب في مواجهة هذا المساء، وفي الخطوط الدفاعية يوجد الصخرة حسان تمبكتي وحامد الغامدي ونايف الماس، ومن خلفهم عبد الرحمن الشمري في حراسة المرمى، ويحسب لمدرب المنتخب السعودي الشاب، ثابتة على قائمة من اللاعبين خصوصاً في الخطوط الخلفية، وهو ما منح المدافعين التناغم والتجانس فيما بينهم، فمن الصعوبة اختراق الحصون الدفاعية السعودية.
وتبقى دكة البدلاء السعودية من أهم الأسلحة التي يحتكم عليها خالد العطوي، ودائماً ما تحدث تدخلاته الفنية في شوط المباراة الثاني الأفضلية للأخضر، بعدما يقرأ مكامن القوة ونقاط الضعف في المنتخب المنافس، ويعتمد في تغييراته على تنشيط وسط الميدان واستغلال مهارة لاعبي الأطراف، حيث يملك إبراهيم محنشي وعبد العزيز الضويحي وعبد الله الحمدان وسعود عبد الحميد.
ولن يجازف العطوي في مواجهة هذا المساء، حيث من المؤكد أنه سيدخل بطريقة متزنة ما بين النواحي الدفاعية والهجومية، وسيعمل على تلافي إهدار اللاعبين للفرص أمام المرمى، بعدما تكررت هذه المشاهد في الموجهات الإقصائية من البطولة القارية الماضية، حيث أهدر اللاعبون السعوديون جملة من الفرص السهلة في مواجهة المنتخب الأسترالي في الدور ربع النهائي، وكذلك أمام اليابان في الدور نصف النهائي، وتحسن الأداء بشكل ملحوظ في ختام البطولة أمام المنتخب الكوري الجنوبي، ويدرك العطوي أن لقاءات نهائيات كأس العالم تحتاج لتركيز مضاعف واستغلال أنصاف الفرص.
وعلى الجانب الآخر، يملك المنتخب الفرنسي قوة هجومية ضاربة متمثلة بوجود الثلاثي الهجومي نبيل عليوي وأمين غويري وموسى سيلا، وهذه الثلاثي من أصل مغربي، لكنه سيمثل المنتخب الفرنسي في هذه المونديال بعد بروزهم بشكل لافت في الدوري المحلي، ويقود أبوبكر كمارا الخطوط الخلفية وبجانبه أكسيل زغادو في متوسط الدفاع، ويعتمد الوطني برنار ديوميدي مدرب المنتخب الفرنسي على ياسين عدلي وبوبكر سومالي في منتصف الميدان، وهما العنصران الثابتان في قائمته الأساسية في غالبية المباريات التي قادها سواءً الرسمية أو الاستعدادية التي سبقت المونديال.
وتعد مشاركة المنتخب السعودي للشباب في مونديال بولندا فرصة ذهبية أمام اللاعبين السعوديين الشبان للظهور بالصورة التي تمنحهم بطاقة العبور نحو دوريات القارة العجوز مطمع جميع اللاعبين في العالم، حيث قدم أفراد المنتخب السعودي مؤخراً في نهائيات كأس أم آسيا مستوى رائعا توجوه بالوصول للمونديال العالمي والتتويج بلقب البطولة على حساب المنتخب الكوري الجنوبي، ويبقى تركي العمار مهاجم المنتخب السعودي للشباب الاسم الأبرز، بين كتيبة الصقور الخضر بعد المستويات اللافتة التي قدمها في البطولة القارية. وتوقع الاتحاد الدولي لكرة القدم تألق العمار في مونديال بولندا بعدما وضعه ضمن 10 أسماء متوقع بروزهم في المظاهرة العالمية الكروية تحت 20 عاما، وقال الموقع الرسمي للفيفا قال عن مهاجم المنتخب السعودي للشباب: «نتوقع أن يكون حافزا لهجوم المنتخب السعودي في بولندا 2019 وأن يلعب دوراً هاماً مثل الذي فعله في كأس آسيا للشباب تحت 19 عاماً»، وأضاف فيفا، بزغ نجمه خلال منافسات كأس آسيا للشباب، وحصل على الإشادة مع فريقه الشباب بالدوري السعودي، وتوج العمار عطاءه في كأس الأمم الآسيوية الأخيرة بجائزة أفضل لاعب شاب في قارة آسيا 2018. كما فاز بجائزة أفضل لاعب في كأس آسيا للشباب، قبل أن يسهم بشكل فاعل بقيادة منتخب بلاده للتتويج باللقب.
ويطمح تركي العمار وبقية زملائه لاعبي المنتخب السعودي للشباب في الانضمام لأقوى الدوريات الأوروبية، وهم يدركون أن كأس العالم للشباب بوابة العبور للكثير من اللاعبين نحو الأندية العالمية، حيث يحضر العديد من الكشافين المنتمين إلى أندية أوروبية عملاقة في ملاعب بطولة كأس العالم للشباب ومدرجاتها، ويراقبون الأداء والمواهب الناشئة، إلا أن عملهم الأبرز يتركز في الأروقة وقاعات الفنادق التي تنزل فيها المنتخبات الوطنية، وتنتدب الأندية الكبرى على مستوى العالم مدربين سابقين لمراقبة بعض اللاعبين عن قرب وإغرائه بالانتقال لصفوف فريقهم.
وحسب مصادر مطلعة، أرسل أكثر من 75 ناديا أو اتحادا ممثلين إلى بطولة العالم للشباب دون 20 عاما الأخيرة وأن غالبيتهم من البطولات الأوروبية الكبرى، ومن نسخة لأخرى يشهد عدد الكشافين تزايدا ملحوظ، وهذا يظهر أن البطولة تسلط الضوء على المواهب الشابة وتلك الواعدة التي سبق لها أن أظهرت مواهبها، والمستعدين لإثبات قدرتهم على خوض المنافسات على الساحة العالمية، وسيواجه الجهازين الفني والإداري في المنتخب السعودي صعوبة في إيجاد التوازن المطلوب بين الحفاظ على تركيز لاعبيهم على المباريات، وإتاحة المساحة لهم بلفت انتباه الكشافين والتحدث معهم.
ولا يقتصر تألق المنتخب السعودي للشباب على مهارة وعطاء تركي العمار، حيث تضم القائمة السعودية كوكبة من النجوم أصحاب المهارات الفنية العالية، بوجود يحيى النجعي فراس البريكان مهاجما الأخضر المتخصصان في ترجمة مجهود زملائهما اللاعبين بالأهداف الحاسمة، إلى جانب خالد الغنام الشريان النابض في خط المنتصف، وفرج الغشيان صاحب اللمسات السحرية، وعبد المحسن القحطاني الورقة الرابحة الذي دائماً ما يجلب الأفراح للسعوديين، وفي الخطوط الخلفية حسان تمبكتي الصخرة الدفاعية ومهند الشنقيطي وسعود عبد الحميد ظهيرا جنب.
ويقف خلف هذه التوليفة الفنية الرائعة الوطني خالد العطوي مدرب الأخضر الشاب، والذي قادهم نحو نهائي البطولة القارية دون أن يتعرض لأي خسارة، وأعاد اللقب من جديد للخزائن السعودية.
ويعتبر العطوي المدرب الوطني الوحيد الذي توج بلقب بطولة آسيا دون أي خسارة، واستحق الاستمرار مع المجموعة الحالية لقيادتهم في البطولة العالمية.