اعتراف جندي أميركي بقتل زميله في مالي

اعترف، يوم الخميس، جندي أميركي من كوماندوز «سيل» (قوات البحرية الخاصة) بالذنب في قتل زميله، في قضية كشفت حجاب السرية عن الدور العسكري الأميركي في غرب أفريقيا.
وحسب اتفاق قبل المحاكمة، أقر آدم ماثيوز بأنه مذنب في «التآمر لارتكاب اعتداء، ودخول منزل غير قانوني، وعرقلة العدالة، وانتهاك أمر عسكري، وارتكاب أعمال مضرة»، بالإضافة إلى تهم أخرى، غير أنه تحاشى «اتهام جريمة القتل». وحُكم على النقيب العسكري في البحرية الأميركية، مايكل لوكن، بالسجن لمدة عام واحد، وتخفيض رتبته إلى الدرجة الثانية. وقال ماثيوز، أمام القاضي، إنه يريد أن يعتذر «للكثيرين الذين أضررت بهم من خلال أفعالي. لا يوجد مبرر لما فعلت». وقال إنه كان وصل إلى مالي قبل أقل من يومين، عندما شارك في الحادث. وأضاف ماثيوز، بينما كانت عائلة زميله الذي قتله، لوغان ميلغار، تراقب من مكان قريب: «لقد عذبني شعور أنني أخطأتُ كثيراً في الوقت الذي كان فيه زملائي في الفريق يطلبون إرشاداتي».
في البداية، كانت قوات «الكوماندوز» الخاصة التي تحارب الإرهابيين في غرب أفريقيا تكتمت على قتل الجندي ميلغار خنقاً منذ العام الماضي. حتى بدأت جلسات محاكمة أربعة من الجنود زملاء الجندي ميلغار، في قاعدة للبحرية الأميركية في نورفولك (ولاية فرجينيا). وبعد نشر خبر في صحيفة «ديلي بيست»، قال متحدث باسم قيادة العمليات الخاصة في البحرية الأميركية، الكابتن جايسون سالاتا، في بيان، إنه «إذا ثبتت صحة ذلك، فإن المزاعم تمثل انتهاكاً للثقة والمعايير المطلوبة من جميع العسكريين». وأضاف، دون أن يؤكد الخبر: «تثق القوات المسلحة في قدرة ونزاهة جميع أعضائها في الدفاع عن المصالح الأميركية، والقيام بذلك في فخر وشرف». وقال سالاتا: «لن نسمح بالمزاعم، أو الاتهامات، بأن تؤثر على عشرات السنين من الإنجازات الشريفة لجنود العمليات الخاصة. تفتخر الولايات المتحدة بالمحاسبة والمساءلة». لكن، في وقت لاحق، نشرت وسائل إعلامية اعترافات مسؤولين عسكريين في «البنتاغون» بما حدث. وقال واحد منهم: «ستمضي البحرية قدماً في توجيه اتهامات بالقتل لأربعة من أعضاء القوات الخاصة التابعة لها، بتهمة خنق جندي من القوات الخاصة في مالي، في العام الماضي».
وأضاف أن الأربعة فيهم اثنان من فرقة «سيلز» (كوماندوز البحرية الأميركية)، واثنان من مشاة البحرية. ويواجهون جميعاً اتهامات تشمل القتل عمداً، والقتل غير العمد، والتآمر، وإعاقة العدالة، والضرب، والسطو. وحسب الوثائق القانونية العسكرية التي تسربت إلى صحيفة «ديلي بيست»، ونشرتها، اقتحم هؤلاء غرفة نوم ميلغار الخاصة في باماكو، عاصمة مالي، بينما كان نائماً. ثم خنقوه «وعرَّضوا حياته للخطر، متجاهلين أبسط قواعد الإنسانية»، وأن الأربعة واجهوا ميلغار بعد عودته من حفل أقامته السفارة الأميركية في باماكو. ويبدو أنهم غضبوا لأنه دُعي للحفل، بينما لم تُوجّه دعوات له. وكان هناك خلاف مستمر بين ميلغار والآخرين حول جلب عاهرات إلى مكان سكن الجنود.