مجلس الأمن يدعو الحوثيين لوقف القتال ويحذر الدول الأجنبية من التدخل

دعا مجلس الأمن الدولي الحوثيين في اليمن لوقف الأعمال العدائية ضد الحكومة، وحذر الدول الأجنبية من التدخل في هذا البلد، من خلال إذكاء حالة عدم الاستقرار.
وقال المجلس في بيان أصدره أمس: «يعبر المجلس عن قلقه البالغ تجاه تدهور الوضع الأمني في اليمن، في ضوء التحرك الذي قام به الحوثيون، بقيادة عبد الملك الحوثي، وأولئك الذين يؤيدونه لتقويض التحول السياسي والأمن في اليمن»، حسب «رويترز».
وتابع المجلس أن «هذه الأعمال تشمل تصعيد حملتهم لإسقاط الحكومة، وإقامة مخيمات داخل صنعاء وحولها، والسعي لتقويض سلطة الدولة بإقامة نقاط تفتيش على الطرق الاستراتيجية في صنعاء، إضافة إلى القتال المستمر في الجوف».
ودعا مجلس الأمن الحوثيين لسحب قواتهم من محافظة عمران، وإعادتها لسيطرة الحكومة اليمنية، ووقف كل الأعمال المسلحة ضد حكومة اليمن في الجوف، وإزالة المخيمات ونقاط التفتيش التي أقاموها في صنعاء وحولها.
وتابع المجلس في البيان، الذي وضعت بريطانيا مسودته، أنه «يدعو كل الدول الأعضاء للكف عن التدخل الخارجي، الذي يستهدف إذكاء الصراع وعدم الاستقرار، والعمل بدلا من ذلك على دعم عملية الانتقال السياسي».
وكان الرئيس اليمني قد دعا، في مارس (آذار)، إيران لوقف دعمها للانفصاليين في الجنوب والجماعات الدينية في شمال البلاد. وتحاول الحكومة استعادة الاستقرار بعد أكثر من عامين من الاضطرابات السياسية. ونفت إيران مرارا التدخل في اليمن.
وكان عشرات الآلاف من أنصار الحوثيين المطالبين بإسقاط الحكومة قد احتشدوا، في شمال صنعاء، متوعدين بتصعيد تحركاتهم الاحتجاجية، بينما احتشد أنصار الحكومة في غرب العاصمة اليمنية، وذلك في ظل جهود جديدة لحل الأزمة التي وضعت اليمن على شفير الحرب الأهلية، مع توقع إطلاق مبادرة أخرى، اليوم (السبت).
وتجمع عشرات الآلاف من الحوثيين وأنصارهم من القبائل للصلاة في طريق المطار شمال صنعاء، مرددين شعارات مطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار زيادة أسعار الوقود.
وردد المحتجون: «يا شعب ماذا تريد؟ الشعب يريد التصعيد»، و«أعلناها بالتأكيد ارفع صوتك بالتأييد»، و«الشعب اليمني قرر التصعيد آخر حل».
وأتى ذلك مع انتهاء مرحلة التصعيد الثانية التي أعلنها زعيم التمرد الحوثي الشيعي عبد الملك الحوثي، للمطالبة بإسقاط الحكومة.
وقد انضمت إلى المحتجين المسلحين المعتصمين في صنعاء وعند مداخلها قبائل موالية لحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح. في المقابل، احتشد عشرات الآلاف من أنصار الحكومة في صلاة الجمعة، وبعدها، في شارع الستين غرب صنعاء، للتأكيد على دعم الرئيس عبد ربه منصور هادي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وردد المتظاهرون: «اصطفاف.. اصطفاف لا تمترس.. بل التفاف» و«جمهورية.. جمهورية» و«شعب خرج برمته.. واقف بصف حكومته».
وكان زعيم التمرد الحوثي عبد الملك الحوثي أطلق في 18 أغسطس (آب) تحركات احتجاجية تصاعدية في صنعاء للمطالبة بإسقاط الحكومة، والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود. وفشلت لجنة وساطة رئاسية حتى الآن في التوصل إلى حل للأزمة التي وضعت البلاد على شفير الحرب الأهلية.
وأكد مصدر قيادي في اللجنة الرئاسية أن «اللجنة تقوم باتصالات بشكل متواصل لإعداد تقرير موسع يقدم إلى الاجتماع الوطني الموسع الذي يعقد، اليوم (السبت)»، ويضم مختلف القوى المؤيدة للرئيس هادي.
وذكر المصدر أن اللجنة «ستقدم رؤية بمثابة مبادرة في ضوء المقترحات المقدمة من سائر المكونات السياسية».
وأوضح أن المبادرة تتضمن عدة نقاط، من بينها «تشكيل حكومة شراكة وطنية من كفاءات، واتخاذ إجراءات في المجال الاقتصادي، لا سيما عبر إعادة تقييم لزيادة أسعار النفط».
وبحسب المصدر، فإن الاتصالات لم تنقطع بين اللجنة والحوثيين، في حين أنه من المفترض ألا تستقيل الحكومة الحالية قبل الاتفاق على تركيبة الحكومة الجديدة.