الدوري الإيطالي ينطلق اليوم وسط ظلال قاتمة

ينطلق دوري الدرجة الأولى الإيطالي اليوم وكرة القدم في البلاد في أدنى مستوياتها بعد خروج مخيب للمنتخب الوطني من كأس العالم وانتخاب رئيس جديد للاتحاد المحلي للعبة أثار جدلا كبيرا بسبب تعليق عنصري. وزاد إخفاق نابولي الأربعاء الماضي في التأهل لدوري أبطال أوروبا بعد خسارته 1 - 3 على يد فريق أتلتيك بلباو الإسباني، من أحزان الكرة الإيطالية، ليُعبّر بقوة عن مدى الأزمة الكروية التي تعيشها بطلة العالم 4 مرات.
وفقدت المسابقة التي كانت يوما ما الأبرز في أوروبا بريقها خلال السنوات القليلة الماضية بعدما نالت منها حالة الاستادات المتهالكة والمشاكل المالية والعنصرية وشغب المشجعين ناهيك عن التلاعب بنتائج المباريات. والآن تراجع دوري الدرجة الأولى الإيطالي للمركز الخامس في تصنيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وراء البرتغال وهو ما يقلص حصص أنديته في دوري الأبطال وفي الدوري الأوروبي. وبدلا من ضم أبرز لاعبي العالم أصبح على أندية إيطاليا حاليا استقطاب لاعبين كبار السن يستعدون لختام المشوار من الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري الأضواء الإسباني أو لم يصلوا بعد للعب في هاتين المسابقتين.
وفي وسط هذه الأجواء القاتمة يحلم فريقا روما ونابولي بالاستفادة من الوضع المهزوز ليوفنتوس حامل اللقب في المواسم الثلاثة الماضية للانقضاض على لقب الدوري الإيطالي. وصحيح أن يوفنتوس هيمن بشكل لا مثيل له في الموسم الماضي، إذ حقق 33 فوزا من أصل 38 مباراة وتخطى حاجز الـ100 نقطة (102)، إلا أنه تلقى صفقة موجعة عندما قرر مدربه أنطونيو كونتي الرحيل لتدريب المنتخب الإيطالي الخارج بخفي حنين من الدور الأول لمونديال 2014. فخلفه في منصبه في يوليو (تموز) الماضي ماسيمليانو اليغري الذي عرف خيبات مع ميلان في المواسم السابقة. كما تلقى حامل اللقب ضربة قبل انطلاق الدوري عندما أعلن أول من أمس أن صانع ألعابه أندريا بيرلو (35 عاما) قد يغيب طيلة الشهر الأول من الموسم الحالي بسبب إصابة في وركه. واللافت أن بيرلو انتقل من ميلان إلى يوفنتوس بعدما تركه اليغري حرا في 2011 لأنه لم يكن ضمن مخططاته.
حافظ يوفنتوس الباحث عن تعويض خيباته في دوري أبطال أوروبا، على معظم نجومه، حتى الساعة، في ظل مطاردة لاعب وسطه التشيلي ارتورو فيدال من مانشستر يونايتد الإنجليزي. في المقابل، فشل بالتعاقد مع المهاجم التشيلي اليكسيس سانشيز الراحل من برشلونة الإسباني إلى آرسنال الإنجليزي، فعوض عنه بالمهاجم الإسباني الشاب الفارو موراتا من ريال مدريد، كما ضم الظهير الأيسر الفرنسي المخضرم باتريس ايفرا من مانشستر يونايتد. ووقع اليغري مع الفريق لمدة موسمين مقابل 2.5 مليون يورو في الموسم، وستتركز الأنظار على علاقته مع جمهور النادي الذي لم يكن راضيا عن قدومه بعد انتقاداته اللاذعة عندما كان مدربا لميلان. سيكون الامتحان الأول للفريق الأسود والأبيض اليوم بضيافة كييفو فيرونا على ملعب «مارك أنطونيو بينتيغودي»، حيث يبحث عن نسيان مبارياته الإعدادية غير المقنعة، وفيها تعادل مع تشيزينا الصاعد من دون أهداف، وخسر في مباراة من 45 دقيقة أمام ميلان (صفر - 1) وخاض مباريات غير متكافئة مع فرق آسيوية من الصف الثالث. في المقابل، يسعى نادي العاصمة روما أن يكون قادرا هذا الموسم على استعادة إنجاز 2001 عندما أحرز اللقب للمرة الرابعة والأخيرة. وتحت إشراف مدربه الفرنسي رودي غارسيا للموسم الثاني على التوالي يبدو جاهزا للمعركة بعد حلوله وصيفا في الموسم الماضي. وصحيح أن «الذئاب» عززوا صفوفهم بالظهير الأيسر الإنجليزي اشلي كول من تشيلسي، والجناح الأرجنتيني الشاب خوان ايتوربي (21 عاما) من فيرونا ولاعب الوسط المالي المخضرم سيدو كيتا، إلا أنه خسر قلب دفاعه المغربي مهدي بنعطية لبايرن ميونيخ الألماني مقابل نحو 30 مليون يورو واستبدله باليوناني الشاب كوستاس مانولاس الذي قد يشارك في مواجهة ضيفه فيورنتينا اليوم أيضا.
وعرف روما، المملوك أميركيا منذ ثلاث سنوات، بصفقاته الجيدة إذ حقق أرباحا بلغت 15 مليون يورو في صفقة بنعطية، وذلك بعد صفقتي التخلي عن المدافع البرازيلي ماريكينيوس إلى باريس سان جيرمان الفرنسي ولاعب الوسط الأرجنتيني اريك لاميلا إلى توتنهام الإنجليزي. وحافظ روما على لاعب وسطه البوسني ميراليم بيانيتش المطارد من سان جيرمان والمهاجم العاجي جرفينيو الذي يعد غارسيا مدربه «المفضل» بعدما دربه في ليل الفرنسي، وخصوصا أيقونة الفريق فرانتشيسكو توتي الذي سيبلغ الثامنة والثلاثين الشهر المقبل. وقال توتي: «أتقدم في السن، أستمتع أكثر من أي وقت مضى وكرة القدم تبقى شغفي. وعندما ينتفي الأمر سأكون أول الراحلين».
ويتوقع أن يكون فيورنتينا رابع الموسم الماضي الحصان الأسود للدوري في ظل الأداء الممتع بقيادة مدربه والهداف السابق فينتشنزو مونتيلا، خصوصا بعد أن حافظ على لاعب الوسط الكولومبي خوان كوادرادو المتألق في مونديال 2014. ويريد «فيولا» التخلص من الإصابات المتكررة لهدافه جوزيبي روسي وتعلم الفوز في المباريات الكبرى، إذ لم يحصد الموسم الماضي سوى 9 نقاط من أصل 30 ممكنة أمام يوفنتوس، وروما، ونابولي، وإنتر وميلان. ويحلم نابولي أيضا بلقب الدوري الإيطالي، لكن فريق الجنوب تلقى صفعة مدوية في الدور الفاصل المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا بخروجه أمام أتلتيك بلباو الإسباني (1 - 1 و1 - 3). وكان دفاع نابولي مهترئا أمام الفريق الإسباني، لذا يأمل مدربه الإسباني رافايل بينيتيز بالحصول على ردود سريعة في مواجهة جنوا غدا، في ظل تواجد نجومه المهاجم الأرجنتيني غونزالو هيغواين، ولاعب الوسط البلجيكي دريس مرتنز، والمهاجم السلوفاكي ماريك هامسيك.
وعزز نابولي صفوفه بلاعب وسط منتخب هولندا جوناثان دي غوزمان (26 عاما) من فياريال الإسباني بعدما أمضى الموسمين الأخيرين معارا إلى سوانزي الإنجليزي، وذلك بعد رحيل المدافع الأرجنتيني الدولي فيديريكو فرنانديز إلى سوانزي مقابل نحو 8 ملايين جنيه إسترليني. وكان دي غوزمان، المولود في كندا لأب فيليبيني وأم جامايكية، أحد عناصر المنتخب الهولندي في مونديال البرازيل الأخير حيث حل المنتخب البرتقالي ثالثا.
ووراء الثلاثي المرشح بقوة، يقف إنتر ميلان مع مالكه الإندونيسي الملياردير اريك توهير، فدعم المدرب والتر ماتزاري صفوفه بالمدافع الصربي المخضرم نيمانيا فيديتش من مانشستر يونايتد والتشيلي غاري ميديل من كارديف الإنجليزي.
ويفتتح الإنتر موسمه غدا على أرض تورينو العائد إلى المسابقات الأوروبية في مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ». أما ميلان بطل أوروبا سبع مرات وإيطاليا 18 مرة والذي يستضيف لاتسيو في مباراة قوية، فيخوض موسمه الأول تحت إشراف هدافه السابق فيليبو اينزاغي الذي حل مدربا خلفا للهولندي كلارنس سيدورف الذي لم يصمد أكثر من 5 أشهر مع الفريق.
ودرب اينزاغي (40 عاما) فريق الشباب منذ اعتزاله كلاعب قبل عامين، وكان هدافا لميلان بين 2001 و2012. واستطاع سيدورف، زميل اينزاغي في الفريق سابقا، تحسين موقع ميلان على لائحة الترتيب حيث أنهى الموسم في المركز الثامن، لكنه لم يستطع تأهيله إلى أي من المسابقتين الأوروبيتين (دوري الأبطال والدوري الأوروبي) لأول مرة منذ موسم 1998 - 1999.