أكثر من نصف الآباء في بريطانيا لا يرون زيادة أوزان أطفالهم

أظهرت دراسة بريطانية حديثة أنّ أكثر من نصف الآباء وكذلك الأطباء يسيئون تقدير وزن الأطفال. وغالباً ما يفضّل الآباء استخدام ألفاظ ومصطلحات مثل «متين» و«وقوي» وغيرهما من الصفات، فيما يتجاهلون ملاحظة ما إذا كان الطّفل يعاني من زيادة في الوزن.
وقد أظهرت الدراسة أنّ 54 في المائة من الأمهات والآباء الذين شملهم البحث يرون أنّ أطفالهم أقل وزناً مما هم عليه في الواقع، فيما عجز الأطفال والمراهقون أنفسهم عن ملاحظة أوزانهم الزائدة، وهو الخطأ نفسه الذي يقع فيه الأطباء أيضاً. وتوصل الباحثون كذلك إلى أنّ الآباء الأقل تثقيفاً الذين يعانون من البدانة، شكلوا الأغلبية ممن عجزوا عن ملاحظة بدانة أبنائهم؛ حسب ما ذكر موقع «سكاي نيوز».
من جانبه، أفاد البروفسور ستوكز لمبارد، الأستاذ في الكلية الملكية البريطانية، بأنّ «لا أحد يريد أن يعترف بأنّه هو أو أطفاله يعانون من البدانة أو أنّ صحتهم ليست على ما يرام»، وأضاف: «لكن الحقيقة الصادمة هي أنّ زيادة الوزن والبدانة ستؤديان حتماً إلى الكثير من المشكلات الصحية الخطيرة، سواء الجسمانية أو العقلية خلال السنوات المقبلة، في حال لم تُعالج مشكلة الوزن الزائد لديهم». كما أكّدت الدراسة أنّ «إساءة التقدير أمر شائع حتى بين المختصين بالرعاية الصحية، وشدّدت على أهمية اتخاذ إجراءات دقيقة تضمن علاجاً متواصلاً لمساعدة الطفل على تقليل وزنه والعيش بطريقة صحية»، وشدّدت كذلك على أهمية «المصارحة بشأن الوزن منذ المراحل المبكرة، نظراً لأنّ إخفاء العادات الصحية في المراحل الأولى غالباً ما يكون له تبعاته على صحة المريض على المدى البعيد وصولاً إلى مرحلة البلوغ».
وعرضت النتائج خلال فعاليات «المؤتمر الأوروبي للبدانة» الذي عقد مؤخراً في مدينة غلاسكو الاسكوتلندية وناقش 87 دراسة قدمها باحثون من مختلف دول العالم أجريت على 24774 طفلا وعلى آبائهم أيضاً.
وأظهرت النتائج ما بين عامي 2017 و2018 أنّ 12.8 في المائة من الأطفال البريطانيين من الفئة العمرية ما بين 4 و5 سنوات يعانون من الوزن الزائد، وأنّ 9.5 في المائة منهم يعانون من البدانة.
وأظهرت دراسة أجريت على التلاميذ في الصف السادس الابتدائي - ما بين 10 و11 سنة - أن 14.2 في المائة منهم يعانون من زيادة الوزن وأنّ 20.1 في المائة يعانون من البدانة.
وفي السياق ذاته، أفاد تام فراي، رئيس منتدى البدانة الوطني البريطاني، بأنّ «ملايين الآباء يتجاهلون أوزانهم الزائدة وكذلك أوزان أطفالهم، ولذلك لا يقدمون على مساعدة أطفالهم مطلقاً في هذا الصدد، حسبما أشار إليه الباحثون، ولا يمنعون بالتالي أطفالهم من السير في اتجاه البدانة».
واختتم فاري قائلاً إنّ «المأساة الأكبر هي أنّ قطاع الرعاية الصحية استمر في تكرار الخطأ نفسه بعدم مطالبة الأطباء بمعرفة وزن الأطفال بصورة روتينية، وبعدم التدخل لإيقاف زيادة الوزن إلّا بعد فوات الأوان».