متواطئ مع العمري كان على صلة بمدبّر هجمات باريس

كشفت مجلة «شبيغل» الألمانية أن التونسي أنيس العمري، منفذ هجوم برلين الدامي في ديسمبر (كانون الأول) 2016، كان جزءاً من شبكة أنصار تنظيم «داعش» الإرهابي في دول أوروبا. وأوردت المجلة، استناداً إلى مواد النيابة العامة الألمانية والشرطة الفيدرالية، أن العمري شارك مراراً في التخطيط لهجمات مع «متشددين» آخرين، كما أنه اتصل مع أربعة من مسلحي «داعش» في ليبيا، قبل عام من تنفيذه عملية برلين.
وكشف تقرير «شبيغل» أيضاً أن شخصاً متواطئاً مع أنيس العمري، منفذ هجوم الدهس الإرهابي في العاصمة الألمانية برلين في عام 2016، كان على اتصال مع العقل المدبّر لسلسلة الهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015.
وذكرت مجلة «شبيغل» الألمانية في عددها الصادر أمس (السبت)، أنه يتردد أن الفرنسي كليمان بي تحدث عن صلته مع عبد الحميد أباعود المعروف بأنه العقل المدبر لهجمات باريس، في محادثة تم التنصت عليها. ويُشتبه في أن كليمان بي الذي تم اعتقاله في فرنسا في وقت لاحق، كان قد خطط مع العمري ومتطرف آخر مصنّف على أنه خطير أمنياً يدعى ماجومد علي سي، لهجوم بمتفجرات في العاصمة برلين في خريف عام 2016، ولكن الثلاثي عدل عن المخطط آنذاك، بعدما ظهرت شرطة برلين ذات مرة لدى ماجومد علي سي. يُذكر أن المتشدد التونسي أنيس العمري نفّذ هجوم الدهس بشاحنة في سوق لعيد الميلاد (الكريسماس) في برلين يوم 19 ديسمبر عام 2016، وأودى الهجوم بحياة 12 شخصاً، كما أصيب أكثر من 70 آخرين، إصابات بعضهم خطيرة. وفر العمري من ألمانيا عقب تنفيذ الهجوم، ولقي حتفه بعد ذلك بأيام قليلة برصاص الشرطة الإيطالية خلال محاولته الفرار من إحدى نقاط التفتيش. ودعت مارتينا رنر ممثلة الكتلة البرلمانية لحزب اليسار الألماني المعارض في لجنة التحقيق بالبرلمان الألماني «بوندستاغ» بشأن هجوم الدهس الإرهابي، إلى ضرورة الكشف عن علاقات العمري التي صارت واضحة حالياً مع مهاجمي باريس، وقالت: «هناك اشتباه بأن السلطات الأمنية علمت منذ فترة طويلة عن هذه الصلات». وشددت رنر أيضاً على ضرورة أن يتم ضمان إمكانية الاطلاع على المستندات الخاصة بإجراءات التحقيق الألمانية التي تم إجراؤها عقب هجمات باريس، بالنسبة إلى لجنة التحقيق البرلمانية بشأن هجوم الدهس الإرهابي.
يُذكر أن 130 شخصاً لقوا حتفهم في باريس إثر سلسلة هجمات إرهابية قام بها إرهابيون تابعون لتنظيم «داعش» في نوفمبر عام 2015.