أزمة بين رئيسة وزراء نيوزيلندا والصليب الأحمر بسبب ممرضة مختطفة بسوريا

أثار إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن اختطاف ممرضة نيوزيلندية في سوريا منذ 2013، أزمة مع رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد غضبت أرديرن من الإعلان عن الواقعة لأنها كانت تفضل بقاءها بعيدة عن الرأي العام.
وكشف الصليب الأحمر، أول من أمس (الاثنين)، عن الواقعة المتعلقة باختطاف «منظمات متشددة» لممرضة نيوزيلندية تدعى لويزا أكافي (62 عاماً)، مع سائقين سوريين تابعين للجنة.
وجاء في بيان للصليب الأحمر أنّ الموظفين الثلاثة خُطفوا «أثناء سفرهم مع إحدى قوافل الصليب الأحمر التي كانت تنقل إمدادات إلى مرافق طبية في إدلب، شمال غربي سوريا، عندما أوقف مسلحون المركبات التي كانت تقلهم في 13 أكتوبر (تشرين الأول) 2013».
وأضاف البيان أنّه يومها «خطف المسلّحون 7 أشخاص، وأطلقوا سراح 4 من المختَطَفين في اليوم التالي».
وأضافت الصحيفة أن وسائل الإعلام في نيوزيلندا كانت على علم باختطاف الممرضة منذ 2013، لكنها استجابت لطلب الحكومة بعدم نشر أي أخبار عنها حتى لا يتعرض المخطوفون للخطر.
وتابعت «الغارديان» أن المخطوفين قضوا أطول وقت في تاريخ اللجنة الدولية للصليب الأحمر كرهائن، وأن الممرضة شوهدت في 2018 بالقرب من نهر الفرات على الحدود السورية العراقية.
وأضافت أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والصليب الأحمر النيوزيلندي بالإضافة إلى عائلة أكافي وبعض زملائها، نشروا مقاطع فيديو يطالبون فيها بأي معلومة عنها، عقب تداول قصتها.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن الحكومة النيوزيلندية لم ترحب بظهور القضية للعلن، فقد رفضت رئيسة وزراء نيوزيلندا، خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي لها، التعليق على القضية.
وقالت أرديرن إن حكومتها لا تزال ترى أنه لم يكن ينبغي نشرها.
وفي هذا الإطار، دعم وزير الخارجية النيوزيلندي، وينستون بيترز، موقف رئيسة الوزراء، وقال إن الحكومة نصحت اللجنة الدولية بعدم النشر.
وأكد الوزير على أنه يجري تحديد مكان أكافي، دون أن يعلق على الجهود الاستخباراتية في هذا الشأن.
وكشف أن بلاده أرسلت عناصر من القوات الخاصة إلى سوريا لتشارك في عملية البحث، ولكنه قال إن كشف وسائل الإعلام عن القضية يعرّض حياة الممرضة لمزيد من المخاطر.
وانتقدت وسائل إعلام نيوزيلندية الإعلان عن الواقعة، ووصفه مراسل قناة TV3، باتريك جاور، بأنه «قرار متهور لأقصى حد»، معتبراً الخلاف بين الحكومة واللجنة الدولية للصليب الأحمر «مشين».
وفي المقابل، قال مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، دومينيك ستيلهارت، إنه فوجئ بانتقادات الحكومة لأنه كان يعتقد أنه يحظى بدعمها.
وأضاف ستيلهارت أن اللجنة لم تكن لتكشف عن القضية دون دعم الحكومة.