عباس: ترمب وافق على دولتين ونشر قوات {ناتو}... ثم انقلب

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وافق أثناء لقائهم الرابع والأخير في نيويورك، والذي عُقد في ديسمبر (كانون الأول) 2017 على نشر قوات من حلف شمال الأطلسي «الناتو» في الدولة الفلسطينية العتيدة.
وأضاف عباس في لقاء مع مجموعة من طلاب جامعة هارفارد الأميركية، في رام الله: «ترمب أبلغني تأييده لحل الدولتين، هذا موثّق في محضر تلك الجلسة، قال لي إنه سيُعلن دعمه لفكرة الدولتين، في غضون أسبوع».
وخاطب عباس الطلاب «نقول لكم بأننا آخر شعب في العالم يقبع تحت الاحتلال، تصوروا هذا الشعب المتعلم العريق ما زال تحت الاحتلال، وأترك الجواب لكم لتجيبوا بأنفسكم».
وأضاف: «الشعب الفلسطيني يريد الحصول على دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، مع الاتفاق على القضايا المعلقة التي تناولناها مع الإسرائيليين في اتفاق أوسلو. نريد الوصول إلى حقنا ودولتنا بالطرق السلمية، أي بالمفاوضات، ولن نختار طريقاً آخر للوصول إلى حقنا، إلا من خلال المفاوضات، ونقول دائماً بأننا نمد أيدينا للحكومة الإسرائيلية التي يختارها الشعب الإسرائيلي، من أجل أن نتفاوض على هذه الأسس التي لم نخترعها نحن وإنما وضعتها الشرعية الدولية».
وأردف «نحن الآن أمام ثلاث قضايا أو مشاكل كبرى، أولها مع الإدارة الأميركية، ونحن نعتبر أميركا دولة عظمى وديمقراطية وتؤمن بالحرية والعدالة للجميع، هكذا كنا نفهم، وأردنا أن تكون أميركا هي الحكم بعد أن عقدنا اتفاق أوسلو، ولكن إلى الآن لم يحصل أي شيء، وقد التقيت مع الرئيس دونالد ترمب بعد أن انتخب أربع مرات، وكنت متفائلا جدا بأن هذا الرجل يمكن أن نجد معه حلا، لكن في المرة الرابعة التي التقينا فيها، في نيويورك، قال أنا مع حل الدولتين، بعد أن سألته: هل أنت مع حل الدولتين أم مع حل الدولة الواحدة؟ وهذا مسجل بمحاضر جلسات بيني وبينه، وقد أكد أنه سيعلن خلال أسبوع أنه مع حل الدولتين، فقلت له على حدود عام 1967 مع تبادل أراض. قال لي نعم أنا مع هذا، فقلت له إذا كانت إسرائيل غير مطمئنة على أمنها فأنا أقترح أن تأتي قوات الناتو بقيادة أميركية إلى فلسطين لتحمي أمن إسرائيل وأمننا، والتفت إلى أحد المسؤولين الأميركيين، وقال له كم عندك من الجنود؟ فقال المسؤول ستة آلاف. فقال له غير كاف ولكن جهزهم».
وتابع الرئيس الفلسطيني: «قلت له سيادة الرئيس أنا لا أحب الحرب ولا أؤمن بها، وباعتقادي أننا إذا حصلنا على دولتنا سيمكنني أن أبني مدرسة أحسن من شراء دبابة، وأن أبني مستشفى أحسن من شراء طيارة مقاتلة، وأنا لا أريد السلاح، بل أريد أن أبني البلد. فقال لي كيف يقولون عنك إرهابي؟ أنت رجل سلام. هذه آخر جلسة. بعدها بأسبوعين أعلن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس، واعترف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وأوقف الأموال عن وكالة الغوث، وألغى المساعدات المقدمة لنا، منها ما كان يقدم للبنية التحتية وغيرها وللجامعات، خاصة جامعة القدس، وأوقفها، ومن ثم أعطى موافقة على مواصلة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وكان جوابنا أننا لا نريد التكلم مع الإدارة الأميركية إذا كانت هذه سياستها واستمرت بهذه الرؤية».
وعلى الرغم من الهجوم على ترمب، استدرك عباس «لكننا مستعدون للمراجعة إذا قلت يا سيادة الرئيس إن السفارة لن تنقل، وإن القدس الشرقية هي عاصمة لدولة فلسطين لأنها أرض محتلة منذ العام 1967، فنحن مستعدون للحديث، ونحن أبقينا الباب مفتوحا، وعليكم أن تراجعوا موقفكم، وإلا لا كلام بيننا وبينكم».
ومضى يقول: «لم يحصل أي شيء، والأمور تتدهور، حتى وصلت إلى أن الرئيس ترمب قال إن الجولان أرض إسرائيلية، سيدي الرئيس ترمب أنت لست حاكماً للعالم، هناك شرعيات وقوانين دولية، إن شئت أن تكون حكماً فعليك أن تلتزم بالشرعية الدولية، ولكن أن تضع من عندك قوانين وقرارات فهذا أمر غير مقبول، فكيف تتيح لنفسك هذا، هل يحق لأحد منا أن يقول إن ألاسكا ليست أميركية، بل روسية، أنت لست صاحب القرار، بل الشرعية الدولية هي صاحبة القرار». وأكد عباس مجددا «بالنسبة لنا، نحن لم نعد نقبل أميركا وحدها أن تكون حكما، لأنها حكم غير منصف، إلا أن يكون معها دول الرباعية ودول أوروبا والدول العربية، أو أي دول أخرى، لكن لوحدها لن نقبل».
وخلص الرئيس عباس إلى القول: «نحن لا نضع رأسنا برأس أميركا، نحن دولة تحت الاحتلال، ولكن لنا كرامة ونبحث عن العدالة الدولية، وهذا موقفنا مع أميركا».