الرئيس التركي يزور موسكو الشهر المقبل لبحث الملف السوري والانسحاب الأميركي

يقوم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بزيارة لروسيا في 8 أبريل (نيسان) المقبل.
وبحسب بيان للمكتب الصحافي للرئاسة التركية، صدر أمس، كان إردوغان يعتزم القيام بزيارة لروسيا في يناير (كانون الثاني) الماضي، لكن لم يتم الاتفاق على موعد لها.
واستضافت مدينة سوتشي الروسية قمة ثلاثية حول سوريا، ضمت إردوغان إلى جانب الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني في 14 فبراير (شباط) الماضي، ناقشت التطورات الأخيرة على الساحة السورية في ضوء إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب سحب القوات الأميركية من سوريا، وتم التركيز بصفة خاصة على الوضع في مدينة إدلب.
وعقب قمة سوتشي تواصلت المباحثات بين الجانبين التركي والروسي بشأن إدلب، وتم الاتفاق على قيام القوات التركية بتسيير دوريات عسكرية متزامنة داخل إدلب وخارجها انطلقت منذ 8 مارس (آذار) الحالي.
وأعلنت أنقرة الأسبوع الماضي استمرار المباحثات لتسيير دوريات مشتركة في إدلب.
في السياق ذاته، بحث رئيس هيئة الأركان التركية يشار جولار، مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد، المستجدات الأخيرة في سوريا، في اتصال هاتفي. وأشارت مصادر عسكرية تركية، أمس، إلى أن جولار ودانفورد بحثا التطورات الأخيرة المتعلقة بالوضع الأمني في سوريا، وإتمام خريطة الطريق في منبج السورية.
ووقعت تركيا والولايات المتحدة في 4 يونيو (حزيران) الماضي اتفاقية خريطة الطريق بشأن منبج؛ تتضمن سحب وحدات حماية الشعب الكردية (التي تعتبرها تركيا تنظيما إرهابيا) والإشراف على تحقيق الأمن والاستقرار في المدينة إلى حين انتخاب مجلس محلي لإدارتها في غضون 90 يوما، لكن تنفيذها تأخر ولم يتم تنفيذ بنود الاتفاقية إلا فيما يتعلق بتسيير دوريات عسكرية بشكل منفصل في محيط المدينة. وحملت تركيا مرارا الولايات المتحدة المسؤولية عن تأخير تنفيذ الاتفاقية، ولوحت بشن عملية عسكرية لإخراج الوحدات الكردية منها. وقالت المصادر إن رئيس الأركان، شدد على أهمية استمرار التعاون بين الولايات المتحدة وتركيا في جهود مكافحة الإرهاب من أجل القضاء على بقية عناصر تنظيم داعش الإرهابي في شمال سوريا.
إلى ذلك، أجرى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس، زيارة تفقدية للوحدات العسكرية المنتشرة على الشريط الحدودي مع سوريا.
ووصل أكار، برفقة رئيس الأركان يشار جولار، وقائد القوات البرية أوميت دوندار، إلى غازي عنتاب، وتوجهوا بواسطة مروحية عسكرية إلى الوحدات الحدودية لتفقدها وعقدوا لقاء مع قادتها.
وحشدت تركيا قوات كثيفة على الحدود مع سوريا خلال الأشهر الماضية في إطار الاستعداد لعملية عسكرية تستهدف الوحدات الكردية في شرق الفرات، إلا أن العملية تأجلت بعد إعلان ترمب في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الانسحاب من سوريا وإقامة منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا، ترغب تركيا في السيطرة عليها بالكامل، فيما تخطط الولايات المتحدة لوضعها تحت سيطرة قوات من دول التحالف الدولي للحرب على «داعش»، مع عدم وجود قوات من تركيا أو تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري.