بيدرسن يعود إلى سوريا بعد تعهدات بمنح مساعدات

وصل غير بيدرسن، مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، إلى العاصمة دمشق، أمس (الأحد)، في زيارة تستغرق 3 أيام يلتقي خلالها مسؤولين سوريين، بعد أن حصلت الأمم المتحدة على تعهدات دعم لسوريا قيمتها 7 مليارات دولار.
وقال بيدرسن للصحافيين أمام مقر وزارة الخارجية السورية، حيث أجرى محادثات مع مسؤولين، إنه سيواصل محاولات تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254، الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار والتسوية السياسية في سوريا.
وعبّر بيدرسن عن أمله في أن تجتمع اللجنة الدستورية السورية، التي يُعتقد أنها ضرورية للإصلاحات السياسية وإجراء انتخابات جديدة هدفها توحيد سوريا وإنهاء الحرب المستعرة منذ 8 أعوام تقريباً، التي أودت بحياة مئات الآلاف وشردت نحو نصف سكان سوريا، الذين كان يبلغ عددهم 22 مليون نسمة قبل الحرب، حسب ما نقلت وكالة «رويترز».
وحصلت الأمم المتحدة على تعهدات دعم لسوريا قيمتها 7 مليارات دولار يوم الخميس (14 مارس/ آذار)، مُتغلبة بذلك على الفتور الذي أصاب المانحين بعد 8 سنوات من الحرب الأهلية، وعلى الانقسامات بشأن كيفية التعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وتسعى الأمم المتحدة لجمع 3.3 مليار دولار للأشخاص داخل سوريا، و5.5 مليار دولار للاجئين في دول المنطقة هذا العام. وحصلت على تعهدات أكبر من العام الماضي عندما طلبت مبلغاً مماثلاً، لكنها لم تحصل سوى على أقل من ثلثيه. ويحتاج نحو 12 مليون شخص داخل سوريا لمساعدات طارئة، وهناك 5.6 مليون لاجئ سوري في تركيا والأردن ولبنان والعراق ومصر.
إلى ذلك، استقبل وزير الخارجية وليد المعلم، الأحد، المبعوث الأممي، وبحثا الحل السياسي للنزاع السوري، ومسألة لجنة مناقشة الدستور، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وجدد المعلم خلال اللقاء موقف بلاده، فقال إن «العملية السياسية يجب أن تتم بقيادة وملكية سوريتين فقط، والشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلاده». وأكد أن «الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي بحت يقرره السوريون أنفسهم من دون أي تدخل خارجي».
ولفت بيدرسن من جهته، حسب وكالة الصحافة الفرنسية التي نقلت عن الوكالة السورية، إلى أنه «لن يألو جهداً من أجل التوصل إلى حل سياسي» للنزاع السوري المستمر منذ 8 أعوام. كما أشار إلى «أهمية القيام بعدد من الخطوات، التي من شأنها المساعدة في تقدم العملية السياسية»، مشدداً على «أهمية أن تكون هذه العملية بقيادة وملكية سوريتين لضمان تحقيق النجاح المنشود».
ويواجه بيدرسن، الدبلوماسي المخضرم الذي تسلم مهامه في السابع من يناير (كانون الثاني)، خلفاً لستيفان دي ميستورا، مهمة صعبة تتمثل بإحياء المفاوضات في الأمم المتحدة، بعدما اصطدمت كل الجولات السابقة التي قادها سلفه، بمطالب متناقضة من طرفي النزاع.
وتمحورت جهود دي ميستورا في العام الأخير حول تشكيل لجنة دستورية اقترحتها الدول الثلاث الضامنة لعملية السلام في آستانة، وهي روسيا وإيران حليفتا دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وعمل دي ميستورا على تشكيل هذه اللجنة التي يفترض أن تعمل على إعداد دستور جديد للبلاد، على أن تتشكل من 150 شخصاً: 50 يختارهم النظام، و50 للمعارضة، و50 تختارهم الأمم المتحدة من ممثلين للمجتمع المدني وخبراء، إلا أنه فشل في مساعيه.
وترفض دمشق بشكل خاص اللائحة الأخيرة التي تختارها الأمم المتحدة.
وقبل دي ميستورا، تولى الجزائري الأخضر الإبراهيمي والأمين العام السابق للأمم المتحدة الراحل كوفي أنان مهمة المبعوث الدولي إلى سوريا، من دون أن تثمر جهودهما في تسوية النزاع. ويتولى بيدرسن مهامه بعدما تمكنت قوات النظام السوري من استعادة السيطرة على أكثر من 60 في المائة من مساحة البلاد.