رونالدو وعد وأوفى وقاد يوفنتوس إلى ربع نهائي دوري الأبطال

«استعدوا للعودة»، بهذه الكلمات توجه النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى أنصار يوفنتوس، عشية مباراة فريقهم ضد أتلتيكو مدريد الإسباني، الذي تقدم ذهاباً بهدفين نظيفين. وكان الولد الذهبي على الموعد لأنه قاد بمفرده فريقه الإيطالي إلى تخطي مهمة في غاية الصعوبة، مسجلاً ثلاثية رائعة، ليقود «السيدة العجوز» إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
في المقابل، سحق مانشستر سيتي الإنجليزي منافسه الألماني شالكه بسبعة أهداف من دون مقابل، ليبلغ بدوره ربع النهائي بنتيجة إجمالية 10 - 2.
في تورينو، تعملق رونالدو كعادته في المسابقة التي يتصدر الترتيب المطلق لهدافيها برصيد 124 هدفاً، وسجل ثلاثية من رأسيتين وركلة جزاء، ليمنح بطاقة التأهل إلى فريقه.
ونجح رونالدو في تسجيل 25 هدفاً في مرمى أتلتيكو في 32 مباراة، وسبق له أن حقق إنجازاً مماثلاً عام 2016، في مواجهة فولفسبورغ الألماني، عندما تقدم الأخير 2 - صفر ذهاباً، قبل أن يرد رونالدو بثلاثية على ملعب سانتياغو برنابيو، عندما كان يدافع عن ألوان ريال مدريد.
وتوج رونالدو بالمسابقة القارية خمس مرات، بينها واحدة مع مانشستر يونايتد الإنجليزي عام 2008، وأربع مرات مع ريال مدريد، أعوام 2014 و2016 و2017 و2018. وإذا قدر له الفوز بها للمرة السادسة، فإنه سيعادل رقم لاعب ريال مدريد، فرنسيسكو خنتو، الذي توج بها في الخمسينات والستينيات من القرن الماضي.
وقال رونالدو بعد المباراة: «كانت ليلة مميزة، ليس للأهداف فقط بل لسلوك وأداء كل الفريق. أتلتيكو فريق صعب ونستحق الفوز».
في المقابل، كان أتلتيكو مدريد يمني النفس بخوض النهائي على ملعبه واندا متروبوليتاو، في يونيو (حزيران) المقبل؛ لكن رونالدو كان له رأي آخر.
ولم يسبق ليوفنتوس أبداً أن حول خسارته بهدفين ذهاباً إلى فوز أكبر على أرضه في مسابقة أوروبية؛ لكنه نجح في ذلك أخيراً؛ لأن كريستيانو رونالدو في صفوفه.
وإذا كان الهدف من شراء أفضل لاعب في العالم خمس مرات هو صناعة الفارق في الليالي المهمة في دوري أبطال أوروبا، فإنه قدم المطلوب وأوفى بوعده.
وسجل المهاجم البالغ عمره 34 عاماً ثلاثة أهداف في مباراة واحدة بدوري الأبطال للمرة الثامنة، وقال: «هذه هي العقلية المطلوبة للفوز بدوري أبطال أوروبا، لهذا السبب ضمني يوفنتوس حتى أساعد الفريق على القيام بأشياء لم يسبق أن فعلها».
وكانت الليلة مختلفة تماماً لرونالدو، مهاجم ريال السابق، عما حدث في مدريد، عندما تعرض لصيحات استهجان من مشجعي أتلتيكو، الذين رد عليهم بعد ثلاثيته بالإشارة إلى أصابعه الخمسة، ليذكرهم بإحراز اللقب القاري خمس مرات.
وبدا أن رونالدو، الذي أحرز مع ريال منذ عام واحد هدفاً مذهلاً بركلة خلفية مزدوجة في شباك يوفنتوس، ليحظى حينها بدعم المشجعين في تورينو، يعاني من تراجع مستواه في بعض مباريات الدوري المحلي؛ لكنه حصل على راحة أمام أودينيزي يوم الجمعة، لينجح في ترك بصمة أمام أتلتيكو.
وتكتل دفاع أتلتيكو، الذي لم يستقبل أي هدف في آخر أربع مباريات بدوري الأبطال، وسط ثقة بقدرته على منع رونالدو مجدداً من هز الشباك؛ لكن لم يكن بوسع الفريق الإسباني التعامل بنجاح مع خطورة النجم البرتغالي هذه المرة.
وأخفق الأرجنتيني دييغو سيميوني، المدير الفني لأتلتيكو في استراتيجيته التي اعتمدت على طريقة 4 - 4 - 2 وتحفظه الدفاعي طوال فترة المباراة، دون إظهار أي دوافع هجومية.
ولم يفلح أتلتيكو في شن هجمات مرتدة طوال المباراة، كما عانى الفريق كثيراً في تغطية أجناب الملعب، وخصوصاً الأيسر الذي شغله اللاعب الإسباني خوانفران الذي واجه ضغطاً مزدوجاً من لاعبي يوفنتوس، جواو كانسيلو وفيديريكو بيرنارديسكي، اللذين تفوقا عليه بشكل واضح.
واعترف سيميوني بأن يوفنتوس كان الفريق «الأفضل» واستحق الفوز. وقال بعد المباراة: «كانوا أفضل واستحقوا الفوز... هاجموا بشكل رائع... فرضوا علينا هذا الوضع، وعلينا أن نهنئ المنافس».
وأوضح: «في الشوط الأول، كان لدينا بعض الاستحواذ على الكرة؛ لكن لم تسنح لنا فرص لهز الشباك، باستثناء ضربة رأس من ألفارو موراتا. كان يوفنتوس حاضراً بقوة داخل منطقة جزائنا، وشكل خطورة، وأجبرنا على الدفاع، ولكنه سجل الأهداف التي وضعته في موقف رائع بالمباراة».
وعن البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي سجل الأهداف الثلاثة ليوفنتوس، قال سيميوني: «رونالدو من أفضل اللاعبين في العالم... من الطبيعي أن يظهر بهذا المستوى في المباريات التي يشارك فيها».
في المقابل، أشاد ماسيميليانو أليغري، مدرب يوفنتوس، بسلاسة أداء لاعبيه، وقال: «قلت للاعبين أن يلعبوا بهدوء أعصاب وصفاء ذهن. وكنت أعلم أن المباراة ستكون هستيرية. المباريات تلعب ذهاباً وإياباً، ويوفنتوس استطاع أن يقلب النتيجة».
وفي المباراة الثانية، استمر حلم مانشستر سيتي بإحراز رباعية نادرة هذا الموسم، عندما أنجز المهمة على حساب منافسه شالكه الألماني، ودك شباكه بسباعية نظيفة، بعد أن سبق وعاد من معقل منافسه فائزاً أيضاً بالذهاب 3 - 2.
وتوج سيتي بكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، ويتصدر الدوري الإنجليزي المحلي، وبلغ ربع نهائي مسابقة الكأس المحلية، بالإضافة إلى بلوغه ربع نهائي دوري الأبطال.
وكان سيتي الطرف الأفضل طوال المباراة، من خلال استحواذ على الكرة بنسبة عالية جداً، وفعالية هجومية في مباراة فرض فيها الألماني لوروا ساني لاعب شالكه السابق نفسه نجماً لها، بتسجيله هدفين وصناعته لثلاثة.
وسجل أهداف مانشستر سيتي كل من سيرجيو أغويرو (هدفين) وساني (هدفين) وبيرناردو سيلفا، وفيل فودين، وغابرييل خيسوس.
وقال مدرب سيتي الإسباني جوسيب غوارديولا: «النتيجة واضحة، ونحن سعداء لبلوغ ربع النهائي. لم نبدأ المباراة بشكل جيد؛ لكن بعد تقدمنا لعبنا بهدوء وقتالية».
وأعرب غوارديولا عن أمله في أن يلتقي سيتي مع فريقه السابق بايرن ميونيخ في دور الثمانية، وقال: «أود مواجهة بايرن، إنني جزء من هذا النادي. أعشق ميونيخ، وكذلك بايرن، ولدي كثير من الأصدقاء هناك». ووصف غوارديولا فريقه مانشستر سيتي بـ«المراهقين» في دوري الأبطال، قبل خوض مباراة الإياب أمام شالكه؛ لكن الفوز الكبير أظهر أن فريقه ينمو بسرعة.
ورغم استثمار سيتي الضخم في تدعيم صفوفه وحصد كثير من الألقاب المحلية، فإنه لم يصل إلى قبل نهائي دوري الأبطال سوى مرة واحدة في آخر سبع مشاركات. لكن سيتي فاز 17 مرة في آخر 19 مباراة في كل المسابقات، وفاز تسع مرات، وتعادل مرة واحدة في آخر عشر مباريات، ويعيش حالة من التألق، ويتمنى استمرار ذلك حتى يضمن الظهور في نهائي المسابقة القارية هذا العام في مدريد.
وأراد المدرب الإسباني مجدداً التقليل من فرص ناديه في حصد اللقب القاري؛ رغم أن معظم الناس تدرك أنه لا يجب التعامل مع كلماته بجدية. وقال غوارديولا: «لن أقول إننا لن نقاتل. نحن مثل فريق مراهق؛ لأن أفضل نجاح في تاريخ النادي يتمثل في الوصول إلى قبل النهائي مرة واحدة (في دوري الأبطال) والوصول مرتين إلى دور الثمانية. لا يمكن أن ندخل في مقارنة مع ريال مدريد وبايرن ميونيخ وليفربول ويوفنتوس. كم عدد مرات فوزهم؟ لكن مجموعة المراهقين لديهم الرغبة، وليس لديهم الخوف، وسنحاول الوصول للمرة الثانية في تاريخنا إلى قبل نهائي دوري الأبطال. هذه المسابقة صعبة جداً. سنرى إلى أي مدى سنصل. لقد فزت باللقب مرتين؛ لكني خسرت سبع مرات. كل ما يمكنني قوله إننا سنحاول وسنواصل المحاولة».