موفد فرنسي يطالب لبنان بالإسراع في إصلاحات «سيدر»

استكمل الموفد الفرنسي المكلف متابعة «مؤتمر سيدر» بيار دوكين لقاءاته في بيروت مثنيا على البيان الوزاري للحكومة ومطالبا بالإسراع بتنفيذ الإصلاحات، وأكد أن التقدم يجب أن يكون ضمن ثلاثة مسارات هي الإصلاح والتمويل والمشاريع كما عبّر عن أسفه لعدم مباشرة العمل حتى الآن.
والتقى دوكين أمس وزيري البيئة فادي جريصاتي والمال علي حسن خليل. وقال بعد لقائه الأخير «إن البيان الوزاري وثيقة جيدة يبين المسار الذي ترغب السلطات اللبنانية بانتهاجه وهو ما يدعمه المجتمع الدولي، وينتابنا شعور كما أشار أيضا وزير المال، بأن الحكومة الحالية ليست لديها رفاهية الانتظار».
وشدّد دوكين على أهمية الإسراع في تقديم موازنة عام 2019 على أن تلحظ خفض العجز، وفقا لما هو وارد في البيان الوزاري، بما لا يقل عن واحد في المائة من إجمالي الناتج المحلي، لافتا إلى ضرورة إحراز تقدم على هذا الصعيد. وأشار إلى «أهمية التقدم، وفق البيان الوزاري أيضا، على صعيد موضوع الوظيفة العامة ونظام التقاعد والقيام بالإصلاحات اللازمة في قطاع الكهرباء. وأنا لا أنفك أكرر أن ثمة مثلث مكون من المشاريع والإصلاحات والتمويل ويجب التحرك على هذه المستويات الثلاثة بالتوازي».
وأضاف دوكين «قد يعتبر البعض أنه يجب إعطاء الأولوية للمشاريع أو للإصلاحات. لكن كل هذه النواحي مترابطة والرؤية التي أرساها مؤتمر «سيدر» الذي عقد برعاية بلادي، تقضي بالتقدم على جميع هذه الصعد. ويجب العمل أيضا على ترتيب المشاريع بحسب الأولويات وعلى إرساء مشاريع البنى التحتية الضرورية التي تحتاجها البلاد، إذا أجرينا نقاشات عامة وحول مواضيع اقتصادية ومالية».
ومع إقراره بصعوبة القيام بكل الإصلاحات خلال أسابيع، أسف دوكين لعدم مباشرة العمل مشددا على أهمية «إعطاء إشارات في المجالات المختلفة في مهلة قصيرة نسبيا. غير أنه أصبح لديكم حكومة منذ شهر وحصل البيان الوزاري على موافقة البرلمان بأكثرية ساحقة. فلنستفد من هذه اللحظة. لا بد من الاستفادة من الزخم الذي يسود للتقدم. هكذا تجري الأمور في جميع أنحاء العالم ولبنان لا يشكل استثناء».
وأكد «أموال سيدر حاضرة دائما والدول المانحة والمؤسسات الدولية مستعدة للمساعدة، ولكن الإصلاحات لا تقتصر على الموازنة، ثمة مشاريع في قطاع الاتصالات والطيران والطاقة وقد سنت قوانين ولكنها غير مطبقة لأن الهيئات الناظمة لا تعمل لأن التعيينات فيها لم تحصل»، سائلا «كيف تتوقعون إقناع المستثمرين من القطاعين العام والخاص بالاستثمار إن كانوا يجهلون طريقة تنظيم القطاعات؟» مضيفا «نقرأ في البيان الوزاري أن التعيينات للهيئات الناظمة الثلاث للطاقة والاتصالات والطيران ستحصل وهذا أمر ممتاز وهو ليس بالأمر الصعب».
وبعد لقائه السفير الفرنسي، وصف وزير البيئة فادي جريصاتي الاجتماع بالـ«مثمر جدا»، قائلا «يمكن استنتاج خلاصتين أساسيتين أولاً تأكيده أن مؤتمر سيدر يركّز على قطاعات كثيرة ولكن لديه ثلاث أولويات رئيسية هي الكهرباء والمياه والنفايات التي أصبحت أولوية لدى المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، والخلاصة الثانية هي أنه على الحكومة تحمّل مسؤولياتها لجهة الإصلاحات مع التزام المجتمع الدولي ببرنامج سيدر والأموال التي وعد بها».