منظمة حقوقية تطالب «الجنائية الدولية» بملاحقة المفتي الصادق الغرياني

دانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا دعوة أطلقها الصادق الغرياني، المفتي السابق للبلاد والمدرج على قائمة الإرهاب، لقتال الجيش الوطني، ودعت المحكمة الجنائية الدولية و«لجنة العقوبات» إلى التصدي للغرياني وملاحقته عبر الآليات القضائية، باعتباره «من أبرز المحرضين على العنف والكراهية وإثارة الحرب الأهلية».
وقالت اللجنة في بيان أمس إن تصريحات الغرياني عبر قناة «التناصح»، التي يمتلكها نجله، «تضمنت تحريضاً واضحاً وصريحاً على الحرب الأهلية بغطاء ديني، وذلك عبر دعوته عدداً من المدن والمناطق الليبية إلى حمل السلاح، والقتال ضد قوات الجيش الوطني، وذلك أثناء تعليقه على تطورات الأوضاع والأحداث الجارية في الجنوب».
واعتبرت اللجنة تحريض الغرياني «جريمة جنائية» وفقاً للقانون الجنائي الليبي، وانتهاكاً صارخاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مؤكدة أن تلك التصريحات «تمثل خروجاً عن المبادئ والقيم الدينية والإنسانية والوطنية، وتحريضاً معلناً على إثارة العنف وتصعيده والحرب الأهلية، والقتل وانتهاك حقوق الإنسان».
وانتهت اللجنة إلى أن ما اعتاده الغرياني من تحريض بغطاء ديني، عبر وسائل الإعلام، يمثل «جريمة حرب وفقاً لمعاهدة روما التأسيسية للمحكمة الجنائية وللقانون الدولي». ميدانياً، سيطرت قوات الجيش الوطني الليبي على حقل الفيل النفطي، ثاني أكبر الحقول النفطية في الجنوب الغربي للبلاد، وفي غضون ذلك، أعربت مؤسسة النفط الموالية لحكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس، عن قلقها حيال هذه التطورات.
وأعلن اللواء عبد السلام الحاسي، قائد غرفة عمليات الجيش في الجنوب، في بيان نقله اللواء أحمد المسماري الناطق الرسمي باسم الجيش مساء أول من أمس، أن السيطرة على الحقل «تمت بشكل سلمي ودون مواجهات مسلحة»، لافتاً إلى أن قوات الجيش شرعت على الفور في تأمين الحقل ومحيطه، تمهيداً لتسليمه لحرس المنشآت النفطية.
وفيما تحدثت مصادر عسكرية عن انسحاب حراس الحقل لتفادي حدوث اشتباكات مع قوات الجيش، نفى مهندس في الحقل تقارير إعلامية محلية أفادت بوقوع اشتباكات داخل الحقل الموجود في عمق جنوب ليبيا، لافتاً إلى أن الإنتاج لم يتأثر ومستمر بطاقة 75 ألف برميل يومياً، وهو المستوى المعتاد.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة «رويترز» عن متحدث باسم المؤسسة، التي تدير الحقل عبر مشروع مشترك مع «إيني» الإيطالية، أنها تعرب عن قلقها إزاء التطورات حول حقل الفيل النفطي، وتؤكد متابعتها الأوضاع عن كثب لضمان سلامة عامليها.
من جانبه، أعلن اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش، أنه تم السماح لطائرات شركات النفط المتجهة إلى حقل الفيل، وحقل الشرارة القريب باستئناف الطيران، معلناً انتهاء حظر الطيران، الذي فرضه الجيش على تحليق الطائرات دون إذن منه.
ونقل المسماري عن قائد منطقة سبها العسكرية أن المشير حفتر أصدر تعليماته بالسماح لطائرات الشركات النفطية باستئناف رحلاتها، من وإلى الحقول النفطية في الجنوب لنقل المستخدمين والتموين، على أن تهبط في مطار تمنهنت ذهاباً وإياباً بالتنسيق مع غرفة عمليات القوات الجوية، وذلك لمنع أي اختراق لطائرات أجنبية أو مشبوهة للمنطقة، ودعم العصابات الإرهابية والإجرامية والمرتزقة الأجنبية. واعتبر المسماري أن هذه التعليمات تأتي تقديراً لظروف العاملين في الحقول النفطية في جنوب ليبيا، على حد قوله.
في غضون ذلك، أكدت مصادر عسكرية، أمس، انتهاء العمليات العسكرية لقوات الجيش وإعلان تطهير مدينة مرزق بشكل نهائي من المعارضة التشادية والمرتزقة. وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش في بيان لها، إن قوات الجيش «تؤكد بسطها السيطرة على المدينة ضمن عمليات تطهير الجنوب، وتصادر الآليات والأسلحة من العصابات التشادية وتأسر كثيراً منهم».
ودعت الشعبة الأهالي الفرحين بانتصارات الجيش إلى أخذ الحيطة والحذر، وعدم نشر تحركات القوات، مؤكدة استمرار قوات الجيش في مطاردة فلول المرتزقة والإرهابيين.
وسيطرت قوات الجيش دون قتال أيضاً على مدينة سبها، التي تقع على بعد 650 كيلومتراً جنوب العاصمة طرابلس، إضافة إلى حقل نفطي كبير قرب أوباري الأبعد جنوباً. ويتهم الجيش الليبي، المعارضة التشادية، بمحاولة توسيع نفوذها في مدن الجنوب، كما يتهمها بنقل الأسلحة والاتجار بالبشر لتمويل عملياتها.