طائرات عسكرية أميركية تنقل أطناناً من المساعدات إلى الحدود الفنزويلية

قال مسؤول أميركي إن طائرات عسكرية أميركية من المتوقع أن تنقل أكثر من 200 طن من المساعدات الإنسانية إلى الجانب الكولومبي من الحدود مع فنزويلا خلال عطلة نهاية الأسبوع. ويأتي ذلك في إطار جهود أوسع للولايات المتحدة لتقويض حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، ومساندة زعيم المعارضة خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً للبلاد.
وشن مادورو، الجمعة، هجوماً على الولايات المتحدة التي اتهمها «بسرقة» مليارات الدولارات، وتقديم «الفتات» في المقابل. وتتكدس أطنان من المساعدات في كولومبيا، على مقربة من الحدود مع فنزويلا.
وقد تعهد زعيم المعارضة خوان غوايدو بتحدي محاولات مادورو منع دخولها إلى البلاد. وطلب مادورو من الجيش الاستعداد للقيام «بانتشار خاص» لتعزيز الحدود مع كولومبيا، وجعلها «منيعة». وقال مادورو، خلال فعالية في بلدة سيوداد بوليفار، بجنوب شرقي البلاد: «إنه فخ، يقدمون استعراضاً بأغذية عفنة ملوثة»، وأضاف: «لقد سرقوا 30 مليار دولار، ويعرضون 4 كسرات من الأغذية العفنة».
وتشهد فنزويلا أزمة اقتصادية أفقرت ملايين الأشخاص، وسط نقص في السلع الأساسية، مثل الغذاء والدواء. وتصف واشنطن إعادة انتخاب مادورو العام الماضي بأنها غير مشروعة. وذكر مصدر بالحكومة الأميركية، طلب عدم نشر اسمه، كما نقلت «رويترز» عنه، أنه سيتم إرسال المساعدات الغذائية والطبية إلى بلدة كوكوتا الكولومبية الحدودية. وأضاف أنه من المقرر أن تصدر وزارة الخارجية الأميركية إعلاناً بهذا الصدد.
وكثفت الولايات المتحدة الضغط على مادورو، يوم الجمعة، بفرض عقوبات على بعض من كبار مسؤوليه الأمنيين، ورئيس شركة النفط الحكومية. وقالت وزارة الخزانة الأميركية إنها فرضت عقوبات على مانويل كيفيدو، رئيس شركة النفط والغاز الطبيعي المملوكة للدولة (بي دي في إس إيه)، و3 من كبار مسؤولي المخابرات، ورافائيل باستاردو الذي يقول مسؤولون أميركيون إنه رئيس وحدة تابعة للشرطة الوطنية مسؤولة عن العشرات من عمليات القتل التي نفذت خلال مداهمات ليلية، بأوامر من مادورو.
وحض نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، السبت، الاتحاد الأوروبي على الاعتراف بغوايدو.
وقال بنس أمام مؤتمر الأمن في ميونيخ: «علينا جميعاً أن نقف مع الشعب الفنزويلي حتى استعادة الحرية والديمقراطية بالكامل (...) لذا، نحض اليوم الاتحاد الأوروبي على الوقوف إلى جانب الحرية، والاعتراف بخوان غوايدو رئيساً شرعياً وحيداً لفنزويلا»، وأضاف أنه بعد أن أصبحت الولايات المتحدة أول دولة تعترف برئيس البرلمان رئيساً لفنزويلا «حذت 52 دولة، بينها 30 من حلفائنا الأوروبيين، حذو أميركا»، وشدد قائلاً: «حان الوقت لباقي دول العالم أن تقدم على ذلك»، وتابع: «مرة أخرى، يمكن لعالم واحد أن يتخذ موقفاً مؤيداً للحرية في العالم الجديد».
وقال مادورو: «لست أبالغ. في البيت الأبيض، أعلن دونالد ترمب وإيفان دوكي (رئيس كولومبيا) خططاً لحرب ضد فنزويلا»، في إشارة إلى لقاء الأربعاء الذي كرر فيه الرئيس الأميركي أن «جميع الخيارات» مطروحة فيما يتعلق بفنزويلا.
وغوايدو الذي اعترفت به 50 دولة رئيساً بالوكالة لفنزويلا، يتهم مادورو بالتسبب بالصعوبات الاقتصادية بسبب سوء إدارته. أما مادورو، فيعزو أزمة فنزويلا إلى العقوبات الأميركية. وأصبحت المساعدات الإنسانية أحد محاور في الصراع بين مادورو وغوايدو. فقد وعد زعيم المعارضة بإدخال المساعدات في 23 فبراير (شباط). ومن جهته، يرفض مادورو السماح بدخولها. ويقطع جيشه الموالي له جسراً حدودياً بين فنزويلا وكولومبيا. ويصر الزعيم الاشتراكي على أن المساعدات ليست سوى غطاء لغزو عسكري أميركي مخطط له، فيما يؤكد غوايدو أن 300 ألف شخص قد يموتون ما لم تصل المساعدات الضرورية.
وقال غوايدو: «دفعنا ثمنها بأموالنا لأننا لا نتسول من أحد». ويقول مادورو إن غوايدو (35 عاماً) دمية بيد الولايات المتحدة التي تحاول ضمان الوصول إلى ذهب فنزويلا واحتياطها النفطي الهائل (الأكبر في العالم)، وأكد أن تحدي غوايدو لسلطته «خيانة»، مضيفاً: «أسوأ شيء هو إثارة الجنون الإمبريالي لحكومة كوكلوس كلان متطرفة في البيت الأبيض».